عبد القادر لـ«جنوبية»: السلطة لا تريد أي حل للحدود البحرية لا منطقياً ولا علمياً!

نزار عبد القادر
يبدو أن ملف ترسيم الحدود البحرية أمام تطور جديد، لكن مؤشراته سلبية وقد تؤدي إلى رفض لبنان للعرض الاميركي لترسيم الحدود. سبب هذا الاستنتاج رفض الثنائي الشيعي، المشاركة في إجتماعات عقدها رئيس الجمهورية للبحث في العرض الاميركي، بالاضافة إلى التصريح الناري للنائب محمد رعد حول الملف والتي تُعد رسالة لرئيس الجمهورية.

لا يمكن قراءة رفض الثنائي الشيعي (حزب الله وحركة أمل)، في المشاركة في اللجنة التي ألّفها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لدرس الاقتراح تضم ممثلين عن الرؤساء الثلاثة والجيش ووزارات الأشغال والبيئة والطاقة وتقنيين، إلا من باب الرفض الصريح لحزب الله لأداء الرئيس ميشال عون في إدارة المفاوضات (بعد اللغط الكبير الي حصل حول التخلي عن خط الترسيم 29 وإستبداله بالخط 23)، وهذا ما قاله رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد في تصريحه الاخير “بأن الغاز سيبقى مدفونا في مياهنا إلى أن نستطيع منع الاسرائيلي من مد يده إلى أي قطرة من مياهنا”، معتبرا أن “المبعوث الاميركي لترسيم الحدود البحرية الجنوبية يؤدي دور الثعلب” .

ما يجري يطرح السؤال عما سيكون عليه الرد اللبناني المقبل لطرح “الوسيط” عاموس هوكشتاين، حول إعتماد الخط 23 والذي على أساسه سيحدد موعد زيارته إلى لبنان أو يلغيه، فهل سيكون الجواب هو الرفض في ظل تزايد الضغوط الداخلية على رئيس الجمهورية ومنها من شخصيات خاضت المفاوضات؟. هذه الاسئلة مشروعة حيث طرح رئيس الوفد اللبناني إلى مفاوضات الترسيم العميد الركن بسام ياسين أمس”عدة ملاحظات حول الخط المعروض من الوسيط الاميركي وعما إذا كان سينطلق من نقطة رأس الناقورة والمحددة من قبل الفريق المفاوض”، معتبرا أن”التخلي عن هذه النقطة دونه محاذير كونه نقطة بدء تثبيت الحدود البرية” بالإضافة إلى ملاحظات أخرى.

هناك جهود متواصلة لإسقاط الدولة اللبنانية وتجويع الشعب اللبناني وتفكيك الدولة بالكامل

أمام هذه التطورات الحاصلة لا بد من محاولة إستشراف ما سيحصل في هذا الملف الحيوي كونه مؤثر على أزمة لبنان الداخلية(أحد الفرص للخروج من الازمة الخانقة التي ندور في دوامتها) ولأن مفاعيله الاقليمية أيضا، وفي هذا الاطار يشرح الخبير الاستراتيجي والعسكري العميد نزار عبد القادر لـ”جنوبية” أن “المفاوضات تعرقلت وما يحدث هو ردة فعل عما أطلقه حزب الله أولا عبر كلام أمينه العام السيد حسن نصرالله، الذي أعلن أنه يدعم الحكومة اللبنانية في ملف المفاوضات ويقف وراءها، ولاحقا ما صدر عن رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد موقف مناقض هدد فيه رئيس الجمهورية بالثبور وعظائم الامور”، معتبرا أن”ليس هناك من نية للسماح للبنان للإستفادة من هذه الثروة، والموضوع لم يعد فقط إيجاد تسوية عادلة تحفظ حق لبنان من المنطقة الاقتصادية الخالصة بل هناك جهود متواصلة لإسقاط الدولة اللبنانية وتجويع الشعب اللبناني وتفكيك الدولة بالكامل”.

يرى عبد القادر أنه “لا يمكن الرهان على تفهم الولايات المتحدة او المجتمع الدولي بالفوضى الحاصلة في لبنان، فما يجري يدل على أن هناك ليس هناك سلطة وهذا ما دفع الاميركيين إلى حالة من اليأس”، مشددا على أن “ليس هناك من سلطة تأخذ قرارا في هذا الملف، والسؤال الذي يطرح هنا هل سنتبع المثل القائل “عنزة ولو طارت” أو أن أحدا لا يريد إستثمار هذه الثروة في أصعب الايام التي يواجهها لبنان؟”.

الخطوط لا تعني شيئا ويمكن التوصل لحل عبر تحديد المنطقة المتنازع عليها وإبقائها خارج أي إستثمار

يضيف:”لبنان مفلس ومديون وأكثرية الشعب اللبناني تحت خط الفقر، فإذا كنا نريد التلهي بخلافات داخلية وبما يريده أتباع إيران في لبنان على حساب لقمة عيش الشعب اللبناني، عندها لا يمكن العتب على الوسيط الاميركي في حال أصابه اليأس من التعاطي بهذا الملف”، سائلا “هل الموضوع هو موضوع خطوط أو لإستثمار ثروات نحن بأمس الحاجة لها؟ الخطوط لا تعني شيئا وهناك طرق عديدة للتوصل لحل ومن بينها التوافق على تحديد المنطقة المتنازع عليها وإبقائها خارج نطاق أي إستثمار لثروات لبنان”.

ويرى أنه “يمكن مقاربة الملف من خلال الطلب للأمم المتحدة، تشكيل لجنة محايدة وأن تقوم بالترسيم مع تعهد كل من لبنان وإسرائيل، بالالتزام بما ستتوصل إليه هذه اللجنة، كونها تضم خبراء الدوليين ذوي الكفاءة في ترسيم الحدود الدولية، ولكن يبدو أن لبنان لا يريد التوصل إلى حل في هذا الملف”، مشيرا إلى أنه “يمكن تحديد المنطقة المتنازع عليها وأن نطلب من الشركات المتخصصة التنقيب، وعند إيجاد الغاز نناقش من جديد حول توزيع الحصص وتقسيم المردود، لكن لبنان لا يريد أي حل لا بالمنطق ولا بالعلم ولذلك وصلنا إلى الحالة التي نحن فيها والسلطة ليست قادرة على إتخاذ قرار”.

ويذكّر “أننا لا نستطيع الاتفاق على أي ملف داخلي ومعيشي، وهناك عجز كامل وغياب للإرادة الحسنة لدى كل الاطراف السياسيين، للإتفاق على كيفية إخراج الشعب اللبناني من الازمة الحالية التي يعيش فيها”.

ويختم:”هذه السلطة السياسية لم تعد صالحة لإستلام زمام الامور السياسية في البلد”.

السابق
هل ينجح الغرب في إصطياد «الدب الروسي الهائج».. قبل فوات الآوان؟!
التالي
«السيف أصدق انباء من الكتب» يقول لنا سليماني في معرض الكتاب