عبد القادر لـ«جنوبية»: إستكمال الوساطة الأميركية «البحرية» موقف عقلاني

نزار عبد القادر
أعاد لبنان الرسمي ملف ترسيم الحدود البحرية، إلى طاولة المفاوضات في الناقورة ووفقا للخط 23، ما يعني أنه لم "يكسر الجرة" مع الاميركيين، وتحاشى إثارة غضب الأطراف الداخلية المُعارضة لعرض آموس هوكشتين، و إستعمل الشق التقني كمنفذ، فهل يمكن الاستمرار على هذا المنوال أم أن ساعة الحسم آتية لا محالة؟

حين سُئل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اليوم من قصر بعبدا عن رد لبنان على عرض الوسيط الاميركي أموس هوكشتاين بشأن الحدود البحرية، أجاب بثقة وهدوء “إنحلت”. هذا الجواب أتى بعد ساعتين من الاجتماع بين الرؤساء الثلاثة ميشال عون ونبيه بري و نجيب ميقاتي، واللجنة التقنية المخولة متابعة هذا الملف. ما يعني أن لبنان قرر ‘مهادنة” الوسيط الأميركي، من دون ضمان عدم ظهور مفاجآت مقبلة خصوصا لجهة موقف حزب الله من الترسيم وفقا للخط 23 وليس 29.

كلام ميقاتي تمّ ترجمته ببيان رسمي دعا فيه “الولايات المتحدة الاميركية الى الإستمرار في جهودها لإستكمال المفاوضات لترسيم الحدود البحرية، وفقاً لاتفاق الإطار بما يحفظ مصلحة لبنان العليا والاستقرار في المنطقة”، وتمّ التشديد على أن “هذا الملف وطني بإمتياز ويجب أن يبقى بعيدا عن التجاذبات والمزايدات التي لا طائل منها”.

في أروقة قصر بعبدا تكتم شديد عما دار في الاجتماع، لكن مصادر مواكبة تشرح ل”جنوبية” أن “البيان يعني أن لبنان لم يقبل ولم يرفض مقترح هوكشتاين، وتم نقاشه مع اللجنة التقنية التي سجلت العديد من الملاحظات وأوصت بأن يكون مقترح الوسيط الأميركي، سببا لإستئناف إجتماعات التفاوض في الناقورة لتحسين مكتسبات لبنان وضمان حقوقه ضمن إتفاق الاطار الذي جرى التوقيع عليه”.

بيان بعبدا جاء منسجما مع رأي اللجنة التقنية والخبراء

وتوضح المصادر أن “خط 23 سيكون مرتكز المفاوضات المقبلة، لكن مع الاخذ بعين الاعتبار، التعرجات التي تقسم حقل قانا والذي هو من حق لبنان، وهذا ما سيتم التركيز عليه أثناء عملية التفاوض”.

هذا التطور الذي سُجل في ما يتعلق بترسيم الحدود البحرية، يدفع إلى البحث عما سيؤسس له هذا البيان، بعد التهديد والوعيد الذي وجهه رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد بشأن ترسيم الحدود، وفي هذا الاطار يشرح الخبير الاستراتيجي العميد نزار عبد القادر ل”جنوبية” أن “الموقف اللبناني الرسمي لم يحمل أي مؤشرات إيجابية واضحة تجاه عرض هوكشتاين، ولكن على الأقل لم يصدر رأي شاذ ينسف وحدة الموقف اللبناني وهذا أمر جيد، فبيان بعبدا جاء منسجما مع رأي اللجنة التقنية والخبراء”، واصفا “الطلب من الاميركيين إستكمال وساطتهم في هذا الملف، وضمن إتفاقية الاطار التي وافق عليها لبنان بأنه موقف عقلاني قد يثمر في ما بعد لكن من دون البناء عليه بشكل كبير”. 

يضيف:”مصادري الخاصة تقول أن الرئيس عون يريد أن يسير في هذا الملف إلى نهايته السعيدة كخاتمة لعهده، وكي يقول للبنانيين أنه قدم لهم حلا لأزمتهم الخانقة ولولاه لما جرى إستثمار أيا من ثروات لبنان الغازية والنفطية”، مشيرا إلى أن “السؤال الدائم، هو هل سيسمح له حزب الله بذلك خصوصا أنه يربط هذا الملف بإرتباطاته الخارجية وبموقف إيران من الوضع في لبنان؟”.

المهم هو أن يكون مضمون الموقف اللبناني هو بمتابعة المفاوضات

 ويرى أن”الدليل على هذا التخوف هو ما حصل بعد موقف السيد حسن نصر الله حول الحدود، والذي كان إيجابيا، فإذ بالنائب محمد رعد يخرج علينا لاحقا بالتهديدات وهذا يعني أن حزب الله ينفذ ما تريده إيران”، مشددا على أن”المهم هو أن يكون مضمون الموقف اللبناني، هو بمتابعة المفاوضات وليس المطلوب مواقف مبدئية”.

ويختم “إذا كان هذا المضمون غير واقعي، فالمفاوضات ستفشل حتما وإذا لم يحصل موقف موحد وتّم ربط مصلحة لبنان بإيران، عندها لن نتوصل إلى أي حل حتى ولو كان الرئيس عون يريد الوصول إلى إتفاق”.

السابق
القاضية عون رداً على عرقلة الحكومة لاجراءاتها ضد المصارف: لنُعطيهم قوس المحكمة!
التالي
خطوات تصعيدية لـ«جمعية المصارف».. إضراب وإقفال في هذا التاريخ