ميقاتي سفير حزب الله والثنائي الحاكم إلى دول الخليج

نجيب ميقاتي

لقد امسك حزب الله بزمام السلطة في لبنان، منذ العام 2008، وعقب اتفاق الدوحة الذي اشرفت على التوقيع عليه دولة قطر، الذي تضمن، اسقاط الثلث المعطل، على تشكيل الحكومات اللبنانية، ومن اسم وعنوان هذا البند ندرك خطورة ما جرى في الدوحة برعاية امارة قطر واشرافها وتمويلها.. وبناءً على هذا البند تم اسقاط حكومة الحريري الاولى، وتسلق نجيب ميقاتي موقع رئاسة الوزراء على حصانٍ اعرج، ليخدم مشروع حزب الله في استكمال الامساك بكافىة المؤسسات الرسمية بهدوء ودون ضجة…

وخلال حكومة الرئيس تمام سلام، الذي عاشت الفراغ الرئاسي، منع الثنائي الحاكم، بقيادة حزب الله انتخاب رئيس جديد للجمهورية، خلفاً للرئيس السابق ميشال سليمان.. لمدة تزيد عن عامين، فالتحق سعد الحريري، بزميله نجيب ميقاتي بركب المهادنة والانخراط في تجاهل خطورة مشروع هيمنة سلاح الميليشيات على الكيان اللبناني، فانجز التسوية الرئاسية التي اوصلت ميشال عون الى سدة الرئاسة، مع بنود ضمنية تضمنتها التسوية الرئاسية…

اقرأ أيضاً: العلاقة السعودية-اللبنانية من «إعلان جدة» إلى الادعاء على جعجع

بعد ان كان حزب الله بين عامي 2008 – 2016.. يضغط على السلطة اللبنانية لتحقيق شروطه او تنفيذ رغباته، فإنه مع التسوية الرئاسية، وانخراط الجميع دون استثناء في هذه التسوية.. مع حفظ الالقاب..(سعد الحريري، سمير جعجع، وليد جنبلاط).. استطاع حزب الله عام 2016.. ان يمسك بكامل مفاصل السلطة، بشكل رسمي وعلني، ودون حجاب وبوضوحٍ كامل.. من خلال تفاهم مار مخايل، بين حزب الله والتيار الوطني الحر، واستكمالاً مع التسوية الرئاسية التي رسمت مستقبل لبنان القاتم والجهنمي… وهذا ما نعيشه اليوم..

نجح حزب الله في الهيمنة، بسلاحه، وهذا ما اكده متباهياً نائب حزب الله المستقيل، نواف الموسوي، في المجلس النيابي وعلى شاشات التلفزيون امام جمهور اللبنانيين، ولكنه اي حزب الله فشل في ادارة الدولة وشؤونها، وفي تامين الدعم المالي اللازم للنهوض بمسؤولية الدولة والحفاظ على مؤسساتها.. فدولة ايران عاجزة عن دعم كيان ووطن وشعب، وهي لا تدعم سوى اشعال الحروب والقوى والاحزاب الدينية والمذهبية التي تنخرط في محورها… وليس وطناً وشعباً متعدد الاعراق والاديان والمذاهب والانتماءات..؟

وبما ان حزب الله الذي هيمن على لبنان بالكامل، قد اخذ على عاتقه محاربة ومواجهة الامة العربية، والاسلامية ومناكفة المجتمع الدولي، ومصارعته خدمةًَ لايران ومشروعها، فقد انكفأ كل هؤلاء عن دعم لبنان ورعايته وتم ترك لبنان وشعبه لمن امسك بزمامه.. وسيطر على مؤسساته ويقوم برسم سياسته الخارجية كما شؤونه الداخلية…؟

فاندلعت انتفاضة 17/10/2019، الشعبية، رفضاً للواقع المؤلم الذي وصلنا اليه، وسقطت حكومة الحريري، رغم تحذيرات نصرالله بضرورة استمرارها.. ومع فشل الحريري عقب استقالة حكومة حسان دياب، عقب انفجار المرفأ، في تاليف حكومة، تسلم الدفة نجيب ميقاتي رجل المهمات الخاصة، والتسويات الغامضة، والظهور من العدم في الوقت المناسب لحماية مشروع حزب الله والثنائي الحاكم..

منذ اللحظة الاولى تحدث ميقاتي عن دعم خليجي، وتحديداً كويتي، للبنان، وسريعاً جاء النفي الكويتي، ومع الانهيار السريع والمتسارع للواقع اللبناني الاقتصادي كما السياسي والامني، كان لا بد من بحث عن مخرج مالي قبل ان يكون سياسي…

خلال زيارة ميقاتي لدولة قطر لحضور منتدى الدوحة الدولي…. (شدد رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي اليوم السبت على أهمية إعادة علاقات بلاده الطبيعية مع كل الدول العربية وخاصة الخليجية لأن لبنان بحاجة لذلك. وقال ميقاتي «يجب على لبنان أن يكون على علاقة ممتازة بكل الدول العربية والخليجية فهو من مؤسسي الجامعة العربية ومؤمن بها ومقتنع بهذه المنظومة الهامة وهذا الدفء العربي وكذلك أن تكون علاقته متينة مع كل دول العالم». وأوضح أنه «عندما يلتقي الأشقاء لا تكون جلسات استعطاء أو مطالبات لكنها جلسات للحفاظ على الود الذي سيولد عطفاً إضافياً ومساعدات»….)… (وأكد على وعيه «أن الوضع الاقتصادي عبارة عن مجموعة من المشاكل المتراكمة منذ 30 عاماً ولا يمكن حلها بين ليلة وضحاها لكن الحكومة تعمل على تعافي الاقتصاد اللبناني وإن شاء الله سنستطيع».)...

