«مضبطة» عبد الكريم الخليل «الشعرية» بحق رياض سلامة.. «يا أفضل الحُكام»!

كتاب يا افضل الحكام

في سياق إعداده لكتابه “وطن بلا جدران، نقد بلا سقف”، نشر الصحافي الأديب عبد الكريم الخليل “صياغة شعرية” سياسية اقتصادية، على شكل كتاب أو كتيّب يحوي قصائد متناثرة تعلوها صوراً كاريكاتورية بعنوان “يا أفضل الحكام”، موجهة الى حاكم مصرف لبنان، وقد أراد من قصائده هذه أن تكون مضبطة اتهامية ترافق كل المراحل التي تسلّم فيها رياض سلامة رئاسة المصرف المركزي، منذ أن اكتشفه الرئيس الشهيد رفيق الحريري كما قال، وسلّمه المنصب المالي الأخطر في لبنان عام 1993، وحتى العصر الحالي.. وهو عصر الانهيار الاقتصادي الشامل الذي نحن فيه حالياً.

اقرأ أيضاً: محاضر جلسات «خميس مجلة شعر».. كتاب يوثّق كواليس شعراء «قصيدة النثر»

عبد الكريم الخليل

والزميل عبد الكريم الخليل عدا عن كونه يشغل منصب أمين سرّ نقابة الصحافة في لبنان، هو من الشخصيات العامة والاعلامية المعروفة في لبنان، ورث مهنة المتاعب عن جدّه شهيد الاستقلال وسميّه الصحافي عبد الكريم الخليل، الذي اعدمه الجنرال جمال باشا السفاح التركي عشية الحرب العالمية الاولى، ويرأس اليوم تحرير مجلة المؤشّر الاقتصادية، لذلك فانه اختار في مقدمة مؤلفه أن يشرح للقارئ نثراً وبالتفاصيل، رحلة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة مع حكام لبنان رؤسائه ووزرائه ومن تعاون معهم من المسؤولين وكبار الموظفين  

وحسب المقدّمة، فقد نجحت القصيدة فعلاً، في إظهار الفواصل بين المراحل التي شكّلت رحلة رياض سلامة المستمرة، منذ أكثر من 27 عاماً.. وما تزال  

 وبيَّنت القصيدة، بلغة شعرية، لكن بدقة، انتقال لبنان في وقت مبكّر من “الترحيب” برياض سلامة، خلال مرحلة قصيرة، إلى انتقاد اعتماده للفوائد المرتفعة (1995) ثم التحذير من مخاطر الدولرة التي بدأها (1997) ثم الدخول في مرحلة التحذير من مخاطر سياساته التي قادت إلى ما وصلنا إليه..  

عبد الكريم الخليل عدا عن كونه يشغل منصب أمين سرّ نقابة الصحافة في لبنان، هو من الشخصيات العامة والاعلامية المعروفة في لبنان، ورث مهنة المتاعب عن جدّه شهيد الاستقلال، الذي اعدمه الجنرال جمال باشا السفاح التركي عشية الحرب العالمية الاولى

ولعل أهم ما أوضحته القصيدة أمرين:  

الأمر الأول: هو أن رياض سلامة، كحاكم، لم يكن المسؤول الوحيد عما آلت إليه الأوضاع. وإنما كان على امتداد “حاكميته” جزءاً من المنظومة العامة الحاكمة، يغذِّيها فتستعين به وتقوِّيه.  

الأمر الثاني: هو أنه وإن كان رياض سلامة واحداً من عناصر الطبقة الحاكمة المسؤولة عما آلت إليه الأوضاع، فإنه “يبقى مميزاً بين كل المسؤولين”، كونه “كان حجر الرحى في طاحونتهم”، وتكون مسؤوليته بالتالي أكبر وأعمق وأخطر من مسؤولية أي واحد آخر منهم، بمن فيهم الذين عيَّنوه وجددوا له مرة، واثنتين، وثلاث… قبل، “ثنائي التسوية الرئاسية”، الذي “عتّقه” في المرة الرابعة.  

طبقة حاكمة لم تكن تحتاج لأكثر من رياض سلامة لتمارس البطرْ بدون حدود في الحكم وفي سياساته العشوائية.  

وحاكم مصرف مركزي لم يكن يحتاج ليمارس ما قام به، سوى إلى من يجدد له ولاياته مقابل خدماته… دون حسيب ودون رقيب.. وحتى دون سؤال.  

ولم يفت الكاتب الصحافي ناظم هذه القصائد المقفّاة غير المنظومة على إيقاع وزن واحد لضرورة التفصيل والشرح في كثير من الأحيان، أن يؤرّخ لكل مرحلة زمنية من مقاطع تلك القصائد وما تعنيه بدقة مهمشاً في حواشي الصفحات بأسفلها ذاكراً المصادر والتواريخ والحوادث، شارحاً مناسبة كل حدث، كي لا يشكل فهمها على القرّاء.  

وفي المقطع الأخير تظهر خلاصة رأي المؤلّف، الأستاذ عبد الكريم الخليل بكل ما أنجزه رياض سلامة في 28 عاماً من ولايته التي أسفرت عن خراب الاقتصاد وانهيار العملة والبلد في النهاية، فيقول: 

 يا أفضل الحكام…  

يا من تحوَّل بين صبح ومسا  

من دُرَّةٍ مكنونةٍ كانت تمنّي بالوعود 

إلى جورة فاضت بدود… بكل دود!!!  

أ أفضَل الحكام… أنت؟  

يا أكيَك الحكام…  

يا أكسَك الحكام في كل العصور 

يا أكذَك الحكام في كل النظام..  

يا أكثَر الحكام نكلاً بالتعهُّد والحدود،  

يا أفشَل الحكام في كل المصارف والبنوك  

يا أفسَد الشركات في كل النظام 

يا أفضَل الحكام.. يا أفضَل الحكام.. يا أفضَل الحكام!! 

السابق
ميقاتي يدعو لطاولة حوار على ابواب الـ٢٠٢٢.. وهذا ما قاله عن استقالة الحكومة
التالي
العدد الثاني من مجلة «مرصد الطائف».. دولة بلا معايير الحكم وخارج الدستور والقانون!