صور.. برودة ميلادية تتماهى مع الإقتصادية.. و«الكانونية»!

عيد الميلاد

وحدها شجرة الميلاد المرفوعة في ساحة بوابة صور، توحي بأجواء الميلاد في المدينة، لا سيما في حاراتها القديمة، ودون ذلك لا حس ولا ضجيج في الأسواق ومحال الزينة والحلويات المتصلة مباشرة بطقوس الميلاد.
سبب هذه البرودة، التي تتزامن مع طقس عاصف، يبشر به الميلاد في غالبية الأعوام، ارتقاء الأزمة الاقتصادية والمعيشية إلى درجات من القهر الاجتماعي للفئة الأكبر من اللبنانيين.

اقرا ايضا: عراجي يحذر عبر «جنوبية»: الإلتزام بالتدابير لا يتجاوز الـ15%!


يتراجع معظم الناس على بعد أيام قليلة من عيد الميلاد المجيد، عن التحضير لهذه الليلة، التي لطالما كانت تعد لها البرامج قبل أسابيع من مجيئها.
في حارة صور الشمالية، التي يقطنها مسيحيو المدينة، تبدو الاستعدادات متواضعة على غير عادتها ، نظرا إلى الظروف المعيشية، خصوصا وأن السواد الأعظم من أبنائها يعتاشون من صيد السمك وندرة من امداد المغتربين.

تستعد محال الحلويات لهذه المناسبة بوتيرة بطيئة كون الايام الفاصلة للعيد لا تزال كافية لإنجاز الطلبيات لا سيما قوالب الكاتو


“رغم كل هذا السواد الذي نعيشه، لا يمكننا الا ان نحتفل بميلاد مخلص البشرية السيد المسيح”، بهذه الكلمات تختصر ج الخوري وهي ام لثلاثة اولاد الاستعداد للاحتفال في المناسبة . وتقول ل “جنوبية”، صحيح أن “الواقع أكثر من تعيس، لكن أطفالنا لهم حق علينا أن نفرحهم وندخل السرور إلى قلوبهم، وبالطبع ذلك لا يعني أننا سنحتفل كما كنا نحتفل في السابق، لناحية إعداد حبش العيد والمأكولات الأخرى، التي صار يوازي إعدادها بدل الراتب الشهري للموظف او صياد السمك الذي يذهب في عز البرد ماخرا عباب البحر”.
وتضيف”: سنحتفل بالحد الأدنى، ونتقاسم تكاليف سهرة الميلاد المنزلية، التي تحتاج الى الحلوى والمشروبات وسواهما ، مع أفراد آخرين من العائلة، حتى يتوزع حمل الكلفة على الجميع.

في حارة صور الشمالية التي يقطنها مسيحيو المدينة، تبدو الاستعدادات متواضعة على غير عادتها نظرا إلى الظروف المعيشية

تستعد محال الحلويات لهذه المناسبة بوتيرة بطيئة، كون الايام الفاصلة للعيد لا تزال كافية لإنجاز الطلبيات لا سيما قوالب الكاتو.
يشدد المختار وليد الملاح أحد أصحاب محل حلويات في المدينة، على أن الاجواء الميلادية ، التي يحتفل بها في صور بشكل مميز ، لا تزال ضعيفة، وفي العادة كانت (التوصيات) على قوالب الكاتو مثلا تبدأ قبل أسبوع من الميلاد ، لكن إلى الآن لم تنطلق بوتيرتها المعتادة.
وقال الملاح ل “جنوبية” “ان الأوضاع الاقتصادية ترمي بثقلها على الناس عموما، غير القادرين على شراء الحلويات بسهولة، فكيلو الملبس بحده الأدنى يتجاوز المئتي الف وايضا كيلو الشوكولا، كذلك قالب الكاتو ، الذي يبدأ ب ١٥٠ الف ليرة لثمانية أشخاص .نتيجة ارتفاع كلفة المواد بشكل هستيري، لذلك ان التفاؤل ضعيف على مستوى حركة البيع’.
وعلى مستوى أسعار الفواكه الشتوية، فقد بلغ سعر كيلو الكستناء ( باب اول) كما يقول البائعون إلى مئتي الف ليرة، بينما افتتح سعر كيلو لوز الفرك بمئة الف ليرة والبلح أيضا، بينما سجل سعر كيلو الإجاص التركي خمسين ألف للكيلو وعلبة الفريز ب ٣٥ الف ليرة.

السابق
ميقاتي يتريث حكوميا.. ماذا قال عن الألغام السياسيّة؟
التالي
القضاء ينتصر لنقابة الصحافة البديلة.. اليسار قبيسي لـ«جنوبية»: القاضي مخيبر ينتصر للدستور والحريات!