مناورة «ميقاتية».. حزب الله عن دعوة الحكومة: «ما في شي منّو»!

نجيب ميقاتي بعبدا

في الوقت الذي لا زال «حزب الله» يشد الخناق على الحكومة ورئيسها نجيب الميقاتي، بعرقلة أي جلسة تعقدها، إذا لم يكن على جدول أعمالها إقالة المحقق العدلي في جريمة انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار، توازياً مع استمرار التأزم على صعيد الأزمة اللبنانية الخليجية، برفض الحزب استقالة وزير الإعلام جورج القرداحي، أو إقالته، فإن السؤال الذي يطرح، هل أن تقدماً حصل على صعيد الجهود التي تبذل، ليشير الرئيس ميقاتي، إلى أنه سيدعو إلى جلسة للحكومة قريباً؟ 

اقرأ ايضاً: كلام عون «خطير جدا».. هل يتكرّر سيناريو 1990 الانقلابيّ؟

في السياق، أكدت مصادر سياسية مسؤولة لـ”الجمهورية” ان “ما يوجب على المستوى السياسي في لبنان اعادة اطلاق العجلة الحكومية، هو التقارير الخارجية لعربية والدولية التي ترد، وتعكس القلق البالغ على لبنان، والخشية عليه من احتمالات صعبة”.

وكشفت المصادر عن تحذيرات عربية صديقة نقلت الى المسؤولين في لبنان، مبنية على معطيات شديدة السلبية تحيط بمستقبل هذا البلد واستمراره. ونقلت عن سفير دولة عربية كبرى قوله: لقد عبرنا امام الاشقاء في لبنان عن خوفنا من ان نخسره، وهذا يضع كل المسؤولين في الدولة كما سائر السياسيين،امام مسؤولية عدم الاستغراق، كما هو حالهم اليوم، في خلافات سياسية سطحية، وتجاهل تفاقم الازمة، الذي ينذر بأخذ لبنان الى ازمة علاجاتها مستحيلة”.

وأوضحت مصادر “حزب الله” لـ”نداء الوطن” أنّ الوضع لا يزال على حاله “وكل ما يمكن قوله لا اجتماع لمجلس الوزراء قبل معالجة الأسباب” التي علّقت اجتماعاته، وأضافت: “نحن ما زلنا على موقفنا ولم يتبدل شيء حتى الساعة”، في إشارة إلى الموقف من المحقق العدلي في جريمة المرفأ القاضي طارق البيطار، مشددةً على أنه “لم يحصل أي تطور أو اتفاق، ولم تبرز أي من المعالجات والحلول المطلوبة” لاستئناف جلسات الحكومة.

وعن الأسس التي ارتكز عليها تصريح رئيس الحكومة من مقر الاتحاد العمالي العام حول دعوته “قريباً” مجلس الوزراء، أجابت مصادر “حزب الله”: “لا معلومات لدينا إطلاقاً ولسنا في هذا الجو ولا في هذا الوارد، والرئيس ميقاتي نفسه كان قد أكد لنا أنه لن يدعو مجلس الوزراء” من دون التوافق مع الثنائي الشيعي على صيغة هذه العودة، لا سيما وأنه “يدرك أنه أمام إشكاليتين تحولان دون استئناف جلسات مجلس الوزراء قبل حلّهما، الأولى تتعلق بمشكلة القاضي البيطار، والثانية تتصل بمشكلة الوزير جورج قرداحي”، وتساءلت حيال ذلك: “على أي أساس سيدعو مجلس الوزراء ومشكلة البيطار لا تزال قائمة، وهل يستطيع عقد جلسة ويطلب من قرداحي البقاء خارجها… الأكيد لا “ما بيحقّلو”!

أما دوائر الرئاسة الأولى فنأت أوساطها بنفسها عن الحيثيات التي ارتكز عليها ميقاتي في التصريح عن قرب دعوته مجلس الوزراء إلى الانعقاد، واكتفت بالتأكيد أنه أطلع رئيس الجمهورية على نيته هذه “لكن من دون تحديد وقت معيّن”، وقالت لـ”نداء الوطن”: “ليس لدينا معطيات مفصلة عن توجهات رئيس الحكومة بهذا الخصوص أو الأسباب التي دفعته إلى تأكيد عزمه على توجيه الدعوة لانعقاد الحكومة.

وفي هذا السياق تجزم أوساط الثنائي الشيعي عبر “أساس”: “ميقاتي يُناور، وتحديداً أمام رئيس الجمهورية الذي يضغط بقوة لاستئناف جلسات مجلس الوزراء. فهو لن يدعو إلى جلسة للحكومة قبل حلّ أزمة استقالة قرداحي التي لم تحلّ بعد.

وتضيف الأوساط: “لكنّ انعقاد مجلس الوزراء نفسه يحتاج إلى إزالة لغم البيطار الذي لا يزال حتّى اللحظة يعرقل التئام الحكومة، ولا مؤشّرات تدلّ على أنّه على طريق الحلّ”، مشيرة إلى أنّ “عون يستعجل انعقاد الحكومة، متناسياً أنّه عرقل ولادة الحكومة 11 شهراً لمنع وصول سعد الحريري إلى رئاسة الحكومة”.

وتخلص الأوساط إلى القول: “لا يجوز لأحد في  موقع كرئاسة الحكومة أن يُضلّل الرأي العام بهذا الشكل ويراهن على معطيات غير دقيقة ولا توصل إلى مكان، وتأثيراتها سلبية إلى حدّ أنها قد تنعكس مزيدًا من الفوضى والإرباك والتلاعب في سوق سعر صرف الدولار”.

السابق
قرارٌ أممي يخصّ لبنان.. إلزام إسرائيل بدفع تعويض بالملايين!
التالي
قرداحي عاتب على باسيل: «كنتُ اتمنى ان يكون موقفه مُشرّفاً»