بعد 10 أشهر على اغتياله: لقمان يفوز بجائزة «فولتير».. وشقيقته رشا لـ «جنوبية»: «لا حرية ما لم تقرن بالعدل»!

لقمان سليم

بعد مرور 10 أشهر على اغتيال الباحث والمعارض لقمان سليم، تسلمت شقيقته الكاتبة وناشرة “دار الجديد” رشا الأمير، جائزة فولتير لعام 2021، IPA Prix Voltaire في مدينة “غوادالاخارا” بالمكسيك، (30 نوفمبر)، بعد أن اختارت لجنة حرية النشر التابعة لاتحاد الناشرين الدوليين “دار الجديد” ضمن لائحة مختصرة من خمسة مرشحين.

اقرا ايضا: مؤسسة لقمان سليم تقاوم الاغتيال السياسي بالقانون والبحث العلمي

من المعتاد أن تقوم جائزة فولتير بتسمية دار النشر الفائز، لكن رشا تحدّثت بشجاعة وحرقة عن أخيها لقمان الكاتب والمفكر والناشط السياسي وشريكها في تأسيس دار الجديد، حدّ أن أصابت القاعة في مدينة “غوادالاخارا” بأكملها بالذهول.
في السياق، أكدت رشا لموقع “جنوبية” على أن ” لا حرية ما لم تقرن بالعدل”، مشددة على ان “السجّان لا يحبّ الحريّة ففي بلاد المقابر الجماعيّة والسجون الفضفاضة جائزة تحمل اسم فولتير غير محببة”. وتابعت “فولتير والحسين ولقمان لم يخافوا الموت”.

تمت خيانة كلا من لبنان ولقمان


وخلال تسلمها جائزة “فولتير” في معرض غوادالاخارا الدولي للكتاب الخامس والثلاثين في المكسيك، أكدت الكاتبة رشا الامير في كلمة مؤثرة حول اغتيال شقيقها لقمان ان ” لبنان اليوم دخل آخر أشواطه، ولقمان أخي، مؤسس دار الجديد الذي يتم منحه الجائزة اللّيلة، تم اغتياله من 10 أشهر. آمن كلا من لقمان ولبنان بقوة وحقيقة معركة فولتير”.
ورأت ان العدالة تجمع بين فولتير وسليم، قائلة “رجلا العدالة هذان هم معنا في هذا المساء في غوادالاخارا، في معرض الكتاب الذي كانا يودان زيارته ورؤية كتبهما وكلماتهما يتردد فيه صداها”.

رشا الأمير خلال تسلمها جائزة فولتير

واكدت ان “التجانس بين لقمان ولبنان يخبرنا شيئاً، بأن كلاهما تعرضا للخيانة وقتلهما ليس بجريمة عادية. الليلة لقمان ولبنان يتناولان كأساً مع فولتير. فهم ينظرون إلينا الآن ويبتسمون. فيقول فولتير: “من الواضح أن الشخص الذي يضطهد رجلاً أو أخاه (أو بلدًا) لأنه يختلف معه بالرأي أو بالقيم هو وحش!”
وتابعت “لقمان ولبنان وفولتير معنا الليلة، فهما يستمعان الينا ويعلمان أن الموت الوحشي الذي تعرّض له كل من لقمان ولبنان هو مأساة كبيرة”.
واعتبرت ان “الاتحاد الدولي للناشرين يكرم الليلة لبنان المعذب ولقمان المقتول. قاتلهما هو الكيان ذاته. ذاك الكيان الذي يقوم باغتيال كل من يرفض أن يتم إسكاته، أولئك الذين لا يهابون”.
كان شعار لقمان “صفر خوف” وهو شعارٌ معد، ما اعتاد لقمان على قوله هو الآن على كل لسان. توقع لقمان ما ستولده الشمولية. كان لقمان بانيًا، وقائدًا، وساعٍ للجمال، شجاعته ورؤيته تنيران طريقنا إلى الهاوية.

بتكريم لقمان ولبنان، ترسل جمعية الناشرين الدولية رسالة واضحة إلى الأشخاص الذين أثرت هاتان المأساتان بهم والذين يعتقدون أن العالم الحر قد فقد بوصلته الأخلاقية. وبحسب رشا فإن جائزة فولتير تقول للضحيتين: أنتما لستما وحدكما. جائزة فولتير وما تمثله نشاهد وتستمع ولن تخيفها الوحوش: لقمان لن ينتسى، ومشاريعه يجب أن تستمر، ولبنان الذي يشاركه قيم المساءلة والشفافية والعدالة يجب أن يبقى.»


بعد انتهاء مراسم الحفل، قالت رشا الأمير لموقع ” PublishingPerspective “، أن السلطات في لبنان تعلم من هم المسؤولون عن مقتل لقمان ولكن بسبب الإنهيار المستمرّ لمؤسسات المدنية في لبنان، فهي غير قادرة على متابعة التحقيقات في القضية، وتابعت “الأحداث المتعلّقة باغتيال لقمان يتمّ حجبها، هذا يعني بطبيعة الحال أن المجرى القانوني للقضية مغلق تماما. فليس هناك محكمة لاستئناف هذه القضية!”.
واشارت الصحيفة الى انه قد لا يكون لدى لبنان بقيادييه أحدا من المتحدثين الرسميين لمضاهاتها، فتحدثت رشا الأمير بلغة إنجليزية قوية وبليغة عن الفساد الذي ترتكبته الأجهزة السياسية في “بلدها الصغير” مع القوى السياسية المتورطة والتي قالت الحكومة نفسها إنها كانت وراء مقتل شقيقها.

السابق
«انا خليفة بري».. رئيس المجلس يرد على علي حجازي: «إذا إنت أنا قبلان»!
التالي
خاص «جنوبية»: البيطار يعود الى مكتبه.. وهذا ما تحتويه صور الأقمار الصناعية عن المرفأ!