اما في البقاع فلا صوت يعلو فوق صوت الجوع والصقيع والفقر، حيث لا غاز ولا مازوت والناس “يأكلون بعضهم” فيما الدولة تتفرج و”الثنائي” ولا سيما “حزب الله” يبتز الناس على ابواب الشتاء ليستثمر في الحاجة الى المازوت انتخابياً.
تظاهرة لحراك النبطية
وبدعوة من مجموعات الثورة في النبطية، جال العشرات، في شوارع المدينة منددين بسياسة التجويع و التفقير و إذلال الناس التي امتهنتها الحكومات المتعاقبة متمثلة بأحزاب السلطة.
حيث رفع المشاركون يافطات تنتقد السلطة و الأحزاب دون استثناء و علت أصواتهم تردد شعار ” كلُّن يعني كلُّن ” و بحسب أحد المشاركين، المقصود بهذا الشعار هما الثنائي الشيعي لأنهما المهيمنان على المناطق الجنوبية و من ضمنها مدينة النبطية “.
و قال أحد منسِّقي المسيرة لموقع تيروس: ” قالها لنا شهيدنا سمير قصير مرَّةً، عودوا الى الشارع تعودون الى الوضوح، و اليوم من النبطية و غداً الى كل الوطن، سنعود إلى الشارع لنسترد الدولة و مؤسساتها من سيطرة الأحزاب، التي تسجل الفشل تلوى الفشل في مساعدة المواطنين، حتى بعد الثورة، سرقوا الأدوية و احتكروها، هرَّبوا المحروقات و باعونا إياها بالسوق السوداء، هؤلاء اعداء الوطن و نحن أبنائه، لذا سنواجههم بكل ما أوتينا من قوة “.
الكورونا يستفحل جنوباً
فيروسياً، عاد كورونا بقوة، ومع عدم وجود اهتمام رسمي في مواجهته، استشرس في الجنوب، فقتل منذ فترة زوجين في يوم واحد في منطقة المساكن الشعبية شرق صور، و أودى منذ يومين بحياة فتاة لا تتجاوز ال 15 عاماً في بلدة برج قلاويه في قضاء صور ايضاً، أما في قضاء النبطية و بالتحديد في بلدة بنعفول، تمَّ سجل 40 إصابة في مدة أسبوع.
إقرأ أيضاً: «حزب الله» يَتحرك إنتخابياً جنوباً وبقاعاً..شعارات ضد الفساد وإبتزاز بالمازوت!
و قال أحد أعضاء المجلس البلدي في البلدة: إنَّ بلدتنا تعتبر صغيرة من حيث المساحة و عدد السكان لذلك فالأربعين إصابة تعتبر نسبة عالية جدا ، و قد اتخدنا كمجلس بلدي، سلسلة إجراءات مشددة بما في ذلك إغلاق المدرسة الرسمية بعد ظهور عدة حالات عند الطاقم التعليمي “.
البقاع
و لا يكفي المواطن أن سعر قارورة الغاز تجاوز ال ٢٣٥٠٠٠ ليرة، لل ١٠ كيلو حتى أقفلت مراكز تعبئة الغاز في البقاع بحجة ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق السوداء الى حدود ال٢٢ الف ليرة، نتيجة لانعكاس قرار السعودية والبحرين والكويت سحب سفرائها من لبنان. على الاوضاع المالية والاقتصادية.
وبفعل هذا الارتفاع، أقفلت مراكز تعبئة الغاز أبوابها ، معلنة عدم تسليم الغاز للمواطنين، بسبب انخفاض أسعارها بالليرة. بإعتبار أن وزارة الاقتصاد ما زالت تسعّر القارورة بالليرة وفق سعر صرف 20800 ليرة، ليصل سعرها رسمياً إلى 234300 ليرة.
استهلاك الغاز تراجع مع ارتفاع الأسعار لكنه يستعمل بكثرة للتدفئة في المناطق البقاعية الجبلية الباردة
برر أصحاب مراكز تعبئة الغاز انهم اقفلوا مراكزهم الي حين ان يعرفوا على أي سعر سيستقر الدولار. وما إذا استمر الارتفاع، سيستمر الإقفال، حتى تصدر وزارة الطاقة جدولاً جديداً للأسعار.
هذا الاقفال احدث ارباك لدى البقاعين وعطل أشغالهم، لان الغاز يعتبر المادة الثانية بعد المازوت والحطب يستعمل للتدفئة من البرد. وأملوا أن لا يستمر الاقفال اكثر من ذلك.
وأكد صاحب مركز لتعبئة الغاز ل”لمناشير” أن نسبة استهلاك الغاز في العموم تراجعت مع ارتفاع الأسعار، الا أنها ارتفعت في المناطق البقاعية الجبلية التي تشهد تدني بدرجات الحرارة ولكونها تستعمل حالياً للتدفئة بديلاً عن المازوت. واعرب المواطنين عن استيائهم من الألية المتبعة من قبل وزارة الطاقة، ليسأل بعضهم طالما الحكومة ووزارة الطاقة غير قادرة على ضبط سعر الصرف لا يمكن اعتماد هذه الالية في تحديد اسعار المحروقات.
