طريق بعبدا تمر في مصرف لبنان؟!

علي الامين
لا يستقيم عمل الطغمة السياسية الحاكمة، التي يتزعمها "حزب الله"، إلا عبر "منظومة" مالية موازية، ترفدها بالتمويل اللازم، وهي بمثابة "عدة الشغل" التي تتفق على وجودها واستخدامها شر إستخدام، كل الأضداد السياسية، للتنفّع الشخصي والانتخابي والرئاسي، والتحكم برقاب الناس بعد الإستيلاء على إيداعاتها( جنى عمرها وعرق جبينها).

من الأرجح أن ينفد الاحتياطي في البنك المركزي، مع انتخاب رئيس الجمهورية كحدّ أقصى، ف “المنظومة” المالية التي يعمل حاكم المصرف المركزي رياض سلامة على إدارة مصالحها، و الذي كان سبق أن وفّر نحو ١٥ مليار دولار، لتمويل الدعم خلال العامين المنصرمين، بما أدى كما يعلم الجميع، إلى أن يتم التفريط بنصف ما تبقى من أموال المودعين، لدعم شبكة المنظومة النفطية والدوائية و”التهريب القومي”،  في سبيل دعم نظام الأسد في سوريا.

قرار الإفراج عن جلسات الحكومة ما كان ليتم من قبل “حزب الله” لو لم يتحقق اتفاق على إعادة ضخّ المال لتمويل المنظومة

المستجد مع بدء انعقاد جلسات مجلس الوزراء، كما هو مرتقب مطلع الاسبوع المقبل، أن قرار الإفراج عنها ما كان ليتم من قبل “حزب الله“، لو لم يتحقق اتفاق على إعادة ضخّ المال لتمويل المنظومة، من خلال تحريك الاحتياطي، ولو إلى إلى حد استهلاكه في تثبيت سعر الصرف، وترافق هذا الإتفاق مع  إدخال النائب جبران باسيل إلى النادي، الذي يحيط بقرارات سلامة، وقد أشارت مصادر متابعة خاصة ل”جنوبية” أن ‘اجتماعاً عقد بين سلامة وباسيل في سياق ترتيب التنسيق بين الطرفين، أسوة بالتنسيق القائم بين سلامة و”الثنائي الشيعي” ممثلا بالرئيس نبيه بري”.

الاستعداد للانتخابات النيابية، وخوضها بظروف مناسبة للمنظومة، يتطلب وقف التدهور الدراماتيكي للعملة اللبنانية، وهو ما دفع مختلف أطراف المنظومة، إلى التضامن من أجل تقطيع مرحلة الانتخابات النيابية، ولو بكلفة عالية على الخزينة العامة، وقبل ذلك على المودعين، وما تبقى من الاحتياطي، وهو مايقل عن ١٣ مليار دولار كما أكد، اكثر من مصدر متابع.

رغم كل التناقضات الظاهرة بين أطراف المنظومة فإنها تلتقي على محور الفوز بالانتخابات النيابية

هاجس الانتخابات، سواء النيابية أو الرئاسية، يشكل محور الاهتمام لدى “المنظومة”، فهي رغم كل التناقضات الظاهرة بين أطرافها، فإنها تلتقي على محور الفوز بالانتخابات النيابية وتحقيق الأكثرية، كما أكد رئيس المجلس التنفيذي في “حزب الله” قبل يومين، والذي أطلق ماكينة الانتخابات، من خلال التأكيد على هدف كسب الأكثرية النيابية في الانتخابات المقبلة، مع حلفائه، من بري إلى باسيل وفرنجية، وبقية الفريق الممانع.

ما يريده الحزب هو اكثرية حول تثبيت سلاحه اما بقية فهي رهن التوافق والنظام التوافقي

يدرك “حزب الله” جيداً،  أن هذا الهدف هو ما يجمع بين حلفائه، وأعلن هاشم صفي الدين في الموقف عينه، أن التحالفات بين أطراف الحلف الانتخابي، يرتكز على تأييد المقاومة والاجتماع حولها، مع الاختلاف في بقية الموضوعات، وهذا ما يريده الحزب، أي اكثرية حول تثبيت سلاحه، اما بقية الموضوعات فهي بخلاف السلاح، أي رهن التوافق والنظام التوافقي، بين المكونات الطائفية والسياسية.

الانتخابات النيابية وتمتين المنظومة بمختلف أطرافها، ومنع حدوث اي خروقات نوعية لها هي الاولوية في برنامج “حزب الله”، تمهيدا لترتيب الانتخابات الرئاسية، إذ تبلّغ الطامحون لدعم “حزب الله” في الرئاسة منه، أن الانتخابات النيابية كفيلة بأن تحدّد معالم الطريق إلى بعبدا، وبالتالي، النتائج الانتخابية ستكون عنصراً أساسياً في تحديد هوية الرئيس المقبل.

مهمة حفظ “المنظومة” وترتيب مقدمات انتخاب رئيس الجمهورية، تتطلب أيضا من رياض سلامة أن يتجاوب مع شروط تحقيق هذه الأهداف، مع ضمان توفير الحماية له من اي مساءلة جدّية، أو التفريط به، وبالتالي فإن مصرف لبنان لن يتجاوز الخطوط، التي وُضعت له على هذا الصعيد، لاسيما أن المواطن اللبناني على وجه العموم، لن يعترض على تجميد سعر الصرف، ولو كان على حساب الاحتياطي والخزينة العامة، وفي سبيل حماية المنظومة، تلك التي لا تقف عند أي حدّ أو مصلحة وطنية، أو على حدً بقاء لبنان ومعنى وجوده.

السابق
خاص «جنوبية»: الحاج حسن «يُرهب» أبناء شهداء «حزب الله» بالسلاح.. وصرخات «البيئة الحاضنة» تتعالى!
التالي
عداد كورونا «تجمّد» على علوّ شاهق.. والوفيات الى ارتفاع