لا كتاب في بيروت.. للسنة الثالثة!

قبل نصف قرن قالت الشاعرة الكبيرة غادة السمان “لا بحر في بيروت”، وبعد مرور نصف قرن يؤسفنا ويحزننا أن نقول، لا كتاب في بيروت، فهل تقبل العين أو القلب مشهد بيروت “الأمّية” ؟ بيروت مهد الحرف وأم الشرائع وسيدة الورق المطبوع ،الورق الشهي الذي يحمل حروف الكلمات، الكلمات المعجونة برحيق الزمن؟
ففي السنة الثالثة على حلول المأساة والملهاة في عاصمة الثقافة العرببة، عاصمة الكتاب، بيروت الكتاب الممتد على ساحل أناقتها، تمد السنة الجديدة حضورها في بيروت،خالية الوفاص، فارغة من مخزونها الثقافي الهائل!

اقرأ أيضاً: بالفيديو.. الشاعر اللبناني «الاسترالي» شوقي مسلماني لـ «جنوبية»: لن أضع قناعا ثقاقيا على هجرتي الطويلة!

للسنة الثالثة على التوالي بيروت بلا معرض للكتاب. لا معرض للكتاب هذا العام في بيروت، كما تعودنا وكما تعودت الثقافة المحلية والعربية والعالمية، على اقامة معرض الكتاب السنوي في وسط العاصمة.
تمضي المناسبة بصمت ، لا أحد أحد يذكرها أو يتذكرها، مناسبة تعبر بلا كلمة او اعتذار أو تمنّ من المشرفين على الَمعرض، المعرض الذي تجاوز الدهر بحضوره!

معرض الكتاب في بيروت


فهل ننتظر المعجزة لحلول الأمل الثقافي، المتمثل بحضور معرض الكتاب في العاصمة الثقافية الأولى في الوطن العربي الكبير؟ علّ رياح السنة القادمة تكون مؤاتية، وتعوض للمدينة وثقافتها ما فاتها من تغذية الروح والعقل!
ماكان يُصاحب المعرض أو يسبق افتتاحه بوقت قصير من اصدارات ادبية مختلفة، إعلان يُمهّد لصاحب الإصدار بيع اعداد من نسخات الكتاب يوم حفل التوقيع، الذي درجت معارض الكتب السابقة على التسويق له من ضمن نشاطاتها المرافقة لأيام المعرض. هذه الظاهرة نفتقدها اليوم، وتُراكم السواد المدلهم العابق، الكاتم أنفاس المدينة وأهلها وزوارها.
تمضي المناسبة وتعبر عبور الكرام، بلا أسف او تأبين أو تبجيل، أو لقاء لأهل العلم والادب والثقافة والرأي يُشرعون نوافذ أغرقتها عتمة الفقر واليأس والقنوط وكفرِ الناس بحياتهم المضرجة بدم العوز والفاقة، منها يخرج بصيصُ ضوء، بارقة أمل تُبقي من هم على الحافة ثابتي الأقدام، قبل أن تخذلهم قواهم، ويكتمل الإنهيار المدوي الذي نخشى ساعته.
لا معرض للكتاب في بيروت هذه السنة أيضاً، لا حضور للزمن المكتوب على أجنحة المدينة، ولا حضور للزوار الكبار، أركان الشعر والادب والثقافة العربية والعالمية، والسبب أن البلاد، بلاد الأرز تتخبط في محنة سياسية وتواجه عاصفة اقتصادية مالية، وتقع في العجز الكلي الذي يحولها الى خيمة بلا وتد.

الكاتبة نرمين الخنسا


الكاتبة نرمين الخنسا ، عضو الهيئة الادارية في النادي الثقافي العربي الذي ينظم معرض الكتاب الدولي في بيروت، ومنذ اكثر من نصف قرن، لم ينقطع عن تنظيم المعرض وبدون انقطاع، تقول الخنسا ل”جنوبية”: انها السنة الثالثة على التوالي تحول الظروف، وتمنعنا من ممارسة نشاطنا الثقافي، ولعبت كورونا والازمة الاقتصادية واحداث ١٧ تشرين دورا اساسيا في تغييب معرض الكتاب”.
تحزن الخنسا لحال الكتاب اليوم وما آلت اليه الحياة العامة التي قتلت العلاقة بين القاريء والكتاب.

الكاتب والناشر سليمان بختي


بدوره الكاتب والناشر سليمان بختي مدير دار نلسن للنشر، يأسف ويتأسف على حال الكتاب اليوم، ويعتبر عبر “جنوبية” ان “غياب معرض الكتاب عن عاصمة الكتاب بمثابة ضربة قاضية للعاصمة”.

السابق
خاص «جنوبية»: هل يساعد بوتين التحقيق بتفجير المرفأ؟
التالي
خاص «جنوبية»: وكلاء جعجع يستبقون الجلسة بمذكرة.. ومحامون يطلبون ردّ عقيقي!