[نعم، إنَّها مرحلة جديدة وقعنا عليها] بهذه الكلمات افتتح لقمان سليم جلستنا الهاتفية، كأني به يستلهم أننا لا نخاف “أوقعنا على الموت، أو وقع الموت علينا” الأمر سيان، العبرة أن نكون منسجمين مع أنفسنا، ومبادئنا، وأن نكون على “حق”.
وبالفعل فإنَّ اغتيال لقمان شكَّل حداً فاصلاً بين تاريخين لدى الشيعة اللبنانيين، هذا الحدّ غير ظاهر بفعل الضباب العسكري، والغيوم المالية، وجملة ملوثات بيئيَّة سرعان ما ستزول لتنجلي الصورة؛ ويشرق وجه العدالة والحق.
ما أراد أن يقوله لي بشكل واضح وصريح بأن “المسؤوليات” تضاعفت، وأن واجب ايجاد التنوّع في البيئة الشيعيَّة التي يريد بعض الظلاميين طمسها والقضاء على أية ميزة في الوسط الشيعي؛ قد أضحى واجباً آكد وأشد من ذي قبل.
إقرأ أيضاً: رسالة من لقمان (٥): أولسنا على حق؟!
طبعاً كنَّا نتحدّث ونفهم على بعض بشكل قياسي، بلغة قد لا يفقهها كثيرون، لا سيما أولئك الذين لا يدركون أبعاد جهودنا الجبارة في بلورة خيارات أكثر عقلانية ومناقبية..
فيما مضى كان البعض يحسب أننا نلعب لعبة المصالح الشخصيَّة، ولعبة السلطة، والطمع للوصول إلى الحكم.. لكننا – على الدوام – كنَّا ننطلق من ثوابت أخلاقيَّة مختلفة، كان الهاجس الدائم لدينا: ما هو واجبنا في هذا المفصل التاريخي؟!
أين يفترض أن يكون الشيعة؟ أي دور مناط بهم في الظروف العصيبة؟!
القتلة أرادوا قتل الحقيقة والتنوّع والعلم والصدق.. لذلك الوفاء هو باستمرار قول الحقيقة، والصدق، وبالمزيد من المناقبية..
لذا لن يفقه كثيرون ما دار بيني وبين لقمان، فقد {طبع على قلوبهم}.