المفاوضات البحرية «تغرق» في مياه السياسية اللبنانية!

مكان انعقاد المفاوضات اللبنانية الاسرائيلية حول الحدود البحرية
يريد رئيس الجمهورية إعادة الزخم إلى ملف ترسيم حدود لبنان البحرية مع إسرائيل كما أعلن اليوم ، هل سيتم الركون إلى خط "هوف" كخيار نهائي للتفاوض، أم خيار الوفد اللبناني المفاوض بإعتماد الخط 29 كنقطة إنطلاق للمفاوضات والترسيم، أم سيتم إعتماد مقاربة جديدة يحملها الوسيط الاميركي؟ إلى الآن الاجوبة غير واضحة، لكن ثمة ترحيب لبناني رسمي بالمساعي الاميركية، في ظل أزمة وجودية تعانيها بلاد الارز وتطورات مهمة تعيشها المنطقة.

في كلامه أمام السلك الدبلوماسي اليوم، أعطى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، إشارة واضحة إلى رغبة لبنان في الوصول، إلى حلول نهائية لترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل، ويتزامن كلامه مع إقتراب زيارة المُوفد عاموس هوكستين إلى لبنان خلال الاسابيع المقبلة، ومن المعروف عن الوسيط الاميركي تفضيله الحلول العملية على المفاوضات الكلاسيكية.. هل سيأتي بمقاربة جديدة ؟

اقرأ أيضاً: ما بعد بعد فشل تحالفات «حزب الله» من العراق الى لبنان!

من المفيد التذكير أن الكباش اللبناني – الاسرائيلي، الدائر حول ترسيم الحدود هو بسبب رغبة الوفد العسكري اللبناني المفاوض، بإعتماد الخط 29 كنقطة إنطلاق للتفاوض، بما يُوسِّع الرقعة المتنازع عليها من 860 كيلومتراً مربعاً وفق ما كان أقرّه الخط 23 الذي اعترف به لبنان ووثّقه لدى الأمم المتحدة إلى 2290 كيلومتراً، وهذا يعني أن على  حكومة الرئيس نجيب ميقاتي توقيع مرسوم تعديل الحدود  6433، فإلى أين سيصل لبنان في هذا الملف؟ 

العميد نزار عبد القادر
العميد نزار عبد القادر

يجيب الخبير العسكري والاستراتيجي العميد نزار عبد القادر “جنوبية” أن “الوسيط الاميركي لديه مقاربة جديدة لحل هذا الملف، وهي ليست من فراغ، بل تستند على نفس المنهج إعتمده الوسيط السابق فردريك هوف أي العنصر التقني”، لافتا إلى أن “هذا الامر سيتم بالإستناد إلى دراسة تقنية تقوم بها أحد أهم شركات ترسيم الحدود البحرية في العالم، بحيث تكون نتائجها علمية بطريقة لا يمكن أن ترفضها إسرئيل أو لبنان، لأن الشركة التي سيتم الاستعانة بها هي مشهود لها بخبرتها، وبدقة المعطيات التقنية التي ستقدمها حول الترسيم” .

عبد القادر لـ”جنوبية”: هوكشتاين يعتمد التفاوض المباشر وققا لمعطيات شركة خبيرة بترسيم الحدود

يضيف:” أعتقد أن هوكشتين سيتعتمد طريقة التفاوض المباشر بين الطرفين، بالاستناد إلى المعطيات العلمية، التي ستقدمها شركة عالمية خبيرة بترسيم الحدود. وهناك العديد من الشركات العالمية المختصة، والتي تمت الاستعانة بها في قضايا مماثلة وفي أكثر من بلد ومشهود لها بكفاءتها”، مشيرا إلى أن”الجانب اللبناني لم يعد يستطيع اللعب في الوقت الضائع، ولبنان مفلس وبأمس الحاجة إلى رافعة إقتصادية لتجاوز أزمته، عبر انطلاق التنقيب عن النفط والغاز في المنطقة الاقتصادية الحرة وقد تأخرنا بين 15 و13 سنة”.

ويختم:”الرئيس عون ووفقا للذهنية الجديدة التي يعتمدها في مقاربة الملفات، يبدو أنه مستعجل من الاستفادة من المبادرة الاميركية، لأن الجانب اللبناني مُتهم بعرقلة الامور، لذلك فهو يستعجل إيجاد حل لهذا الملف قبل نهاية عهده”.

منصور لـ”جنوبية”: ترسيم الحدود هو حق لبناني ولا علاقة له بالوضع الاقليمي

من جهته يعتبر وزير الخارجية السابق الوزير عدنان منصور ل”جنوبية” أن “ترسيم الحدود في المنطقة الاقتصادية الحرة، هو حق من حقوق لبنان وعائد للسيادة اللبنانية، ولا علاقة له بالوضع الاقليمي، ومن حق لبنان معالجة هذه المسألة من زاوية القانون الدولي وقانون البحار وحقوق لبنان الشرعية”.

وزير الخارجية السابق الوزير عدنان منصور

وشدد على أن “الولايات المتحدة الاميركية في صلب هذا الملف منذ العام 2012، حين كان الوسيط الاميركي السفير فردريك هوف يعمل عليه، لإيجاد الحل بين لبنان والعدو الاسرائيلي وهذه المتابعة لا تزال مستمرة “.

ويختم:”الجانب الاميركي سيحاول تقريب وجهات وجهات النظر بين المتفاوضين، ولا أحد يعلم كيف ستترجم هذه المحاولة بل ستظهر معالمها أثناء المفاوضات”.

السابق
بعد دار الافتاء.. مشيخة العقل غاضبة من نشأت منذر «مدعي النبوّة»!
التالي
ارتفاع ام انخفاض؟ سعرٌ جديدٌ لربطة الخبز