معلوف لـ«جنوبية»: خطوة الحريري خلقت فراغا.. والرهان على قدرة المعارضة السنية

ادغار معلوف
بعد قرار الرئيس سعد الحريري بالإنسحاب وتياره من المشهد السياسي، على جميع القوى أن تعيد حساباتها سواء الحلفاء أم الخصوم، لأن إنكفاء قسم كبير من المكون السني، عن المشاركة في صنع القرار السياسي، له معان وتداعيات لم يألفها الجميع، وعليهم العمل بتأن على إستيعابها.

لا تزال القوى السياسية في لبنان في حالة “تروما”، بعد قرار الرئيس سعد الحريري أمس الخروج من المشهد السياسي اللبناني هو وتياره “المستقبل”، وما يعنيه ذلك من تداعيات على تفاصيل السياسة اللبنانية، بدءا من صحة التمثيل السني والانتخابات النيابية المقبلة، وصولا إلى التوازن الطائفي المطلوب في كل الاستحقاقات والمحطات. 

اقرأ أيضاً: الحريري «يقطع» لنفسه one way ticket!

إذا تسببت خطوة الحريري هذه، بفوضى كبيرة في المشهد الداخلي، والجميع يترقب ردود الافعال عليها خارجيا، لأنها ستساهم في رسم خريطة جديدة للبنان، بدءا من التحالفات النيابية التي من المفترض أن تحسم قريبا، وصولا إلى سؤال من سيكون رئيس المجلس النيابي الجديد ومن سيكون رئيس الجمهورية، في غياب مكوّن سني أساسي، وفي ظل كل هذا الارتباك يجب أن يحسم لبنان خياره سريعا، بحسب مصادر متابعة ل” جنوبية”، تجاه المبادرة التي حملها وزير الخارجية الكويتي يوم الاحد الماضي، مع ما يعنيه، إما إعادة العلاقات اللبنانية – العربية إلى صوابها، أو زيادة “طينها بلة”. 

إذا قرار الحريري زاد الوضع السياسي تعقيدا، وفي هذا الاطار يشرح عضو تكتل لبنان القوي النائب إدغار معلوف ل”جنوبية” أن “الجميع يعلم أن العلاقة بين التيار الوطني الحر وتيار المستقبل، في المرحلة الاخيرة لم تكن مثالية، وكان هناك إختلاف على كثير من الملفات السياسية والاقتصادية والمالية وموقفهم من حاكم مصرف لبنان”، لافتا إلى أن ” ذلك لا  يمنع بأن تيار المستقبل يمثل شريحة وازنة من اللبنانيين” .

الحريري إستنفذ كل محاولاته لترتيب أوضاعه مع الخارج

يضيف:”خطوة الرئيس الحريري بالأمس خلقت فراغا، وعلينا أن نترقب كيف سيتم استيعابه في الانتخابات النيابية المقبلة، لأنها خطوة خلقت معطى جديدا في الحياة السياسية اللبنانية، وهي حدث كبير يجب النظر إليه بهدوء، لمعرفة كيفية التعاطي معه، ولمعرفة كيف ستذهب الامور على المدى القريب والمتوسط والبعيد”.

يرى معلوف أن “الإستحقاق النيابي هو أول محطة لمعرفة تأثير خطوة الحريري على الساحة الداخلية، والذي من المفروض أن يدخل في مرحلة الجد في الشهر المقبل”، مشيرا إلى أنه “بعدها ستظهر تداعياته على الاستحقاقات الاخرى التي يعتبر تيار المستقبل، من المعنيين بها لأنهم يمثلون شريحة من الجمهور اللبناني”.

ويعتبر أن “الرئيس الحريري إستنفد كل محاولاته، لترتيب أوضاعه مع الخارج  ومن المرجح أنه لم ينجح  في ذلك، والجزء الكبير من قراره بني على معطيات خاصة به مع الخارج”، مشددا على أن “الطبيعة تكره الفراغ، ولا شك أن محاولات ستنشأ لتعبئة الفراغ الذي خلفه خروجه من الساحة السياسية اللبنانية، لكن السؤال هو عن مدى قدرة المعارضة السنية عن تعبئة هذا الفراغ”، ويلفت إلى أن “الانتخابات المقبلة هي التي ستعطينا الجواب، لأن الامر متعلق بنسبة الاقتراع في مناطق نفوذ تيار المستقبل الانتخابي، وما هي البدائل وما هي تأثيرها الانتخابي على باقي الاطراف السياسية”، مشيرا إلى أن “هناك نقمة متصاعدة من جمهور تيار المستقبل على رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع،   وتحميله المسؤولية إلى جانب حزب الله وايران، وكل هذه الخلاصات تحتاج إلى وقت لتتبلور أكثر” .

التحالفات النيابية للتيار الوطني الحر لم تنجز و وبحاجة الى وقت

ماذا عن تحالفات التيار الوطني الحر المقبلة، وهل خطوة الحريري ستؤثر عليها؟ يجيب معلوف:”التحالفات النيابية للتيار الوطني الحر لم تنجز بعد، وهي تحتاج إلى مزيد من الوقت، وما حصل على صعيد موقف الرئيس الحريري هو معطى جديد، لا شك أنه سيؤثر على الانتخابات، ولا بد من أخذه بعين الاعتبار”، مرجحا أن “يحصل تحالف بين التيار وحزب الله، ولكن لم يحدد بعد وفقا لأي صيغة، لأنه بالنسبة لنا لا يتوقف فقط على الاستحقاق الانتخابي، والمهم ان يكون هناك إتفاق على بعض البرامج في المستقبل، وخاصة بعد هذا الفراغ الذي خلفه الرئيس الحريري لا أحد يضمن أكثرية نيابية”.

ويختم:”علمتنا التجارب النيابية في لبنان، أن ليس هناك أكثرية جاهزة، يمكن أن تتفق على برنامج موحد، بل هناك تحالفات على “القطعة”، ولا يمكننا أن نعد الناس بتنفيذ أمور معينة إذا لم نحصل على الاكثرية”.

السابق
الشرخ يتعمق في المجلس الشيعي.. وبيان يدعو لتجاهل قرارات الشيخ الخطيب
التالي
كيف علّقت باريس على ترك الحريري الحياة السياسية؟