مضمون تصريح ميقاتي هذا يستدعي منا الوقوف على بعض مفرداته والتي تكشف خبايا مهمته:

  • قال ميقاتي انه يجب ان تكون علاقات لبنان، ممتازة بكافة الدول العربية، والخليجية… وهنا نسأله .. هل استطاع منع المؤتمرات المعادية للأمة العربية ودول الخليج تحديداً….؟ وهل تمت محاسبة حزب الله الذي استضاف ورعى واحتضن الفعاليات المعادية، وهل تمت محاسبة بلدية الغبيري من قبل وزير الداخلية المحسوب عليه عندما تمردت على سلطته ورفضت قراراته.؟ اذا كان عاجزاً هو وفريقه.. فاي ود وعطف ينتظر من الدول العربية وخاصةً الخليجية..؟
  • لقد اشار في كلمته الى ضرورة اللقاء مع الاشقاء ليس بطلب الاستعطاء بل للحفاظ على الود الذي سيولد عطفأ اضافياً ومساعدات..؟ هل نحن بحاجة لمساعدات..؟ قبل طلب المساعدات، يجب على قواك الامنية والقضائية ان تحاسب من يختلس المساعدات والاملاك العامة ويفتح معابر شرعية للتهريب وبالتالي يختلس المال العام لنتمويل حربه وعدوانه واجرامه.. ويحرم خزينة الدولة من الاموال اللازمة المعالجة ازمتنا المالية، وكذلك حتى يثق بنا المجتمع الدولي والعربي، ويشعر انك بالفعل تدير حكومة وليس ادارة ازمات وتغليف المصطلحات والتلاعب بالعبارات.. وطلب الاستعطاف والدعم المالي فقط.. دون رؤية او وضوح او مشروع بناء دولة ووطن ومؤسسات..
  • هل تذكر لنا يا دولة الرئيس من هي الجهة التي ترفض التفاوض مع صندوق النقد الدولي، وتضع شروط تعجيزية…بالتأكيد لا تجرؤ..؟؟
  • والاسوأ من كل هذا ما تضمنه تصريحك، هو استخدامك لمصطلحات حزب الله والثنائي الحاكم، عندما قلت («أن الوضع الاقتصادي عبارة عن مجموعة من المشاكل المتراكمة منذ 30 عاماً).. هذا المصطلح بالتحديد هو ما يستخدمه الثنائي الحاكم بقيادة حزب الله للتعمية على دوره في اضعاف الدولة ومؤسساتها وانخراطه في حروب اقليمية عزلت لبنان عن محيطه وافقدته توازنه…فكان انك اعتمدت هذا المصطلح تأكيداً على التزامك بحماية مشروع الهيمنة والسيطرة ووضع اليد على لبنان الكيان وابقاء الشعب اللبناني رهينة سلاح الميليشيات وجزءاً من محور ايران تستخدمه حين تشاء ومتى تريد وحيث تريد… وهذا ما قاله نصرالله.. انه جندي في جيش الولي الفقيه.. وان ميليشياته سوف تكون حيث يجب ان تكون….؟؟ لذلك هو في اليمن والعراق وسوريا.. ولا نعرف مستقبلا اين يكون لان القرار ليس قرار الحكومة اللبنانية ولا المؤسسات الدستورية.. وفي نفس الوقت يستمر هذا الثنائي مصحوباً بصمتٍ منك وربما موافقة ضمنية على اتهام كل اللبنانيين المعارضين بانهم سبب الازمة.. ويتم تجاهل دور الميليشيات وممارسات ومواقف الثنائي الحاكم…

الخلاصة..

إن اي دعم عربي او دولي يجب ان يكون عنوان خلاص لبنان، والتأسيس لانطلاق الدولة الحقيقية، وليس لتمويل ميليشيات وافواج من المحازبين والاتباع الذين تم ضخهم في اجهزة الدولة لتمويل الميليشيات على حساب المواطن اللبناني الذي يدفع الضرائب ويخضع للقانون، والان تبحث دولتك بالنيابة والوكالة وربما بالاصالة عن طريقة لتمويل هذه الميليشيات من مال الدعم العربي والدولي..؟

التاريخ لا يرحم يا دولة الرئيس.. لذلك نتمنى عليك ان لا تكون سفير حزب الله والثنائي الحاكم الى العالم العربي ودول الخليج.. بل ان تكون سفير لبنان لاعادة وصل ما انقطع ولمساعدة لبنان على التخلص من الهيمنة والتسلط، واعادة بناء دولة الحق والعدل والقانون، لا دولة المحسوبيات واللجان الامنية والسلاح المنتشر بين ايدي من يحقد ويكره الامة العربية والاسلامية.. بعبارات صريحة وواضحه ولا يتوانى عن تزوير التاريخ واحداثه لشحن النفوس وتاجيج الصراعات..والاحتفالات بقصف منشآت ارامكو خير دليل على عمق الود الذي تبحث عنه..؟

السابق
«جنوبية» تعد دراسة خاصة عن اللوائح والتحالفات في الدوائر الـ15: هذه هي «طلائع» المجلس النيابي 2022!
التالي
مخرجات فيينا: «الحرس» يستبق الاتفاق!