الراعي يرفع سقف المواجهة مع «حزب الله»..والتشكيك بإجراء الانتخابات «يُنقّز» المرشحين!

بشارة الراعي
في خضم الازمات المتشابكة والمتلاحقة والمتناسلة، وفي ظل استمرار العقم السياسي والمالي والعجز عن وقف الانهيارات المتتالية، رفع البطريرك الماروني بشارة الراعي من سقف المواجهة مع "حزب الله" وسلاحه ومشروعه "التدميري" للبنان ولو لم يسمه هذه المرة ايضاً في قداس مار مارون، حيث حولت "حارة حريك" لبنان الى "جبهة قتال ومنصة صواريخ والبلد الى عدو محيطه"!

وتؤكد مصادر مسيحية ومطلعة على اجواء بكركي لـ”جنوبية” ان الراعي كرر امام الرؤساء الثلاثة وعلناً ما يتحدث به يومياً في مجالسه وفي العظات وحتى خلال لقائه برئيسي الجمهورية ومجلس النواب منذ اشهر.

وتشير الى ان لا تصعيد في مواقف الراعي، بل مواقفه هي ما يتحدث به يومياً، وهو وضعه الاصبع على الجرح وعدم مسايرته لا حزب الله ولا ايران ولا موضوع السلاح والمشروع الايراني المدمر الذي ينفذه حزب الله في لبنان والمنطقة.

5 اولويات

وفي كلمته رحب الراعي بالرؤساء الثلاثة، ثم دعاهم مع الجميع إلى تجديد إيماننا بلبنان وتمسكنا به رغم التحديات الداخلية والخارجية، وأضاف «أردنا لبنان ملتقى الحضارات، لكن ضعف المناعة الوطنية حرف رسالته، غير أننا نناضل معا لئلا يسترسل لبنان أن يكون جبهة قتال ومنصة صواريخ وهو لم يتأسس ليكون عدو محيطه».

وعدّد االراعي الأولويات قائلا «نتطلع مع الشعب اللبناني إلى 5 أولويات، هي: إجراء الانتخابـــات النيابيـــــة والرئاسية في مواعيدها، وإعلان الحقيقة في تفجير مرفأ بيروت، وتسريع عملية الإصلاح والاتفاق مع صندوق النقد الدولي على خطة تنقذ لبنان من الانهيار، واستكمال تطبيق اتفاق الطائف ومعالجة الثغرات الناتجة والسعي إلى تطبيق قرارات مجلس الأمن، واعتماد نظام الحياد الإيجابي في علاقاتنا الخارجية لأنه ضمان وحدة لبنان واستقلاله وسيادته».

“استفزاز عوني” للراعي والكنيسة

وكان لافتاً خلال وصول عون ومعه بري وميقاتي الى كنيسة مار مارون في الجميزة ، الهتافات التي اطلقها حاضرون ينتمون الى “التيار الوطني الحر” ومؤيدة لعون نهجه وهو ما تعتبره المصادر المسيحية نفسها يسيء الى الكنيسة والكنيسة وطبيعتها الدينية. وهذه الحادثة اثارت الامتعاض الديني ولا سيما للراعي والفريق الكهنوتي الموجود في الكنيسة واعتبروها استخفافاً بالكنيسة والصرح الديني.

مصادر مقربة من بكركي: لا تصعيد في مواقف الراعي بل ما هي نفس ما يتحدث به يومياً ومن عدم مسايرته لا حزب الله ولا ايران ولا موضوع السلاح

وقد حفلت مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية المعارضة لعون بانتقادات لاذعة لما جرى من هتافات واعتبرتها صادرة عن مسيحيين سوريين استقدمهم عون وباسيل من براد من سوريا! وفي اشارة “سوريالية” الى تراجع التأييد والشعبية لعون وباسيل في صفوف موارنة لبنان.  

عدد ضئيل للترشيحات

تابع رئيس حزب القوات اللبنانية د.سمير جعجع إعلان مرشحي «القوات» لانتخابات 15 مايو، وكان أمس موعده مع دائرة زحلة، عاصمة محافظة البقاع، حيث قدم عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائب جورج عقيص عن المقعد الكاثوليكي في هذه الدائرة، والمحامي إلياس اسطفان عن المقعد الأرثوذكسي.

والغموض المحيط بالمسار الانتخابي أرخى بظلاله السلبية على مستوى إقبال المرشحين على تسجيل ترشيحاتهم، حيث سجل حتى أمس 21 مرشحا مقابل 161 مرشحا، سجلوا في نفس الفترة الزمنية، في انتخابات 2018.

حفلت مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية المعارضة لعون بانتقادات لاذعة لما جرى من هتافات في كنيسة متلا مارون واعتبرتها لرفع شعبته المتهالكة!

ويرد الخبير الانتخابي محمد شمس الدين هذا التراجع إلى عدة أسباب، منها التشكيك بإمكانية إجراء الانتخابات، ومنها رفع رسم الترشيح من 8 ملايين ليرة إلى 30 مليون ليرة لبنانية، ومنها امتناع المصارف عن فتح حسابات للمرشحين.

زيارة هوكشتاين

وعقد الوسيط الأميركي في عملية التفاوض غير المباشر لترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل آموس هوكشتاين امس لقاءات مكثفة مع القيادات اللبنانية تمحورت حول الطروحات الإسرائيلية التي حملها بعدما زار تل ابيب الاسبوع الماضي، واكدت المعلومات  ان «الاجواء ايجابية جدا، وهناك ارادة بالوصول إلى حل، ولبنان منفتح على دراسة الاقتراحات الجديدة».

والتقى هوكشتاين كلاً  من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري و رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي وقائد الجيش العماد جوزاف عون والمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم .

إقرأ أيضاً: قائد الجيش «يدشن» حملته الرئاسية من طرابلس…ونصرالله ليس «خائفاً» من الانتخابات!

وكان هوكشتاين التقى فور وصوله إلى بيروت امس الاول وزير الخارجية عبدالله بوحبيب بعيدا من الاعلام بحضور السفيرة شيّا، وجرى عرض للتطورات التي شهدتها المرحلة التي جمدت خلالها المفاوضات منذ مايو الماضي وتفاصيل أخرى تتصل بالرسالة اللبنانية الأخيرة التي رفعها لبنان إلى مجلس الأمن الدولي بشأن الاجراءات الاسرائيلية الأخيرة في البلوك 72 الاسرائيلي المواجه للبلوك 9 اللبناني والتي أدت إلى تجميدها، كما لبى دعوة عشاء اقامها على شرفه الوزير السابق إلياس بوصعب.

وفي تغريدة لافتة للسفارة الاميركية في بيروت تؤشر إلى ايجابية محققة، قالت «حيث هناك إرادة هناك وسيلة، إن اتفاقا على الحدود البحرية يمكنه أن يخلق فرصة تشتد الحاجة إليها لتحقيق الازدهار لمستقبل لبنان. لقاء مثمر بين كبير مستشاري الولايات المتحدة لأمن الطاقة العالمي آموس هوكشتاين وقائد الجيش جوزاف عون».

السابق
بعدسة «جنوبية».. أهالي ضحايا المرفأ يقتحمون «العدلية» ويصرخون من داخلها: قتلتونا بيكفّي هلقد!
التالي
بعدما كشف «جنوبية» تمنّع المصارف من فتح حسابات للمرشحين.. بيان هام من «المركزي»!