خاص «جنوبية»: لبنان تحت «رحمة» الإنهيار الأمني.. السرقات ترتفع 265%!

سرقة
تشهد المناطق كافة ارتفاعا في نسبة الجريمة الموصوفة، من القتل الى النشل الى التعدي على الاملاك الخاصة، الى فرض الخوات والترويع للآمنين العزل، في غياب واضح وفاضح للأجهزة الامنية الرادعة، يعزوها مسؤولون الى " الأوضاع الإقتصادية والمعيشية المتدهورة، والنقص في عديد الاجهزة و كثرة الاحداث اليومية".

تتزايد السرقات في المناطق، بحسب مصدر معني ل”جنوبية”، “مع تصاعد الازمة الاقتصادية المستفحلة التي يعاني منها اللبنانيون جميعا، فضلا عن تكاثر النازحين السوريين في اماكن زادت عن حدها المقبول، والذي فاق المتوقع مع عمليات التهريب الناشطة على الحدود اللبنانية – السورية خصوصا في البقاع والشمال”، شارحاً”: اذ تدخل مجموعات من السوريين عبر مهربين ويلتحقون بأغلبيتهم بأقارب لهم في كل المناطق اللبنانية، او يدخلون افرادا ينطلقون للتوجه نحو الغرب من خلال تواصل مع اشخاص غير معروفين، يمارسون ادوارهم بأسماء مستعارة وهويات مزورة”.

معدل الجرائم.. “يُحلق”!

واذ يقدر مصدر أمني ل “جنوبية”، زيادة معدل الجريمة 42%، معظم مرتكبيها من التابعة السورية، يشير الى “ارتفاع معدلات السرقة في الآونة الأخيرة، بأساليب غير مسبوقة، طالت العديد من الرجال والنساء والعجز، خصوصا ممن لهم اولاد او اقارب في الخارج يمدونهم بأموال للعيش، فأضحوا مصيدة للسارقين في بعض البلدات”.

سرقة

بيروت.. “الحصة الكبرى”

وتستفحل السرقات في مدينة بيروت والمناطق، اذ يشكو كل يوم عشرات المواطنين، تعرضهم للسرقة او النشل على الطرقات او في سياراتهم خصوصا في ساعات الليل، بحيث لم يعد يجرؤ أحد على الخروج بسبب الظلمة الدامسة التي يستغلها النشالون نتيجة الانقطاع الدائم للكهرباء، والذين بمعظمهم يهاجمون ضحاياهم وهم مزودون بمسدسات او سكاكين يرعبون فيها المواطنين ليلا.

لم يعد يجرؤ أحد على الخروج بسبب الظلمة الدامسة التي يستغلها النشالون نتيجة الانقطاع الدائم للكهرباء

من الجنوب الى الشمال والبقاع

ونشطت في البلدات والقرى الجنوبية والبقاعية والشمالية أيضاً، عمليات سرقة البيوتات لأصحابها المغتربين او القاطنين في بيروت او مدن اخرى، و”يتفنن” السارقون بأساليبهم، عبر نشر الحديد او استعمال آلات جديدة لفتح الأقفال، ويسرقون كل ما تمكنوا من حمله من الادوات الكهربائية الى السجاد والمقتنيات وحتى قوارير الغاز.

سرقة

أرقام السرقات.. مخيفة

وكشفت إحصائيات رسمية ل “جنوبية”، عن ارتفاع جرائم السرقة بنسبة 265%، وجرائم القتل 101%. ففي هذه الفترة عام 2019 وقع في لبنان 89 جريمة قتل، بينما وقعت 179 جريمة بالفترة عينها في 2021.

السرقة فارتفعت من 1314 حادثة في 2019 إلى 4804 في 2021

أما السرقة، فارتفعت من 1314 حادثة في 2019 إلى 4804 في 2021. وضرب التقرير مثالا عن ارتفاع معدل سرقة السيارات بنسبة 213%، من 351 سرقة في الفترة المستهدفة عام 2019 إلى 1097 في 2021.

