يخفت صوت الثوار في السنوية الثانية على ثورة 17 تشرين في الساحات الا انه لا يزال يصدح في نفوسهم ونفوس الأحرار في بلدٍ يسعى مواطنوه للتخلّص من الطبقة السياسية الفاسدة التي عاثت بلبنان نهباً وسرقة وأوصلته الى الإنهيار المدوي.
وفيما تُراجع المجموعات الثورية أدائها خلال السنوات الماضية، يرى المنسق العام لـ”جنوبيون مستقلون” محمود شعيب في حديث لموقع “جنوبية” ان “الثورة لم تفشل في تحقيق اهدافها بل نجحت بشكل كبير، فبالعودة الى الشعار الأساسي وهو “كلن يعني كلن”، فنحن استطعنا كشفهم جميعاً امام جمهورهم بالدرجة الأولى، والمجتمع الدولي، واستطعنا قطع المساعدات التي كانوا يقومون بسرقتها باسم الشعب اللبناني ، وبالتالي الهدف الأساسي كان اسقاطهم معنوياً وسقطوا”!
الهدف الأساسي كان اسقاطهم معنوياً وسقطوا
وتابع: “امّا اسقاطهم بالشارع، فهم بالدرجة الاولى عبارة عن شركات لا احزاب ، والشركات التي يكون لديها موظفين، فمن الطبيعي طالما ان ميزانيتها العامة مؤمنة ستستمر، ولكن الضربة القاضية تكون بانتخابات نيابية شفافة ، فيها توازن قوى وهنا سيكون للشارع كلام آخر”، لافتاً الى ان “العمل الثوري هو عمل تراكمي، وهي ثورة وعي وثورة سليمة”.
ورداً على من يتهم الثورة بالنهيار الحاصل، اعتبر شعيب ان “الثورة كشفت الطبقة السياسية الحاكمة ، والثورة لم تُعجّل الإنهيار الواقع اصلاً منذ العام 2011، فبكذبهم وفسادهم كانوا يقومون بتغطية هذا الإنهيار، حيناً بأموال المودعين وحيناً بالمساعدات والمشاريع والهبات وسد بسري، و 11 مليار لسيدر، وكل هذه الأمور كشفتهم امام المجتمع اللبناني والدولي. من هنا نقول اننا انتصرنا عليهم وكشفناهم”.
وعن نبض الشارع في سنوية الثورة، قال شعيب: “نتحضر عبر اجتماعات ودية للقيام بتحركات رمزية في المناطق، نتيجة الظروف الأمنية والإقتصادية ، فنحن ايضاً تعبنا واستنزفنا”.
الانتخابات النيابية
وعن الاستحقاق النيابي والتنسيق بين المجموعات يعتبر شعيب ان “المجموعات المستقلة فرزت نفسها بشكل جديّ، وعرفت الفرق ما بين الانتماء الى الثورة والانتماء الى السلطة ، وفي الجنوب، للأسف وجدنا مجموعات تتلطّى خلف الثورة ولكنها فعلياً هي وديعة احزاب، وهؤلاء مستثنون من الاجتماعات والتنسيقات”.
اضاف: “نحن كمجوعة “جنوبيون مستقلون”، لا أؤمن بكل هذه الأحزاب ولا أؤمن بالتحالف مع مثل هذه المجموعات ، فمجموعات الجنوب كلها ضمن خانة السلطة باستثناء “جنوبيون مستقلون” و “نبض الجنوب””.
اذا حصلت الانتخابات في الجنوب بشفافية وتحت رقابة وادارة من منظمات مستقلة دولية فهناك تغيير كبير قادم
وعن اي تحالف مع مجموعات اخرى يقول: “من جرب المجرب كان عقلو مخرب، جربناهم في 2018، وفي الانتخابات الفرعية في صور، ورأينا كيف تم بيع المقعد لحزب الله في الوقت الذي كان بامكاننا النجاح بنسة 95 % بما فيها قواعد حركة أمل كانت ستدلي بأصواتها لنا”.
نبض الجنوب
وعن نبض الشارع جنوباً، قال: “انا عبر حسابي على فايسبوك اكتب بحرية ولديّ مكتب في قلب النبطية واتجول براحة كبيرة ، فهم تأكدوا مليار بالمئة اننا على حق ونحن نريد دولة وهم العصابات ، ونحن استطعنا في هذه الفترة تكوين نوع من الرأي العام وبتنا قادرين على المحاججة بالدليل القاطع، مثلاً قالوا يريدون استقدام المازوت الإيراني قلنا اهلاً وسهلاً، دخل 20 صهريجاً لم يبق صورة الا وانتشرت، قلنا تعالوا بصورة للناقلة وهي تصدر وتمشي لا يوجد، فقلنا هذا مازوت سوري، والنقلة الثانية ستكون مازوت لبناني”.
وختم: “نحن نحاول ان نقوم بتوعية الناس حتى ولو لم يكن لدينا تمويل كالأحزاب، واعتقد انه اذا حصلت الانتخابات وفي الجنوب بشفافية وتحت رقابة وادارة من منظمات مستقلة دولية، فهناك تغيير كبير قادم، وأنا متفائل كثيراً ان حصلت الإنتخابات تحت هذه الشروط”.