التجار ينعون موسم الاعياد.. لا من «يشتري» ولا من يحزنون!

بيروت في الاعياد

ليس جديدا القول أن الشعور بالاحباط هو السمة الغالبة لدى معظم اللبنانيين، أولا بسبب الوضع الإقتصادي الذي يزداد سوءا، وثانيا بسبب الأزمة السياسية المتفاقمة التي تمنع إلتئام مجلس الوزراء، في الوقت الذي يحتاج فيه كل اللبنانيين إلى تحرك عاجل من قبل المسؤولين السياسيين لتخفيف معاناته المعيشية. لكن للاسف هذا لا يحصل، وتعيش البلاد والعباد حالة شلل وإرباك، يبدو أن نهايتها لن تكون قريبة، والدليل كلام رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من قصر بعبدا أمس بأن “الحكومة ماشية لكن مجلس الوزراء لا يجتمع”. 

إقرأ أيضاً: الدولار يفلت من عقاله.. ولا تعويل على صندوق النقد!

مقابل هذه الصورة المأساوية من المفترض أن يحفل شهر كانون الاول،  بنشاطات تجارية و إقتصادية تحرك السوق التجاري الجامد، والذي يترافق عادة مع قدوم المغتربين والسياح من بعض الدول العربية، و في هذا الاطار لا بد من الاشارة إلى أنه تم إطلاق حملة “كانون الاوّل – صفر إشتباك” من قبل المجلس الاقتصادي الاجتماعي وجريدة النهار، لكي يكون هناك صفر اشتباك، من كل من يعكّر الجو على اللبنانيين، ولتشجيع المغتربين للقدوم إلى لبنان، فهل يتفاءل التجار بحصول حركة إقتصادية في ظل الوضع القائم؟ 

يجيب رئيس جمعية تجار بربور رشيد كبي “جنوبية” بالقول: “عدم توتير الوضع السياسي في فترة الاعياد أمر جيد، وكذلك  تجنب التصاريح النارية، التي تدفع الناس إلى الانكفاء عن القيام بأي نشاط إقتصادي أو سياحي”، لافتا إلى أن “المشكلة الحقيقية هي  أن تراجع سعر الليرة أمام الدولار أدى إلى فقدان الناس القدرة الشرائية، و من يحرك نقاط البيع حاليا هم من يقبض بالدولار الاميركي، أما المواطن اللبناني الذي يتقاضى راتبه بالليرة اللبنانية، فهو يعاني من مشكلة كبيرة لأنه لن يتمكن من القيام بواجباته خلال فترة الاعياد “.

كبي لـ”جنوبية” : عدم تفعيل العمل الحكومي لا يعطينا الامل بتحسن الاحوال الاقتصادية

يرى كبي أنه “حتى زيارة المغتربين في فترة الاعياد لا يمكن الرهان عليها، بسبب الاجراءات التي ستتخذ من قبل لجنة كورونا إبتداءا من 15 الشهر الحالي، لأن هذا الامر سيحدث إرباكا لجهة مجيء المغتربين، ولجهة تواجد الناس في الاسواق ومراكز البيع”.

 ويختم:”نحن كتجار لا نراهن على أي إنتعاش إقتصادي حقيقي، منذ أن بدأت الازمة الاقتصادية في لبنان وإنتشار جائحة كورونا، بالاضافة إلى أن عدم عقد مجلس الوزراء حاليا وعدم تفعيل العمل الحكومي، لا يعطينا الامل بتحسن الاحوال الاقتصادية”.

 رئيس جمعية تجار بربور رشيد كبي
رشيد كبي

يوافق رئيس جمعية تجار الحمرا زهير عيتاني على كلام كبي ويشرح ل”جنوبية” أنه “حاليا لا حركة في الاسواق اللبنانية، إلا من قبل السياح العراقيين، لأن القدرة الشرائية للبنانيين ضعيفة جدا، ولا أعتقد أن فترة الاعياد المقبلة ستشهد نشاطا”، لافتا إلى أنهم “كتجار كبار في شارع الحمرا بالكاد يحصلون مصاريفهم التشغيلية، وهذا أمر لم يمر عليهم حتى في عز الحرب الاهلية”.

عيتاني لـ”جنوبية”:عدم قدرة المودعين الحصول على ودائعهم أدت إلى تراجع حركة الأسواق

يضيف:”الازمة المالية الحاصلة اليوم، وعدم قدرة المودعين على الحصول على ودائعهم، أدت إلى تراجع الحركة الاقتصادية في كل أسواق لبنان، وبات التركيز على تأمين المواد الاساسية من مأكل وطبابة، وترك الكماليات إلى وقت آخر”. 

رئيس تجار الحمرا زهير عيتاني
زهير عيتاني

على ضفة الخبراء الاقتصاديين يؤيد الخبير الاقتصادي الدكتور لويس حبيقة ل”جنوبية” “أي خطوة تؤدي إلى تنشيط القطاعات الاقتصادية” معربا عن أسفه أن “الكلام في لبنان في مكان والافعال في مكان آخر، بمعنى أنه ليس هناك خطوات جدية رسمية لتفعيل القطاعات الإقتصادية  في فترة الاعياد، وتشجيع المغتربين و السياح الاجانب لزيارة لبنان “.

 حبيقة لـ”جنوبية” : ليس هناك خطوات جدية رسمية لتفعيل القطاعات الإقتصادية  في فترة الاعياد 

يضيف :”ما يحصل في الواقع من أزمات يدفع معظم اللبنانيين المقيمين والقادرين على السفر للتفكير بتمضية إجازاتهم في الخارج”، لافتا إلى أنه على “الحكومة القيام بخطوات سريعة لتشجيع السياح على المجيء إلى لبنان، وأولها مراقبة الاسعار ومحاسبة المستغلين، و هذا أمر لم نراه طوال الازمة التي نتخبط فيها”، ويشير إلى أن “التهدئة السياسية بشكل جدي هي أمر ضروري وأيضا تجنيب لبنان أي أزمة تدفع السياح وحتى المغتربين للتراجع عن زيارة لبنان، ومنها أزمة النفايات التي تلوح في الافق حاليا، ناهيك عن تأمين البديهيات التي يطلبها أي قطاع سياحي في العالم من كهرباء و ماء”.

لويس حبيقة
لويس حبيقة
السابق
البابا فرنسيس قلق على لبنان: شعبٌ ممتحنٌ بالعنف والألم!
التالي
«رابطة المودعين» عن قرار مجلس النواب: تمخض الجبل فأنجب فأراً ومبتوراً