وبالتوازي، تفيد بيانات قوى الأمن الداخلي في مقارنة بين عامي 2020 و2021- بوجود أرقام مختلفة تعكس تقاربا نسبيا بينهما، لكنها سجلت ارتفاعا كبيرا في معدلات القتل والسرقة مقارنة مع الفترة نفسها قبل خريف 2019.

سرقة

السارقون لا يوفرون شيئا

ووصل الحال في بيروت الى سرقة اكثر من 500 من اغطية المسارب الصحية، او ما يعرف “بالريغار” التي هي بأغلبها “حديد او فونت” الذين يباغ كخردة في منطقة شاتيلا والدكوانة والجديدة وسد البوشرية.

تم سرقة اكثر من 300 كيس باطون ذات ليلة لبيعها بأسعار منخفضة

وسجل عدد كبير من السرقات في الورش والمؤسسات التي تعمل في البناء، والتي يصعب تخزين موادها بمخازن كبرى انما تبقى في الفضاء الطلق، اذ يعمد السارقون بعد منتصف الليل، الى الدخول عبر الكسر والخلع مستغلين نوم العمال او الحراس ويقومون بسرقات البضائع المعدة، اذ تم سرقة اكثر من 300 كيس باطون ذات ليلة لبيعها بأسعار منخفضة جدا عن السوق.

النشل ينشط في الدوائر العامة

وتشهد بعض الادارات والمؤسسات العامة عمليات سرقات ونشل، اذ يستغل النشالون ازدحام المواطنين الساعين الى تخليص معاملاتهم، خصوصا في مرافق وزارات المالية والدوائر العقارية والميكانيك والتربية والضمان الاجتماعي، والتي تشهد ازدحاما قوية لأنها تفتح نهارا بالأسبوع نتيجة الاضرابات والمطالبات المتواصلة، ويقوم النشالون بعمليات نشل في الصفوف المرصوصة للمواطنين، وبنشل كل ما وقعت عليه ايديهم من هواتف او مال حتى طوابع بريدية، ووصلت الحال الى سرقة حزم المحارم وادوات التنظيم التي توضع في المراحيض.

بين الوضع الاقتصادي والفلتان الأمني

وبحسب القوى الأمنية، ارتفعت سرقة السيارات في 2021 بمعدل 40%، وكذلك عمليات السرقات بنسبة 130.8%، وجرائم القتل بنسبة 2.5%. ويؤكد مصدر أمني ل “جنوبية”، “ان بعض السرقات قد تكون نتيجة الأزمة الاقتصادية للبحث عن لقمة العيش للسرقة، لكن هناك النشالون والسارقون المحترفون يستغلون الأزمة ويعمدون الى تهديد الامن المجتمعي عبر الاحترافية في السرقات والنشل ما يكبد البلد خسائر كبرى وغياب الامن والاستقرار في البلد”.

الفقر قد يكون مجرد عامل من عوامل الارتكابات القائمة، لكن الاهم والابرز هو غياب هيبة الدولة

ويعزو أكاديمي متخصص ل”جنوبية” الاسباب الرئيسية لظاهرة السرقات القائمة الى “ان الفقر بلغ نحو 83% من السكان في لبنان، وارتفعت كلفة السلة الغذائية 13 ضعفا، وواصلت الليرة انهيارها، بحيث بلغت 26 ليرة للدولار الواحد، وتدمرت القدرة الشرائية، وأصبح الحد الأدنى للأجور أقل من 27 دولارا في الشهر، وان الدخل اليومي للفرد للعامل اللبناني اقل من دولار اميركي واحد، وفي المقابل، و في رأي مغاير يقول احد الامنيين “ان الفقر قد يكون مجرد عامل من عوامل الارتكابات القائمة، لكن الاهم والابرز هو غياب هيبة الدولة، وتفشي حكم الميليشيات التي تعتمد السهولة في الخروج عن القوانين الرادعة”.

السابق
اللواء ابراهيم يُصوّب على «حزب الله» عبر الإعلام القطري.. ماذا قال؟
التالي
بالفيديو: قتيلان وتسعة جرحى في مخيم البرج الشمالي أثناء تشييع شاهين!