طبارة لـ«جنوبية»: غوتيريش غير راض عن أداء السياسيين.. وهذا ما طلبه من عون!

رياض طبارة
صحيح أن زيارة غوتيريش إلى لبنان لن تنتشله من بئر الازمة، لكنها ترسم للمسؤولين اللبنانيين خطوطا حمراء، حدّدها المجتمع الدولي ولا يمكن لهم تخطيها، أولها إجراء الانتخابات النيابية وثانيها ضرورة إنهاء ترسيم الحدود البحرية .

حرّكت زيارة الامين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مياه الازمة اللبنانية الراكدة من خلال الرسائل السياسية التي أوصلها إلى من يعنيهم الامر، من دون الرهان على أن هذه الزيارة ستُؤتي ثمارها، نظرا للحسابات السياسية المتضاربة لأهل السلطة في لبنان والتعارك الدائر بينهم. لكن ما يمكن تسجيله أن هذه الزيارة أتت قبل ساعات قليلة من قرار المجلس الدستوري، في ما يتعلق بالطعن المقدم له بشأن قانون الانتخاب، وما يعنيه ذلك من إشتباك جديد مرتقب بين القوى السياسية، قد يؤدي إلى تطيير الانتخابات، وقبيل زيارة للوسيط الاميركي آموس هوشستين إلى لبنان مطلع العام المقبل، لمتابعة البحث في ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل.

إقرأ أيضاً: بعدسة «جنوبية»: عون يلتقي غوتيريس.. «النزوح السوري» و«المفاوضات مع اسرائيل» محور اللقاء

إذا زيارة غوتيريس لا تحمل فقط طابعا إنسانيا، يتعلق بتقديم الدعم للشعب اللبناني وللنازحين السوريين وبتفقد قوات “١اليونيفيل”، بل تحمل طابعا سياسيا يُقرأ بين السطور، لأن للأمم المتحدة لها لغة خاصة يجب إلتقاط إشاراتها، وهذا ما يؤكده مصدر متابع للزيارة، إذ يلفت ل “جنوبية”، إلى أن “غوتيريش أكد أمام المسؤولين اللبنانيين أن لا مساعدات جدية من المجتمع الدولي إلا بعد حصول الانتخابات النيابية، وهذا أمر لا يمكن التراجع عنه أو التفريط به، وهو قرار مشترك من جميع الدول المعنية بالملف اللبناني وتتابع تفاصيله، وليس فقط من الامم المتحدة، وبالتالي أي إفتعال لأزمة تؤدي إلى تطيير الإنتخابات، سترتد سلبا على الطبقة السياسية”.

لا مساعدات جدية من المجتمع الدولي إلا بعد حصول الانتخابات النيابية

تضيف المصادر:”ذكّر الامين العام للأمم المتحدة أن لبنان يحتاج كدولة، إلى الذهاب نحو إتفاق لترسيم الحدود البحرية سريعا، وعليه بذل جهد أكبر في هذا الاتجاه خصوصا أن هناك أرضية تسمح بالمضي قدما في هذا الملف، ألا وهي خط هوف الذي سبق للبنان أن وافق على بدء المفاوضات على أساسه”.

ويختم المصدر:”في ملف عودة النازحين السوريين، لم يحمل غوتيريش أي جديد، لكنه إعترف بضرورة زيادة المساعدات الاممية، التي تساعدهم على الاستمرار وتخفف العبء عن كاهل الدولة اللبنانية المأزومة أصلا”.

في القراءة الدبلوماسية لزيارة غوتيريش يرى سفير لبنان السابق في واشنطن رياض طبارة ل”جنوبية” أن “زيارة غوتيريش تأتي ضمن جولاته، على الدول التي تعاني من مشاكل، وتتواجد فيها قوات “اليونيفيل”، وبالتأكيد حمل رسائل سياسية مكملة لمواقف المجتمع الدولي ورؤيته، لحل الازمة اللبنانية، ولا سيما فرنسا والولايات المتحدة”.

غوتيريش لم يأت بحل جاهز بل قام بتوصيف للأزمة والإعلان أن المجتمع الدولي يراقب

يضيف:”بحسب خبرتي في العمل في الأمم المتحدة، غالبا ما يحمل كلام المسؤولين الاممين، ومنهم غوتيريش، رسائل بين السطور على المعنيين فك شيفراتها ودلالتها، وما يمكن قراءته من كلامه، أنه غير راض على أداء السلطة السياسية في لبنان وهو يطلب من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أن يكون حياديا، وعلى الطبقة السياسية أن تتوقف عن السعي نحو مصالحها الخاصة، و تتلهى بخلافاتها في ما البلد ينهار كليا”.

ويلفت إلى أن “غوتيريش لم يأت بحل جاهز، بل قام بتوصيف للأزمة، والإعلان أن المجتمع الدولي يراقب ويساعد الشعب اللبناني وقوات “اليونيفيل”، وأعتقد أن زيارته لن تُحدث تغييرات جذرية في الازمة اللبنانية، وبما أنه إعترف أن المجتمع الدولي لا يساعد كفاية في ملف اللاجئين، يمكن أن نشهد في المرحلة المقبلة زيادة في نسبة المساعدات لهم”.

السابق
خاص «جنوبية»: زعيتر وحسن خليل «يضربان» من جديد.. رد البيطار وتعطيل التحقيق!
التالي
بالفيديو: ميقاتي يُغادر عين التينة مُستاءًا.. ويُجاوب الصحافيين بغضب!