«الجيوبوليتيك».. «لعبة» السّيطرة على العالم!

موضوع ” الصراع الدولي المعاصِر” ، هو الموضوع الذي يتناوله و” مِن مِنظارٍ جيوبوليتيكي” ، ألباحث ( الضابط الطيّار في سلاح الجو اللبناني ) حسن توفيق صفا ، في كتابه الذي هو من المنشورات الحديثة ل ” دار الفارابي ” في بيروت ، بصدوره في طبعته الأولى 2021 . 

إقرأ أيضاً: صرخة في كتاب.. «يا مَقهُورِيِّ العالم انتَفِضُوا»!

وهذا الكتاب المُسمَّى ” لعبة الجيوبوليتيك ( حروب البيادق لحماية الملوك ) ” ، والذي ، على صفحاته ، تتبلور طبيعة موضوعه من خلال ما تتبلور ، ماهية الدَّور الفعَّال للجيوبوليتيك ، في السيطرة المُطلَقة للقوى الدّوليّة الكبرى على العالم . 

الجيوبوليتيك في هذا الكتاب 

هو كتاب يتوجّه إلى باحثي وطلاّب العلاقات الدولية والجيوبوليتيك من جهة ، وإلى القارئين المهتمِّين بالشأن الدولي من جهة ثانية ، إذ يتطرّق في قِسمه الأول إلى نشأة الجيوبوليتيك ، أُسُسِه  ، مبادئه ، وأبرز المدارس الجيوبوليتيكية المعاصِرة ، إلى جانب تبيان أبرز الفروقات بين الجيوبوليتيك والجغرافيا السياسية . ثم يعالج في القسم الثاني أبرز المتغيِّرات التي طرأت على رقعة ولاعبي وأدوات الجيوبوليتيك ، انطلاقاً من تجربة الحرب الباردة وواقع الصراع العالمي المعاصر . 

لعبة الجيوبوليتيك لها بَيَادِقُها التي تَتقَاتَلُ من أجل حماية مصالح مُلُوكِها!

محتويات الكتاب 

وعلى ذلك ، فإنّ هذا الكتاب يحتوي على : مقدمة ؛ وفصلين اثنين ؛ وخاتمة . يتمحور الفصل الأول ( وقوامه مبحثان ) حول :  ” الجيوبوليتيك ” بصفته عِلماً ” من عمر المجتمع البشريّ ” ؛ ومبحثه الأول ، يرصد ، وعلى نحو رئيسيّ : ” ولادة الجيوبوليتيك من رحم الجغرافيا السياسية ” ، ويتتبّع أثر الجيوبوليتيك عبر التاريخ وحتى نهاية الحرب الباردة ” ؛ ويقوم بتعريف ” المدارس الجيوبوليتيكية المعاصِرة ” ؛ ومبحثه الثاني يستعرض  ، وعلى نحو رئيسي أيضاً : ” نظريّات الجيوبوليتيك التوسُّعيّة ” ( البحريّة والجويّة والبرّيّة )  ، والفصل الثاني ( وفي مبحثين ) يُقدِّم : ” التجربتان الروسية والأميركية ” اللتان ” تكشفان مستقبل الجيوبوليتيك ” . ومبحثه الأول ، يُعاين ” الإنتشار الجيوبوليتيكي الروسي والأميركي ” ( أي ” نفوذ الإتحاد السوفياتي / روسيا خلال الحرب الباردة وبعدها ؛ ونفوذ الولايات المتحدة الأميريكية قبل الأحادية القطبية وبعدها ” ) . ومبحثه الثاني ، تولَّى محاولة الكشف عن : ” لعبة الجيوبوليتيك المعاصرة ” . 

هذا الكتاب يُعَرِّف بنشأة الجيوبوليتيك وأُسُسُهِ ومبادئه وأبرز مدارسه المعاصرة 

عِلمٌ تُحرِّكه دوافع السَّيطرة ! 

