نصرالله يُصوب على السعودية ويصيب الحكومة.. وضرب «تحت الحزام» بين «أمل» و«التيار»!

السيد حسن نصرالله
بخطاب أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله، إكتملت "حفلة الجنون" السياسي والتي اشعلت كل الجبهات الداخلية والخارجية والاقليمية وستضع الحكومة والانتخابات في مهب الريح. وسيدفع اللبنانيون ثمن هذه الصراعات في لقمة معيشهم وسعر صرف الدولار الذي سيصل الى المريخ!

وفي خطاب غير مسبوق وبلا قفازات، صب نصرالله جام غضبه على الملك السعودي وولي عهده. وقال خلال كلمة متلفزة في الذكرى السنوية الثانية لقائد قوة القدس في الحرس الثوري الايراني اللواء قاسم سليماني والقائد أبو مهدي المهندس ورفاقهما، للرد على الاتهامات السعودية لحزب الله «بالارهاب»، ان الاخيرة كانت ترسل الانتحاريين وسيارات الانتحارين إلى العراق، وفكر «داعش» أتى من السعودية و محمد بن سلمان يقول أن أميركا هي التي طلبت من السعودية خلال العشرات السنين الماضية أن تعمل على نشر الفكر الوهابي في العالم.

واضاف «نحن لم نعتد ولم نهاجم السعودية بل هي كانت شريكة في الحرب الكونية على المنطقة، وبعد أن وصف السعوديين بالسخفاء والتافهين، نافيا ما ورد من اتهامات سعودية قبل ايام عن دور حزب الله في اليمن، توجه الى من يتهم حزب الله بتخريب علاقات لبنان مع الخارج.

وقال «إن أغلبية اللبنانيين يجمعون أن «داعش» تشكل خطرا كبيرا على لبنان، دور السعودية واضح في دعم تلك الجماعات، هم كانوا شركاء في الحرب علينا، وكان لنا الشرف في مواجهة هؤلاء القتلة، هم بدأوا الاعتداء وتآمروا واعتدوا، اذا في ناس خائفين نحن لا، وتوجه نصرالله الى الملك السعودي قائلا «يا حضرة الملك السعودي، الارهابي هو الذي صدّر الفكر الداعشي الى العالم، ودفعهم لينفذوا عمليات الارهاب في العالم، ويشن حربا مدمرة في اليمن،الارهابي الذي يموّل الحروب الارهابية في لبنان والمنطقة، حزب الله ليس ارهابيا، بل وطني يدافع عن شعبه ووطنه والمقدسات».

وخلص نصرالله الى القول «الارهابي ايها اللبنانيون هو الذي يحتجز مئات الالاف من اللبنانيين الموجودين في السعودية والخليج رهائن يهدد فيهم لبنان، بطردهم وسجنهم، انه الارهاب بعينه، واستقالة أي وزير لبناني لن يغير من موقف السعودية لأن مشكلتها هي مع الذين هزموا مشروعها…».

رد ميقاتي

وفي موقف سيزيد من تعقيدات العلاقة بين حزب الله ورئيس الحكومة، ويزيد التوتر في البلاد، ويصيب الحكومة في مقتل وفي توقيت ترى فيه مصادر سياسية لـ”جنوبية” انه حساس للغاية، انتقد الرئيس نجيب ميقاتي كلام نصرالله، وقال في بيان صدر بعد كلام السيّد نصر الله مباشرة: «لطالما دعونا الى اعتماد النأي بالنفس عن الخلافات العربية وعدم الاساءة الى علاقات لبنان مع الدول العربية ولا سيما المملكة العربية السعودية. ومن هذا المنطلق كانت دعوتنا الى ان يكون موضوع السياسة الخارجية على طاولة الحوار لتجنيب لبنان تداعيات ما لا طائل له عليه.

تنصل ميقاتي من هجوم نصرالله على السعودية سيكون له انعكاسات سلبية على العلاقة بين الرجلين وعلى الحكومة

إن ما قاله سماحة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بحق المملكة العربية السعودية هذا المساء لا يمثل موقف الحكومة اللبنانية والشريحة الاوسع من اللبنانيين.وليس من مصلحة لبنان الاساءة الى اي دولة عربية ،خصوصا دول الخليج.

وفيما نحن ننادي بأن يكون حزب الله جزءا من الحالة اللبنانية المتنوعة ولبناني الانتماء ،تخالف قيادته هذا التوجه بمواقف تسيء الى اللبنانيين اولا والى علاقات لبنان مع اشقائه ثانيا.

إننا نكرر دعوتنا للجميع للرأفة بهذا الوطن وابعاده عن المهاترات التي لا طائل منها، ولنتعاون جميعا لاخراج اللبنانيين من وحول الازمات التي يغرقون فيها، فنعيد ترميم اسس الدولة وننطلق في ورشة الانقاذ المطلوبة.

