8 نواب إستقالوا من الـ2020..هل تعيدهم الانتخابات إلى البرلمان؟

مجلس النواب

في وقتٍ تتموْضع الأحزابُ إستعداداً للإنتخابات النيابية في مايو المقبل، ما زالت بعض القوى والشخصيات الحزبية والمستقلة تعيش دوامة التحالفات الانتخابية.

بعد انفجار مرفأ بيروت عام 2020 قدم النواب سامي الجميل، نديم الجميل، إلياس حنكش، بولا يعقوبيان، ميشال معوض، نعمة إفرام، هنري حلو ومروان حماده استقالاتهم من مجلس النواب.

لكن غالبية هؤلاء يعوّلون على العودة مجدداً إلى البرلمان في انتخابات 2022. رغم أن الدعوات إلى الاستقالة من البرلمان كانت صدرت عن عدد من النواب كتعبير عن المعارضة لسياسة العهد وللضغط لإجراء انتخابات مبكرة، إلا أن أحداً لم يقدم استقالته.

وجاء انفجار مرفأ بيروت مع ردود الفعل الشعبية الغاضبة، ليشكل مناسبة لمجموعة من النواب لتقديم استقالتهم كفعل اعتراضي.

ما يجمع الثلاثة الجميل ومعوض وإفرام انهم يحاولون العمل تحت سقف المجتمع المدني وخوض الانتخابات بالتنسيق معه

ومنذ عام ونيف وهؤلاء النواب يرسمون سياسة جديدة من أجل خوض الانتخابات النيابية من جديد.

ينقسم هؤلاء فئات تتباين في توجهاتها وخريطة تحالفاتها وإن كانت تجتمع تحت لافتة المعارضة. فالجميل وحنكش يمثلان حزب الكتائب، والجميل وفق ما بدأ يرتسم قرر خوض الانتخابات في شكل واسع، وهو يطمح إلى أن يشكل قاعدة تحالفات تمكّنه من خوض الاستحقاق في أكثر من دائرة انتخابية، كبعبدا والمتن وبيروت والبترون وزحلة.

ولـ «الكتائب» حضور في هذه الدوائر، لكن المشكلة في ما يقرره الحزب هي ثبات التحالفات التي يحاول بناءها، وخصوصاً في ضوء القانون الذي يمزج النسبي بالأكثري، ويفترض تالياً بأي حزب أن يكوّن حضوراً واسعاً يسمح له بتأمين حاصل انتخابي.

و«الكتائب» الذي ينخرط في علاقة مع المجتمع المدني لم يدخل بعد في حوار مع القوى المُعارِضة كـ «القوات اللبنانية»، والحزبان متخاصمان إلى الحد الأقصى. ورغم أن هناك دفعاً خارجياً للملمة صفوف المعارضة، إلا أن الجميل يسعى إلى أن يشكل حضوراً نيابياً صافياً للحزب، وزيادة عدد مقاعده. علماً أن أحد شروط المشاركة في أيٍّ من الحكومات المقبلة يكمن كذلك في وجود تكتل نيابي له حضور وازن. كما أن الجميل يواجَه بخوض ابنيْ عمه، النائب نديم الجميل في بيروت وشقيقته يمنى الجميل التي ما زالت تفتش عن دائرة انتخابية، الانتخابات من خارج صفوف الحزب وهما لهما قاعدتهما الكتائبية.

إقرأ أيضاً: عون «يزكزك» حزب الله بالسلاح والخليج..والمولوي يُحرّك «بئر الانتخابات» الراكدة!

عدا عن الكتائب، شكلت استقالة إفرام ومعوض تمايزاً ليس بفعل الاستقالة من المجلس فحسب، بل أيضاً من التكتل الذي جمعهما مع «التيار الوطني الحر» برئاسة جبران باسيل.

