وترى مصادر سياسية متابعة لـ”جنوبية”، ان التصدع بين حلفاء “حزب الله” واضح فلا فرنجية على وفاق مع عون وصهره، ولا رئيس مجلس النواب نبه بري كذلك. وكل هذا التشرذم وفي ظل الانهيار السريع المالي والاقتصادي، يضع البلد و”حزب الله” وحلفاءه امام تحد كبير لكونهم في السلطة ويتحكمون بها.
وتقول المصادر، ان فرنجية وجه رسالتين بالغتي الاهمية الاولى: الى “حزب الله” وحلفائه في 8 آذار، انه ثابت في تحالفه معهم، والثانية: الى القوى المعارضة للعهد ولا سيما “المستقبل” و”الاشتراكي” و”القوات” اي انه ترك “رجل بالبور ورجل بالفلاحة”، وابقى نفسه على مسافة “رئاسية” من الحلفاء والخصوم.
الحراك: “حزب الله” و”التيار العوني” يشتريان الدولار من السوق السوداء لصرفه لاحقاً كرشى انتخابية
كما وجه رسالة ثالثة الى صهر العهد النائب جبران باسيل، وهي انه لن يعترف به “نداً رئاسياً”، ولن يجتمع معه على طاولة واحدة قبل 5 اشهر من الانتخابات النيابية!
وكان عون التقى في بعبدا امس كلاً من رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، و رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، والنائب طلال ارسلان.
الازمات تستفحل
وعلى وقع لقاءات بعبدا كان الدولار يقفز لعتبة الـ ٣٣ الفا والمحروقات الى مستويات غير مسبوقة مع وصول صفيحة البنزين لعتبة الـ ٣٧٥ الف ليرة، المازوت ٣٩٥ الف ليرة وقارورة الغاز لـ ٣٤٦ الفا، ما انعكس تلقائيا ارتفاعا اضافيا بأسعار السلع الغذائية والمواد الاستهلاكية كافة.
ونبهت مصادر مالية الى ان لا سقف لسعر الصرف الذي بات واضحا انه تتحكم به اجندات سياسية ، وقالت «وحدها تسوية سياسية قادرة على لجم الارتفاع المتواصل بسعر الصرف… اما عودته الى مستويات منخفضة فمرتبطة بالمفاوضات مع صندوق النقد الدولي التي لا يبدو انها ستصل الى نتائج عملية قبل الانتخابات النيابية المقبلة».
وبالامس وقف المواطنون بالطوابير امام الافران في ظل مخاوف من انقطاع الخبز، ما دفع نقيب أصحاب الأفران في جبل لبنان أنطوان سيف الى التأكيد ان «الرغيف متوافر، ولكن قد يكون بشكل غير كافٍ اليوم في السوق والسبب يعود لقلّة وجود القمح في المخازن والمطاحن لا تملك المخزون الكافي». وكشف سيف انّ «آلاف ربطات الخبز تهرّب إلى سوريا وكذلك الطحين وعلى الدولة ضبط هذا الأمر».
إقرأ أيضاً: الدولار والمحروقات يحرقان البلد والسلطة تتفرج..والبحث عن المال الإنتخابي ينطلق!
من جهتها، أكدت نقابة مالكي ومستثمري معامل تعبئة الغاز المنزلي برئاسة النقيب انطوان يمين في بيان أن «أصحاب هذه المعامل يتكبدون خسائر لا يستطيعون الاستمرار فيها أسبوعيا»، متسائلة «أين جعالة صاحب المعمل ومصاريف تشغيل المؤسسة من عمال ومازوت وكهرباء ومالية وضرائب»؟
فرنجية وجه رسالة الى صهر باسيل انه لن يعترف به “نداً رئاسياً” ولن يجتمع معه على طاولة واحدة قبل 5 اشهر من الانتخابات!
وترى مصادر في الحراك لـ”جنوبية” ان السلطة تستعمل سلاح الجوع والافقار وتصفي حساباتها بين بعضها البعض بالتلاعب بالدولار، كما تقوم احزاب السلطة ولا سيما “حزب الله” و”التيار العوني” بشراء الدولار من السوق السوداء لصرفه لاحقاً كرشى انتخابية وبعدما يصل الدولار الى 50 و60 الف ليرة، ليصور هذا التحالف نفسه انه المنقذ للناس ولجمهوره!
وتدعو المصادر كل القوى التغييرية واللبنانيين، الى تجديد ثورة 17 تشرين الاول، اليوم قبل الغد، وعدم الوصول الى الانتخابات في حالة ضعف واستسلام وجوع.