بالله عليكم إرحموا لبنان واللبنانيين واوقفوا الشحن السياسي والطائفي البغيض».

رد البخاري

وكان السفير السعودي لدى لبنان وليد بخاري ردّ على نصر الله، عبر «تويتر»: افتراءات أبي رغال العصر، وأكاذيبه لا يسترها الليل وإن طال ولا مغيبُ الشمس ولو حُرمت الشروق والزوال!

“الحرب المفتوحة”

فبعد ساعات على بدء رئيس التيار الوطني الحر، جبران باسيل، حربا مفتوحة غير مسبوقة على حزب الله وحركة أمل ورئيسها، اختار الحزب «امتصاص» غضب حليفه، وتاجيل المصارحة الى وقت آخر، وهو ما عبر عنه السيد حسن نصرالله في خطابه بالامس، فيما قبل الرئيس نبيه بري الدعوة الى المواجهة ورد عبر معاونه السياسي النائب علي حسن خليل، على الهجوم «باحسن منه» ودعا في مؤتمر صحافي رئيس التيار إلى الكفّ عن البطولات الوهمية والاستعراضات. ورداً على اتهام باسيل حركة أمل بأنّ قيادتها من «أمراء الحرب»، قال خليل: «نحن أمراء الدفاع عن لبنان ووحدته ولا نعرف ما إذا كان مؤسس التيار الوطني الحرّ أي ميشال عون هو من أمراء الحرب الذين أشار إليهم جبران باسيل أم رئيسهم؟»، متّهماً التيار بممارسة «لعبة شعبوية انتخابية».

إقرأ أيضاً: «زيتونات سليماني» بعد تماثيله لشد العصب الجنوبي..ومصارف البقاع تُقفل أبوابها!

واعتبر ان»باسيل ينادي بحقوق التيار والجماعة، لا بحقوق المسيحيين التي تم هدرها في الصناديق السود، وكرّر خليل القول إنّ هناك رئيسين للجمهورية، في إشارة إلى باسيل وعون، وقال إنّ «المشكلة في الدولة عندما ننتخب رئيسين للجمهورية في الوقت نفسه، هنا تضيع المسؤولية. أما عن مقولة «ما خلّونا» في ما يخصّ ملف الكهرباء، فقال: «أنتم من أراد على مرأى من ديوان المحاسبة أن تمرروا سرقة 50 مليون دولار أميركي، وانكشفتم في مجلس الوزراء، وفي ما يتعلق باللامركزية الإدارية الموسّعة، رأى خليل أنّ «هذا نصّ ثابت واضح في اتفاق الطائف، والخطير هو الحديث المتكرر عن اللامركزية المالية التي تنسف أساس الدولة الموحّدة، وهذه المطالبة تقدّم معطوفة بتحريضهم على بعضهم البعض.

وعن العلاقة بين حركة أمل وحزب الله: قال خليل أنّ «الثنائي لن يعرّضه كلام تحريضي لأيّ اهتزاز، لأنّه مبني على أسس من الصراحة والثقة واحترام خصوصيات الآخر ولم يكن ولن يكون يوماً مصادراً لرأي طرف على حساب الآخر… وفي وقت لاحق، دعا التيار الوطني الحر في بيان الى محاكمة علنية لملف دير عمار طارحا استقالة باسيل اذا ما تمت ادانته مقابل استقالة بري اذا ثبت العكس، وجاء الرد من علي حسن خليل على تويتر بالقول: نقبل بالتحقيق، لكن عند ظهور الحقيقة، رئيس مقابل استقالة رئيسين واستعدوا للاستقالة.

نصرالله يؤجل البحث في الملف الداخلي

أما داخلياً فاختار نصرالله «تبريد» الموقف داخليا، فبعدما اخفق الحزب في منع انفجار الموقف بين حليفيه، عمد الى «امتصاص» حدة المواجهة الحادة بين بعبدا وعين التينة، عبر تأجيل المصارحة والمعالجة الى وقت آخر، مؤكدا على أهمية الحوار بين اللبنانيين، مشدداً على حرص حزب الله على العلاقة مع التيار الوطني الحر، والاستعداد لتطوير تفاهم «مار مخايل» بما يحقق المصلحة الوطنية، وقال إن «الكثير مما قيل في مؤتمر باسيل يحتاج الى توضيح ومصارحة».

السابق
«زيتونات سليماني» بعد تماثيله لشد العصب الجنوبي..ومصارف البقاع تُقفل أبوابها!
التالي
أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلثاء في 4 كانون الثاني 2022