التداول بإمكانية تقديم الانتخابات الرئاسية على النيابية يؤجج الصراع الماروني!

فصر بعبدا

خرجت صحيفة «الأخبار» القريبة من حزب الله، بتلميحات مغلفة بالتساؤلات حول إمكان ان تتقدم الانتخابات الرئاسية المفترضة في نهاية الصيف المقبل على الانتخابات النيابية المقررة في 15 مايو، بعدما تعذر الحوار الذي دعا إليه رئيس الجمهورية ميشال عون، موصدا الباب أمام فكرة تسوية ما، تسبق الانتخابات التشريعية.

ولم توضح الصحيفة ما إذا كان المطلوب إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، أم تأجيل الانتخابات النيابية إلى ما بعد الرئاسية، وخلفية هذا المقترح ان الأكثرية النيابية التي يحتفظ بها التيار الحر وحليفه حزب الله، وحلفاء هذا الحليف، إنما تحققت، في انتخابات 2018، بحكم كون عهد الرئيس عون كان في بدايته، بخلاف واقع الحال اليوم، حيث الرئاسة على شفير نهاية الولاية.

وضمن مبررات هذا الطرح المستجد، استمرار تعطيل مجلس الوزراء، وإخفاق يوم «خميس الغضب» العمالي في توجيه إشارات أمنية، وبالتالي إجراء الانتخابات النيابية قبل نهاية ولاية الرئيس عون، لن تضمن بقاء الأكثرية النيابية في قبضة التحالف، في حين يصبح الأمر ممكنا ومؤكدا، مع إجراء الانتخابات في ظل رئاسة جديدة وساكن جديد في قصر بعبدا.

وباعتماد هذا الخيار، هل المطلوب استقالة مبكرة للرئيس عون، أم يقتصر الابكار على انتخاب الرئيس الجديد، على غرار سابقة انتخاب الرئيس الراحل إلياس سركيس، قبل 6 أشهر من انتهاء ولاية سلفه الرئيس الراحل سليمان فرنجية عام 1976، مع احتفاظ الأخير بمنصبه حتى نهاية الولاية الدستورية؟

هل المطلوب استقالة مبكرة لعون، أم يقتصر الابكار على انتخاب الرئيس الجديد على غرار سابقة انتخاب الرئيس الراحل إلياس سركيس؟

وبمعزل عما إذا كان طرح «الأخبار»، رسالة مفتوحة، لمن يعنيهم الأمر، أم مجرد بالون اختبار، فإنه لا بد من ان يؤجج نار السياسة تحت مرجل الرئاسة، التي هي الآن في عيون الكثير من الزعامات المارونية المعلن ترشيحها، أو المضمر.

إقرأ أيضاً: مربع الموت و«التشليح» يهدّد أمن برج البراجنة.. الأهالي ييأسون من «حزب الله» ويناشدون الدولة!

ويمكن رصد اتجاه الريح من احتدام الصراع بين أبرز المتداولة أسماؤهم على مرمح السباق الى القصر الرئاسي في بعبدا، كاعتذار سليمان فرنجية عن عدم المشاركة بحوار الطرف الواحد، وغمزه من قناة جبران باسيل، «الذي يعتبرنا من الفاسدين»، وكذلك من حملة القوات اللبنانية ورئيسها سمير جعجع، على عهد عون والوريث الذي يطرحه لعهده باسيل، والجحيم اللذين أوصلا لبنان إليه، بتحالفهما مع حزب الله والممانعة الإيرانية. وطبعا التيار لا يقصر في إنكار ما هو منسوب إليه وإلصاقه، بجعجع تارة وبفرنجية تارة أخرى مع تركيز باسيل الملحوظ على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، الذي هو أحد جياد السباق الى بعبدا، حيث أعلن باسيل عبر صحيفة الجمهورية انه لا يمكن تحقيق خطة تعاف بوجود رياض سلامة، الذي ينفذ مشروعا مبرمجا بأجندة خارجية. وعن العلاقة الراهنة بينه وبين حزب الله، قال: نحن اليوم في حالة من عدم التفاهم وعدم الصدام.

وبمعزل عما إذا كان الطرح رسالة مفتوحة لمن يعنيهم الأمر أم مجرد بالون اختبار فإنه لا بد من ان يؤجج نار السياسة تحت مرجل الرئاسة!

المصادر المتابعة ردت حملة باسيل على الرئيس ميقاتي، الى وقوف الأخير الى جانب الرئيس نبيه بري ضد هجمة القضاء العوني على الحاكم سلامة، الذي سارع الى الرد، بإغراقه السوق بالدولارات، بعد اجتماعه الى الرئيس ميقاتي، ووزير المال يوسف الخليل، الأمر الذي نتج عنه هبوط الدولار في السوق السوداء من 33 ألف ليرة مطلع الأسبوع، الى 27 ألف ليرة أمس، إضافة الى إجراءات تحذيرية للصيارفة المتلاعبين بالأسعار. وإلى جانب الهدف السياسي التفريجي لإجراءات سلامة فإن البعض وجد فيها نوعا من الإغراء لأصحاب الدولارات المخزنة في المنازل، كي يهرعوا إلى الصيارفة لتحويلها الى الليرة قبل هبوط الدولار أكثر.

السابق
إشتباك بين عائلتين من آل ياسين وجعفر بسبب سرقة الماشية..والجيش يداهم حي الشراونة بحثاً عن مطلقي النار!
التالي
لبنانيون يفعّلون نشاطهم الزراعي لمواجهة أزمتي المعيشة والاقتصاد