مشهور مصطفى لـ«جنوبية»: المسرح في مواجهة الجائحة!

مشهور مصطفى

بُعيد عودته من قرطاج الى بيروت، التقت “جنوبية” المخرج والباحث الأكاديمي الدكتور مشهور مصطفى، بعد مشاركته بمداخلة هامة” في مواجهة الجائحة” تهديد في الوجود أم اهتزاز للصورة”، التي قدمها ضمن فعاليات الندوة الفكرية:”المسرح في زمن المخاطر”، المصاحبة للدورة 22 لأيام قرطاج المسرحية (4 ـ 12 ديسمبر 2021)، على أن يتم نشر المدخلة كاملة ضمن كتاب، وذلك بالتعاون مع الهيئة العربية للمسرح.

اقرا ايضاً: «المسيح» الحاضر في شعر السياب!

يقول مصطفى :”المسرح ضرورة تنبع من المأزق الوجودي للإنسان. ابتكر الإنسان المسرح منبثقا من احتفالات طقوسية اولاً، لكي يستمر في مسرحة وجوده ليجيب نفسه عن التساؤلات الكبرى والمصيرية ضد الموت ومآسي العيش”. 

ويتابع”: جاءت جائحة كورونا مؤخرا لتسلب المسرح هذه الضرورة، وتقول لنا واجهوا مصائركم من الآن فصاعدا بدون المسرح أو بدون هذا السلاح. إنكم وجها لوجه إزاء الموت والأزمات بدون الفن المسرحي الذي تستقوون به على الفناء والرعب”.

الباحث الأكاديمي الدكتور مشهور مصطفى

ويلفت إلى ان “الجائحة هددت المسرح في أصله ووجوده وكيانه. وتداعينا نحن المسرحيين لإيجاد آليات للتعامل مع هذا الخطر الداهم، والتي بقيت مرتجلة ومؤقتة وغير كافية، حيث لجأنا إلى إخراج رصيدنا الفني من مخابئه، وبثثنا العروض المصورة عبر الفيديو وبواسطة وسائل التواصل الاجتماعي بعد أن تعطل الإنتاج والعرض لوقت ليس بقصير، وهذا الأمر لن يعوض بتاتا الخسارة ولن يملأ الفراغ الحاصل وليس بديلا عن المسرح الحي”.

 وردا على تساؤل حول عما سيقلع المسرح مجددا ويستمر هكذا دون جمهور ودون متفرج؟ يجزم مصطفى بالقول”: قطعا لن تكون المنظومة الجديدة للعروض المسرحية بديلا عن السابقة، لأن المسرح يفقد طعمه إذا صورناه وأفلمناه، لأنه فن وجودي ولحظوي واذا انتزع من الملح طعمه فبماذا نملح طعم الحياة؟

ويضيف”: ولا يكفي ان نمسرح النتائج الناجمة عن الجائحة، نصا او عرضا مسرحيا فيما بعد اذا عادت الأمور إلى طبيعتها، وحيث انصرف مسرحيون كثر في العقود السابقة إلى هذا التدبير عندما مر المسرح بأزمات الطاعون والحروب وغيرها من أخطار. بل يجب التفكير جديا هذه المرة في حلول جذرية فيما لو طال الحجر وطال أمد الوباء بحيث سيمنعنا من اتيان الفعل المسرحي من أساسه:ما هي البدائل والحلول؟”

وانطلاقا من هذا التهديد للمسرح في وجوده يقول:” نرانا إزاء مسرح بدون جمهور وأمام جمهور بدون مسرح”. و يدعو الى ” ان يلجأ المسرحيون إلى مسرحة الآثار الناجمة عن المخاطر، من خلال التفكير الفلسفي فيها وعليها، ومن خلال الإبداع في التأويل الفني لمعنى الوجود البشري، هو عمل ممتاز لكنه غير كاف بتاتا. آنه لا يعدو كونه هروبا إلى الأمام.

 ويرى أنه عندما تهدد المخاطر المسرح في وجوده وبقائه “أجزم انه سيلزمنا خطوات جبارة تتعدى الإكتفاء بمسرحة الأسئلة الوجودية التي لها تأثيرها. وعند حصول الكوارث والحروب والإضطرابات، تغدو الحياة مسرحا حيث تطفو اشياء الحياة على السطح. وهل سيستطيع المسرح ان يمسرح ما قد غدا مسرحيا اكثر من المسرح”؟

ويخلص إلى  أنه “هذا هو المأزق الذي يغرق فيه المسرح حاليا، وأنه مأزق وجودي وعليه ان يرمم ذاته قبل أن يعود ليستأنف وظيفته التي وجد من أجلها”.

السابق
بعد وصوله الى عتبة الـ 29 الفا.. كيف افتتحت السوق السوداء اليوم؟
التالي
امطار غزيرة وثلوج.. اليكم طقس الأيام المقبلة