المشهد سوداوي.. عون للسفراء «المطرودين»: «ما باليد حيلة»!

ميشال عون

من كان يعوّل على وساطة تركية أو قطرية لحل الأزمة اللبنانية مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي، جاءه كلام “حزب الله” ليل أمس ليمحو أي رهان رسمي على أن تفضي محادثات وزير الخارجية التركي اليوم في بيروت إلى فتح كوة في جدار المشهد السوداوي، لا سيما وأنّ قناة “المنار” بدت حاسمة في التأكيد أنه ليس في جعبة الوزير مولود جاويش أوغلو، ولا الموفد القطري الذي سيليه، أي خطة جاهزة بل مجرد مساع للدفع باتجاه التخفيف من حدة الأزمة.

اقرا ايضا: «حزب الله» يتوسط للتهدئة بين «أمل» و«التيار»..وقرداحي إلى الإعتكاف أو الإستقالة!

وتحت وطأة تصلّب المواقف وتعمّق جذور الأزمة الناتجة عن تصريحات وزير الإعلام جورج قرداحي الداعمة للحوثيين في مواجهة السعودية والإمارات، برزت أمس زيارة السفراء المطرودين من الخليج إلى قصر بعبدا، في إطار جولة لهم ستشمل أيضاً عين التينة والسراي الحكومي لحثّ الرئاسات الثلاث على الإسراع في تطويق ذيول الأزمة اللبنانية مع السعودية ودول مجلس التعاون “لأنّ التأخير أكثر سيعمّق الأزمة أكثر ويعقّد الحلول أكثر”، وفق ما نقلت مصادر ديبلوماسية لـ”نداء الوطن”، كاشفةً أنّ خلاصة الموقف الذي خرج به لقاء السفيرين اللبنانيين في السعودية والبحرين والقائم بأعمال السفارة في الكويت مع رئيس الجمهورية ميشال عون بيّنت أنّ “الأمور لا تزال مقفلة” رغم أنّ عون أكد لهم أنه حاول ولا يزال يحاول إيجاد الحل المناسب للأزمة لكن “ما باليد حيلة” نظراً لرفض “المردة” استقالة قرداحي وتعذّر تأمين التوافق السياسي اللازم لإقالته في مجلس الوزراء.

ونقلت المصادر أنّ عون أكد خلال لقاء الأمس أنه يدرك تماماً مدى خطورة تداعيات الأزمة القائمة مع دول الخليج العربي على مصالح اللبنانيين في الداخل والخارج، لكنه في الوقت نفسه يعتبر أنه “قام بواجباته حين تعلق الأمر بأخطاء ارتكبها محسوبون عليه سواءً على المستوى الوزاري كما حصل حين طلب من وزير الخارجية الأسبق شربل وهبه الاستقالة، أو على المستوى الإعلامي حين تم إبعاد أحد الصحافيين من قناة “أو تي في” عندما أخطأ”… أما اليوم في قضية قرداحي، فيشدد رئيس الجمهورية على أنّ “حسم مسألة استقالته ليس في متناول يده”.

من جهتها، أشارت معلومات “الجمهورية”، الى انّ الديبلوماسيين الثلاثة اطلعوا عون على تفاصيل ما تبلّغوه من المراجع الديبلوماسية في البلدان التي أُبعدوا منها، والتي لم يكن يتوقعها ايٌ منهم. وهذه التفاصيل تنذر بإجراءات اكثر قساوة من تلك التي اتُخذت حتى اليوم، إن لم يتدارك المسؤولون اللبنانيون الأزمة ومعالجتها بالسرعة المطلوبة، قبل ان تصل الامور الى مراحل متقدّمة يصبح من الصعب التراجع عنها.

ونقل الوفد الديبلوماسي الى عون وضع الجاليات اللبنانية التي تعيش في جو من القلق على مستقبل أعمال ابنائها وعائلاتهم. فالتطمينات الرسمية لا تكفي في ضوء الاحتقان الذي يعيشه الرأي العام السعودي خصوصاً والخليجي عموماً، مع الإشارة الى الحملات التي تستهدفهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وخصوصاً عندما يتولّى نشرها قادة رأي عام من اعلاميين وسياسيين وديبلوماسيين واساتذة جامعات في السعودية.

السابق
ميقاتي ينفي هذه الأخبار جملة وتفصيلا!
التالي
إرتفاعٌ كبير في أسعار الأدوية.. 800 بالمئة دفعة واحدة!