«أنت الغريب».. في رثاء الشهيد الشيخ راغب حرب

السيد محمد حسن الامين

كان العلاّمة السيد محمد حسن الامين من أعلام الجهاد والمقاومة ايام الاحتلال الاسرائيلي للجنوب وكان حينها قاضي صيدا الجعفري ومنزله في قلب المدينة، ومن رفاق دربه في هذه المرحلة كان الشهيد الرمز الشيخ راغب حرب الذي اغتالته مخابرات الاحتلال في شباط 1984.

اقرأ أيضاً: في رثاء الجواهري: قامة نقشها الضوء

وفي سيرته التي تكرّم بتدوينها سماحة الشيخ محمد علي الحاج في كتاب عنونه بإسم “أمالي الأمين”، قال سماحة العلامة الامين رحمه الله:

“على أثر استشهاد الشيخ راغب حرب الذي كثيرا ما كان ينام عندي في صيدا عندما كان مطاردا، كان يتوقع كثيرون أن يطالني الاغتيال، وبعد فترة ليست بالطويلة هوجم بيتي ليلا في صيدا عقب اغتيال الشيخ راغب، وكان عندي نسيبي السيد محمد جواد الامين وشقيقي أيضا، دخلوا المنزل واقتحموه، وسألوا عني، واجهتهم مباشرة، وقمت بالدفاع عن نفسي، ولكن تكاثروا فاعتقلوني وتم نقلي الى منطقة عبرا، وهناك قاموا بعدة محاولات لارهابي ومنها تهديد بالاعدام، ولكني اعتقد اني نجوت من الاعدام بسبب ردة الفعل الثورية الشعبية للجنوبيين بعد اغتيال الشيخ راغب، ربما هذا ما دعاهم لتجنب إعدامي، والأخذ بخيار إبعادي الى بيروت.

كان الشهيد حرب ينام في بيت السيد فأبعده الاحتلال من صيدا

وهذه القصيدة نظمها سيدنا الراحل بمناسبة ذكرى استشهاد رفيقه الشيخ راغب وجاء فيها:

أنت الغريب.. ولكن غربة القمم                   فاسكن جراحك وارحل من دم لدم

ما المجد غير جراحات..ومذ ظمئت   سقيتهن الندى يا سيد الكرم

من قال أنت هناك الآن أنت هنا                  أشدُّ نبضاً وأحلى أنت من نغم

باق كعهدك مزهواً تسافر من            أفق لآخر تكسو الليل بالنجم

تموج.. تهتزّ.. هز الرمح أنت يد                  منذورة لصراع البغي والظلم

***

يا راغب الحلم لم يهرم وأنت على               أغصانه لم تزل يا وردة الحلم

العمة الحرة البيضاء ما برحت                   في البال تزهو كلمع البرق في القمم

مشدودة فوق..أمطر أنجماً وسنا                  وضُجَّ حباً كعهدي فيك واحتدم

عرس اكتمالك هذا فاقترح لغتي                  في العرس..واصف لها يا فارس الكلم

يا سيد الكلمات المثقلات جنى           قلهنّ..هذا زمان العقم والعدم

حبست بالكلمات الريح.. أيُّ يد          لم تحترق بشواظ الحرف.. أي فم

أذاكر ألم تزل.. إذ رحت تحفزني                 للشعر.. هذا أنا والشعر فاستلم

أتيت أجلوك للثوار قافية                           خضراء.. مرت بها فاخضوضرت حُممي

وجئت أسكب من عينيك نهر سنى      للمهرجان.. سنى عينيك ملء دمي

قم واهدر الآن في أعماقنا ظمأ          لهادر من بليغ القول مضطرم

كم راح صوتك يوم الروع يلهبنا                 ويوقظ النار في غافٍ من الهمم

(هذه المادة نشرت في مجلة “شؤون جنوبية” العدد 179 ربيع 2021)

السابق
أسرار الصحف ليوم السبت 04-12-2021
التالي
حسن فحص يكتب لـ«جنوبية»: «حلال» رئيسي..«حرام» روحاني!