تشريح «نفسي» لجريمة أنصار.. عياش لـ«جنوبية»: قاتل نرجسي.. ومجزرة لن تكون الأخيرة!

جريمة أنصار

لم تتكشف جميع خيوط مجزرة أنصار الجماعية، الجريمة المروعة والأخطر من نوعها في لبنان عموما والجنوب خصوصا في السنوات الأخيرة، فعلى الرغم من إيجاد جثث الوالدة وبناتها الأربع، واعتراف “السفاح” حسين فياض بجريمته ومكان دفن ضحاياه، الا ان ثمة تساؤلات حول دوافع المجرم الشخصية للإقدام على فعل القتل المتعمَّد والجماعيّ، والأبعاد النفسية لديه ليقدم هذا الفعل “الداعشي”.

اقرأ أيضاً: تفاصيل مرعبة.. «مجزرة» أنصار من التخطيط إلى التنفيذ!

وعلى ما يبدو بحسب تشير المعلومات حتى الساعة ان الدافع الجرمي لمجزرة أنصار أسبابها ذكورية منها الحب والانتقام، خصوصا مع تبيان ان لا دوافع للسرقة بعد العثور على الأموال والمصاغ التابعة للضحايا الأربع في المنزل، كما ان الطب الشرعي أسقط فرضية بيع الأعضاء.

فحتى ان القتل لم يكن وليد الساعة، فعلى العكس القاتل خطط لجريمته مسبقا بدم بارد، اذ جهّز مكان الدفن والعدّة والحجارة والباطون الذي استخدمه لدفن الجثث قبل التنفيذ. فعمد على استدراج الأم وبناتها عبر اقناعهم للخروج من المنزل مساء لتناول الساندويتش، وهو الذي كان يتردّد إليه مراراً بعد علاقة عاطفية جمعته بالابنة الوسطى تالا (20 عاماً).

وبعد هذه التفاصيل، يبدو انه على الأغلب وبانتظار نتائج التحقيقات، الدوافع هي “غرام وانتقام”، فما هو البعد النفسي لجريمة أنصار التي هزّت لبنان؟

أشار الدكتور في علم النفس أحمد عياش، الى انه “لا يوجد جريمة جميلة وجريمة بشعة، كل الجرائم مثيرة للاشمئزاز الا ان أفظع الجرائم عادة ما ارتكبت في حروب باسم الاديان والتعصب القومي ولكن ايضا ارتكبت باسم الانتقام العاطفي والانتقام الاجتماعي والانتقام تحت تأثير مخدرات والانتقام كنتيجة لأفكار هذيانية على علاقة بالشياطين وبالمهمّة الالهية وبالغيرة المرضية القاتلة”.

الجرم لا يمكن ان يكون الا في خانة الانتقام العاطفي والكيدية والثأر من قرار ما ظنّه القاتل قرارا جَماعيا لعائلة ضده لإلغائه عاطفيا

وحول تفاصيل جريمة أنصار والدوافع الجرمية، قال ان “القتل ببندقية صيد ودفن جثث صبايا اخوات مع والدتهم في بلدة تجمعهم بالانتماء مع القاتل وتجمعهم علاقة مودة وصداقة سابقة، لا يمكن ان يكون الا في خانة الانتقام العاطفي والكيدية والثأر من قرار ما، ظنّه القاتل قرارا جَماعيا لعائلة ضده لإلغائه عاطفيا”.

من الحب ما قتل

وتأكيدا على المعلومات التي تحدث حول التخطيط المسبق لجريمته، لفت الدكتور عياش، الى ان “عادة جرائم الانتقام العاطفي لا تكون وليدة فعل وردة فعل على حادثة طارئة، ومستجدة بل تكون نتيجة تخطيط مسبق وعن سابق تصوّر وتصميم لأن قرار القتل لا يتخذ في هكذا حالات الا على نار خفيفة وحقدا بعد حقد وصبرا على صبر وفكرة دموية بعد فكرة ثأر الى ان تحين لحظة التنفيذ عندما يظن القاتل ان الوقت يداهمه وعليه الاسراع في التنفيذ قبل فوات الأوان”.

وأضاف “وحدها الحماقة والنذالة والنرجسية المفرطة تجمّل للقاتل فعلته وتقنعه ان الجريمة علاج لضغينة ولحقد ولجرح نرجسي نازف”.

عادة جرائم الانتقام العاطفي تكون نتيجة تخطيط مسبق لأن قرار القتل لا يتخذ في هكذا حالات الا على نار خفيفة وحقدا بعد حقد

الى ذلك أوضح ان “كل قاتل يظن ان فرصة انتقامه لا تتكرر لأن احتمال هرب او اختفاء او سفر الضحية وارد”.

ولكن لماذا عمد القاتل على تصفية العائلة جمعاء؟

رأى الدكتور عياش ان “الجريمة الجَماعية تؤكد ان لدى القاتل اعتقاد ان هناك قرارا جماعيا اتخذ كعائلة ضدّه”.

وتابع “تبقى التحقيقات سيدة الاثباتات والبراهين والادلة والاعتراف يقين الحقيقة ويبقى رأينا احتمال لا أكثر ومحاولة تحليل تخطئ احيانا وتصيب احيانا أخرى”.

الى ذلك شدد عياش، أخيرا على ان “هذه الجريمة لن تكون الاخيرة فالبلاد ومنذ ثلاث سنوات تحولت فيها العلاقات الاجتماعية الى علاقات شك وحذر وقلة ثقة وتوجس وقلق عارم وخوف من عدوى وقلق من جوع وقلق من دخول مستشفى وقلق من فقر داهم واختفاء لأمل بتحسن الأحوال”.

السابق
هذا ما جاء في مقدمات النشرات المسائية ليوم السبت 26 آذار 2022
التالي
لبنان يحضر في الدوحة عشية «عودة الخليج»