حرائق لبنان..هذا ما كشفه خبيران لـ«جنوبية» عن الأسباب والتداعيات!

فيما الأجواء السياسية تنتظر معالجة أزماتها المتشعبة، انشغل اللبنانيون بحرائق “طبيعية” اندلعت في أكثر من منطقة، امتدت من عكار شمالًا مرورًا بالكسليك وإقليم الخروب وصولًا إلى الجنوب، وسط شكوك بأن هذه الحرائق مفتعلة للحصول على كميات من الحطب، في ظل ارتفاع سعر محروقات التدفئة على أبواب فصل الشتاء.

وبانتظار نتائج التحقيقات التي وعدت السلطات الرسمية بفتحها للكشف عن ملابسات ما يحصل، وبغية الوقوف على أسباب هذه الحرائق في هذا التوقيت، يُجمع الخبراء على أن الحرائق مفتعلة بشكل متعمّد أو نتيجة إهمال، ولكن من دون اغفال العوامل الطبيعية التي لا تزال تُساهم في نشوبها في ظل التغير المناخي الذي يشهده لبنان.

إقرأ أيضاً: بالصور: المغرّدون عاتبون على «العهد المشؤوم» ويسألون: من يُحرق الجنوب؟!

وفيما عمّت فوضى التحطيب لتأمين مونة الشتاء، توجّهت أصابع الإتهام إلى بعض تجار الفحم باعتبارهم أبرز المستفيدين مما يحصل، خصوصاً أن التدفئة على الغاز والمازوت باتت مكلفة جداً، لتكون الثروة الحرجية في مهب التقلّص جراء عاملين أساسيين.
وفي هذا الإطار، أوضح خبير الحرائق فادي مارون لـ”جنوبية” أن الحرارة مقبولة ودرجاتها ليست مرتفعة كما في تموز وآب، ولا يمكن أن تتسبب باندلاع الحرائق التي هي حكماً ليست طبيعية بل مفتعلة”.

الحشيش أشبه بالبنزين الذي يشتعل من أقل شرارة

واعتبر “أنه في ظل عدم تساقط الأمطار ووجود كميات من الأعشاب اليابسة،يُصبح هذا النوع من الحشيش أشبه بالبنزين الذي يشتعل من أقل شرارة، لذلك يتوجب على الناس الإنتباه وأخذ الحيطة خلال وجودهم في تلك الأماكن”.

ولفت إلى “أن هذا الطقس الذي نمر فيه سيئ ، فلا أمطار وكل الأحراج يابسة ، وعلى المواطنين التنبّه من عدم رمي السجائر خلال المرور في تلك الأماكن وإطفاء النار التي يشعلوها خلال النزهات”.

من جهته، أشار الخبير البيئي هشام سلمان لـ”جنوبية” إلى أن” تأخر موسم الأمطار والتغيرات المناخية تلعب دوراً في موسم الحرائق الذي يمتد حتى وقتنا الحالي، مشدداً على أن ” الحرائق مع التحطيب يُشكّلان ابرز عاملين في تقلّص الثروة الحرجية التي تخسر سنوياً بحدود ألفي هكتار وستزيد هذا العام حكماً بفعل الحرائق المستجدة”.

الحرائق مع التحطيب يُشكّلان ابرز عاملين في تقلّص الثروة الحرجية

واعتبر أن “وتيرة الحرائق تتسارع جراء اشتداد سرعة الرياح بغض النظر عن كون الحريق مفتعلاً أم لا”، مشدداً على أن “غلاء المحروقات يدفع الناس الى التحطيب وهذا سينعكس سلباً على البيئة في ظل غياب الرقابة والمحاسبة والتغاضي عن كل التعديات التي تحصل”.

السابق
إنتشار لـ«حزب الله» في كسروان.. والشيخ مشيك يتسائل عن سبب التوقيت!
التالي
ويحدثونك عن «الكرامة».. الوطنية!