ما بعد بعد نفاذ صبر «حزب الله»! 

حزب الله يطلب مجندين في صفوفه

على الرغم من الأزمات والصعوبات التي يواجهها “حزب الله” في المرحلة الحالية، إلا أنه يُحاول قدر الإمكان، بحسب مصادر مواكبة لـ”جنوبية”، “التنسيق بين ثوابته وبين مواقف حليفيه الشيعي (حركة أمل) والماروني (التيّار الوطني الحر)، اللذين يتناحران على ضُفتّي الحكومة، السياسيّة والقضائيّة.

المؤكّد، أن الحزب، بحسب المصادر، يُدرك جيّداً بأن وصول العلاقة بين هذين الحليفين إلى طريق مسدود، يُضعف من حضوره السياسي لصالح خصومه، قد يجد نفسه مُضطراً لتقديم تنازلات على هاتين الضفّتين، أو السكوت عن الإساءات التي يتعرّض لها، تماماً كما هو حاصل اليوم مع حليفه “الماروني” حيث تنهال عليه الإتهامات “البرتقالية” من كل حدب وصوب، مرّة بتعطيل العمل السياسي في البلد، ومرّات بالسعي إلى ضرب القضاء وإضعافه وفقاً لمصالحه”.

لا شيء اليوم يُضاهي بالنسبة إلى “حزب الله” أهميّة استمراره بالحفاظ على الأكثريّة العددية داخل مجلس النوّاب

لا شيء اليوم يُضاهي بالنسبة إلى “حزب الله”، أهميّة استمراره بالحفاظ على الأكثريّة العددية داخل مجلس النوّاب، الذي يُتيح له بالتالي، التحكّم بتركيبة ونوعيّة الحكومات، ولأن الوضع الحالي لا يُبشّر بالخير وفقاً لحسابات “الحزب” السياسية و”الرقميّة”، تُحذّر مصادر سياسيّة بارزة عبر “جنوبيّة”، من لجوئه إلى مجموعة خيارات، تُمكّنه من أيقاف العد التنازلي نحو مرحلة قد يُركن فيها على “رفّ” العمل السياسي، بانتظار محاولات أخرى يُمكن أن تُعيده من دكّة الإحتياط، إلى صفوف اللاعبين السياسيين الأساسيين”.

وتٌضيف المصادر عينها لـ”جنوبيّة”، أن “الإنسحاب من المجلس النيابي، والإنكفاء كُليّاً عن المشاركة في الحكومة، أحد أبرز الخيارات التي يُمكن ان يتخذها أو يعتمدها “حزب الله” بعد أن يلمس بيده، حجم تراجع حضوره السياسي مع بقيّة حلفائه المُشرذمين أصلاً والمُنقلبين على حالهم، على أن يبقى السلاح، “الهواية” الأبرز التي يُمارسها “الحزب” لقلب أي مُعادلة، لا تخدم موقفه ومشروع الهيمنة على لبنان، إنطلاقاً من ممارسته الحالية،  سواء لجهة تعطيل العمل الحكومي، أو بما يتعلّق باتهام القضاء بالتآمر على “المقاومة”، مع ما يعنيه هذا الإتهام من أبعاد بحسب مفهوم “حزب الله””.

وتخلص المصادر إلى أن مُشكلة “حزب الله”، “تكمن في أنه يعتبر نفسه صاحب حقّ في كل ما يُمارسه، وأنه في بعض الاحيان، يجد مضطراً للعب دور “الشيطان” من خلال سكوته عن هذا “الحقّ”، لكن في حقيقة الأمر، هو يُدرك تماماً أن لسكوته أبعاد سياسية وقضائية وأمنيّة، وطالما أنه يمتهن ممارسة اللعب على حافة الهاوية، فأنه سيصبر إلى حين تمرير الوقت الذي يلعب لغير صالحه، هذا مع العلم انه كلما نفذ صبر الحزب، ينتهي الأمر في كل مرّة، بسقوط الدماء”.

السابق
البزري لـ«جنوبية»: هذا هو الخيار الوحيد لتخطي الوباء!
التالي
الراعي يُطلق صرخة الحياد خلال عظة الميلاد.. وهذا ما أبلغه لغوتيريش