ومما تنصُّ عليه المقدِّمة ، نقتطف التوضيحات التالية : 

” وقد أثبت الجيوبوليتيك قدرته على التأثير في صياغة السياسات الخارجية للدول ، وأداء دور كبير في قيادة القوى الطامحة لنفوذٍ عالميّ نحو ما يخوّلها أن تأخذ مكانتها المتحكِّمة في مختلف الملفات والأزمات وفق ما يتناسب مع مصالحها . ويُعرَفُ عن هذا العِلم أنّه ديناميكيّ ومتحرّك ، لا يقوم على أُسُسٍ جامدة ، بل على أفكارٍ ليِّنة تتحرك بتغيُّر معطيات القوّة وأساليبها ومقوماتها . وهذا ما يفسّر تنوُّع واختلاف النظريات التي ترسُم خارطة طريقٍ لإيصال القوى نحو السِّيادة المطلقة . لذلك تتنوع نظريات الجيوبوليتيك وفق أفكار أصحابها وعوامل القوَّة التي يرتكزون عليها في تبرير تثبيت السّيطرة ؛ إلاّ أنّه باستطاعة المُراقب أن يُصنِّفها بالمجمل وفق ثلاث خانات : ألبرّ ، ألبحر ، والجوّ . 

أوراسيا والجيوبوليتيكيون الجدد 

” … وكانت ” رُقعةُ الصِّراع ” الأساسية بين الدول الكبرى ، والمنطقة الأكثر تنازعاً عليها منذ نهاية الحرب العالمية الثانية هي أوراسيا ( المنطقة الجغرافية التي تضمّ – وفي الإطار الجيوبوليتيكي – قارتَي آسيا وأوروبا ) ، والتي تُعدّ نُواة نظريّة ” قلب العالم ” . ( وهي النظريّة التي انطلاقاً منها يمكن تأطير الصراع العالمي بين القوى الكبرى على السِّيادة المطلقة ) . 

يوضح الكتاب أبرز الفروقات بين الجيوبوليتيك والجغرافيا السياسية 

” أمّا سِباق الهيمنة العالمية المعاصر فيتمثّل في سعي ” ملوك اللعبة الجيوبوليتيكية الجُدُد ” ، وعلى رأسهم روسيا والصين ، لإطاحة ” ملك اللعبة الحالي ” ، الولايات المتحدة الأميريكية ” . 

ملوك وبيادِق 

و” يشير مسار العلاقات الدولية إلى أنّ الصراع الدولي كان ولا يزال يتمحور حول مناطق تتمتّع بأهمّيّةٍ جيوبوليتيكية كبيرة ( رُقعة الصراع ) ، ويدور بين مجموعة من القوى أو ألدول ( ألملوك ) ، وتُستَخدم فيه مجموعة واسعة من الأدوات ( ألبيادِق) . وقد بقي معظم هذه الأدوات فعَّالاً في الصراع الجيوبوليتيكي المعاصر ، في حين ظهرت أدواتُ ومقوّماتُ قوّةٍ جديدة في ظِلّ  التطوّر التكنولوجي الذي طال المجالات كافة . ” . 

يعالج الكاتب أبرز المتغيِّرات التي طرأت على رُقعة ولاعِبي وأدوات الجيوبوليتيك

 ف” في ” لعبة الجيوبوليتيك ” ، وكغيرها من ألعاب الاستراتيجيا والسيطرة ، لا بدّ من وجود ملوكٍ تقودها أهواؤها ومصالحها تُدير اللعبة مِن بعيد ، وتتصارع في ما بينها على ” رُقعةِ صراعٍ ” أساسية ، وضمن الأخيرة تتقاتل ” بيادِقُ ” تتقدَّمُ حيناً وتتقهقر أحياناً ، والهدف … حماية مصالح ملوكها! ” . 

السابق
«حزب الله» يَستميل مُزارعي التبغ جنوباً..والإضرابات تَشل المؤسسات بقاعاً!
التالي
«حزب الله» يتهم السعودية بافتعال المشاكل مع لبنان.. وهذه مطالبه!