نادر لـ«جنوبية»: لو إستقال قرداحي في بداية الأزمة لأتت في مصلحة لبنان

قضي الامر وخرج الوزير جورج قرداحي من وزارة الاعلام، لكن ماذا بعد الاستقالة هل ستتوالى فصول التسوية داخليا وخارجيا؟ لا يمكن الجزم بخريطة الطريق التي أُتفق عليها، وإتجاهاتها بل يحتاج الامر مزيدا من الوقت.

بعد أسابيع من الانتظار قدم وزير الاعلام جورج قرداحي إستقالته اليوم، تحت عنوان “منح لبنان فرصة” بعد أن أثارت تصريحاته بشأن اليمن خلافا مع دول الخليج، لتكون ورقة يحاول من خلالها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (الذي يزور المملكة العربية السعودية في اليومين المقبلين) إزالة ما أمكن من الشوائب التي علقت في سياق العلاقات اللبنانية – العربية و السعودية تحديدا، وعلى وقع تسوية داخلية لم تنضج بعد، تقضي بدعوة رئيس مجلس النواب نبيه برّي إلى جلسة عامّة يوم الثلاثاء المقبل، لدرس جدول الأعمال في الظاهر، أمْا في الباطن هي مُخصّصة لتلقف الإدعاء على الرئيس حسان دياب والنواب والوزراء المُتهمين بقضيّة المرفأ أمام المجلس الأعلى لمُحاكمة الرؤساء والوزراء، وتنتهي مقاطعة “الثنائي الشيعي” لجلسات مجلس الوزراء الذي يعود بدوره للإنعقاد، ويَكسب رئيس تكتل لبنان القوي النائب جبران باسيل موضوع تصويت المغتربين الـ 6 نواب بابطال المجلس الشورى لتعديلات القانون الانتخابي.

إقرأ أيضاً: ميقاتي يُمازِح قرداحي ويفضح تاريخ توقيعه كتاب الاستقالة!

فهل ستصل هذه التسوية إلى خواتيمها؟ لا أحد يعلم، لكن الوزير قرداحي أشار خلال المؤتمر الصحافي أن “الاستقالة بناء على طلب فرنسي عبر الرئيس ميقاتي و تمسك رئيس الحكومة بحصول الاستقالة يعني أن هناك ضمانات قد تلقاها”.

في العمق المشكلة هي علاقة لبنان محيطه العربي والخليجي والسياسة الخارجية التي ينتهجها وموقعه

يبدي مدير معهد المشرق للشؤون الاستراتيجية الدكتور سامي نادر لـ”جنوبية”، “تخوفه أن تكون تسوية إستقالة قرداحي مقابل كف يد القاضي طارق البيطار عن إستدعاء الوزراء والرؤساء، للتحقيق معهم حول ملف تفجير المرفأ”، لافتا إلى أن إستقالة قرداحي هي “مدخل لتسوية لا تزال ممكنة وهي مدخل لا بد منه، ومن الافضل أن تحصل هذه الاستقالة متأخرة على أن لا تحصل أبدا، ولو إستقال وزير الاعلام في بداية الازمة لكانت أتت لمصلحة لبنان أولا، أما حصولها حاليا فهو لمصلحة الفرقاء الذين فرضوها”.

إيران تسعى إلى تجنيد المكونات الشيعية داخل دول الخليج لخدمة سياساتها

ويرى أنه “في العمق المشكلة هي علاقة لبنان بمحيطه العربي والخليجي، والسياسة الخارجية التي ينتهجها وموقعه، وهيمنة حزب الله على القرار السياسي فيه، وسياسات الحزب المعادية لدول الخليج، التي تتهمه بإنخراطه بحرب اليمن، وإصطفافه إلى جانب ودعمه للمليشيات الحوثية في اليمن”، مشيرا إلى أن “هذا الدعم يؤدي إلى إستهداف الحوثي للعمق السعودي، بالاضافة إلى نشاطات مدعومة من إيران، تهدد الامن في الخليج كما هي حال الخلية التي تم إلقاء القبض عليها في الكويت”.

ويختم:”اليوم إيران تسعى إلى تجنيد المكونات الشيعية، داخل دول الخليج لخدمة سياساتها، ومن حسن الحظ أن هناك كثير من الشيعة لا يتماشون مع هذه السياسة وهذا ما نراه في العراق مثلا”.

السابق
ميقاتي يُمازِح قرداحي ويفضح تاريخ توقيعه كتاب الاستقالة!
التالي
«انا ضحية المؤامرات المُحاكة ضد بلدي».. اليكم النص الناري لكتاب استقالة قرداحي!