فمعوض رئيس «حركة الاستقلال» خاض الانتخابات بتحالف مع التيار، علماً أنه كان أحد أركان قوى «14 آذار» ووالدته النائبة السابقة نايلة معوض كانت أحد أعضاء لقاء «قرنة شهوان» وعُيّنت وزيرة كممثلة عن قوى «14 آذار». لكن معوض – الابن يحاول منذ استقالته التمايز عن الأحزاب بالاقتراب أكثر من المجتمع المدني، وهو الذي تربطه علاقة جيدة مع الأميركيين، وغالباً ما استضاف مع والدته زواراً أميركيين رفيعي المستوى.

ويحاول معوض بدفْعٍ أميركي تنظيمَ المعارضة «المدنية» في تحالف عريض من أجل خوض الانتخابات مجتمعين، في مواجهة قوى حزبية معارضة وموالية على السواء. لكن في النهاية هو سيكون مرشحاً عن دائرة زغرتا حيث سيكون في مواجهة «تيار المردة» (يقوده سليمان فرنجية)، وفي مواجهة لائحة «التيار الوطني الحر» التي تركها، و«القوات»، وعلى الأرجح المجتمع المدني.

بدوره خاض إفرام الانتخابات مع «التيار الوطني الحر» عن كسروان – جبيل. ومعروف أن عائلته مقربة من «التيار» وقاعدته في غالبيتها «عونية الهوى»، لكن النائب المستقيل أسس أخيراً حركة أطلق عليه اسم «وطن الإنسان» وبدأ التحرك من أجل خوض الانتخابات بعيداً عن التيار، وبأسلوب أقرب إلى أسلوب المجتمع المدني.

ما يجمع الثلاثة، الجميل ومعوض وإفرام، وما يفرّقهم واحِدٌ. فالمجتمع المدني يشكل المظلة التي يحاول الأطراف الثلاثة العمل تحت سقفها وخوض الانتخابات بالتنسيق معها. لكن بعض مجموعات المجتمع المدني، ما زالت تتعامل مع هذه الأطراف على أنها قوى حزبية ومن موروثات العلاقة السابقة التي تجمعهم بقوى السلطة التي شاركوا فيها على مدى أعوام، وتالياً ترفض التعامل معهم أو التحالف ولو من ضمن مظلة عريضة، رغم الحاجات المتبادلة في تأمين الحواصل الانتخابية التي تجعل فوزهم ممكناً. وليس معروفاً بعد قدرة معوض وإفرام على خوض انتخابات خارج منطقتهما، كونهما لا يتمتعان بقدرة تجييش خارجها ولا يملكان انتشاراً واسعاً إلا من خلال تحالف عريض ما زال متعثراً عليهما الحصول عليه.

وما يفرقهم أن الثلاثة الذين من المحتمل أن يتحالفوا سوياً، على الأقل معوض وإفرام، لا يستطيعون خوض الانتخابات بعيداً عن التحالفات التي قد تجعل منهم أسرى علاقات عائلية وحزبية متفرقة.

عدا عن الكتائب شكلت استقالة إفرام ومعوض تمايزاً بالاستقالة من المجلس وأيضاً من التكتل الذي جمعهما مع باسيل

وخصوصاً أن الأركان الثلاثة وريثو عائلات تقليدية، لها قاعدتها الخدماتية وهم حين يريدون التحالف مع قوى وشخصيات أخرى سيكونون مضطرين إلى التواصل مع عائلات لها حضورها في الدوائر التي يخوضون فيها المعركة. إضافة إلى أن معوض وإفرام كانا سابقاً في تحالف مع «التيار الوطني الحر»، واليوم سيضطران إلى مواجهته في المساحة نفسها. وسيواجهانه كخصم يستميت في كسرهما بعدما تخليا عنه، وخصوصا ان «التيار الوطني» في حاجة ماسة إلى استعادة عدد مقاعده الحالية بعد الحملات التي تعرض لها خلال العامين الماضيين، وفي ضوء إحتمالات صعود «القوات اللبنانية» في وجهه.

السابق
حوار جريدة الحقيقة مع المفكّر والأكاديمي عبد الحسين شعبان
التالي
عون «يزكزك» حزب الله بالسلاح والخليج..والمولوي يُحرّك «بئر الانتخابات» الراكدة!