النوم له فوائد عديدة على صحتنا، لذا فإن قلّة النوم أو الأرق يؤثران أيضاً على صحتنا، وتشعر بذلك خاصةً عند إصابتك بالأرق لعدة ليالي متتالية، فأنت لا تستطيع التركيز، وتشعر بالتعب والنعاس طوال الوقت، ولا تنجح حتى القهوة في إنعاشك، ومع إستمرار فترة الحرمان من النوم لمدة أطول، تزداد المشاكل الصحية التي تكون معرضاً للإصابة بها.
والحرمان من النوم قد يكون له تأثير مدمر على جسمك، فهو يؤثر على كفاءة أجهزة الجسم، ويقلل من قدرتها على أداء وظائفها، ما يجعلك عرضة للإصابة بالأمراض المختلفة.
لذا نحتاج الى 8 ساعات من النوم يومياً لإصلاح الضرر جرّاء السهر، لأن السهر هو بمثابة خلل دماغي طفيف.
اقرأ أيضاً: التأخر عن النوم.. هذه هي الأضرار وطرق الحل!
وإليكم تأثير قلّة النوم على أجهزة جسمك بالتفصيل
1- تأثير قلّة النوم على الجهاز العصبي المركزي
الجهاز العصبي المركزي هو شبكة إتصالات وتبادل المعلومات الرئيسية للجسم، والحرمان من النوم يؤثر بشكل كبير على كفاءته، ويعطل قدرته على الاتصال.
فأثناء النوم تتشكل مسارات الخلايا العصبية في الدماغ التي تساعدك على تذكر المعلومات الجديدة التي تعلمتها، والأرق هنا يعطلها عن أداء مهامها، كما أن الإشارات بين الخلايا قد تتأخر، ما يؤثر على إستجابتك لما يحدث حولك، ويعرضك للحوادث.
كما تؤثر قلة النوم على قدراتك العقلية، وحالتك العاطفية، وتجعلك عرضة للتقلبات المزاجية، وتؤثر على قدراتك على صنع القرار، وعلى الإبداع.
ولو استمر الحرمان من النوم لفترة طويلة، قد تبدأ في الهلوسة، ورؤية وسماع أشياء ليست حقيقية، أما إذا كنت مصاب بالإكتئاب الهوسي، فإن حالتك ستتدهور، وهناك مخاطر نفسية أخرى مثل:
- السلوك المندفع المتهور.
- الإكتئاب.
- البارانويا.
- أفكار إنتحارية.
إذ لا يستطيع جسمك تحمل قلة النوم أكثر من ذلك، فتسقط في غفوة نوم قصيرة، قد تتسبب في حدوث حادثة تصادم إذا حدثت لك وأنت تقود سيارتك.
2- تأثير قلّة النوم على جهاز المناعة
ينتج جهازك المناعي بروتينات ومواد مثل “سيتوكين Cytokine” تقوم بمحاربة البكتيريا، والفيروسات التي تغزو جسمك، لتحميك من الأمراض، ومع قلّة النوم تتأثر قدرة جهازك العصبي على إنتاج هذه البروتينات، ما يجعلك عرضة للإصابة بالأمراض، وإذا كنت مريضاً ستستغرق فترة أطول للعلاج، وبمرور الوقت تكون معرض للإصابة بالأمراض المزمنة، كمرض السكري، وأمراض القلب.
3- تأثير قلّة النوم على الجهاز التنفسي
يؤثر كل من الجهاز التنفسي والنوم في الآخر، فاضطراب التنفس الليلي الذي يطلق عليه توقف التنفس أثناء النوم يؤدي إلى الأرق، والأرق يجعلك عرضة أكثر للإلتهابات الجهاز التنفسي، كالبرد والإنفلونزا، ويزيد من سوء الأمراض التنفسية، كمرض الرئة المزمن إذا كنت مصابة بها.
4- تأثير قلّة النوم على الجهاز الهضمي
قلّة النوم تزيد من خطر الإصابة بالسمنة، وذلك لأن النوم يؤثر على إثنين من الهرمونات هما اللبتين وغريلين، وهما الهرمونات التي تتحكم في مشاعر الجوع والإمتلاء،حيث أن الدماغ يقلل من هرمون اللبتين ويزيد من هرمون الغريلين، وهو هرمون فاتح الشهية.
والحرمان من النوم يؤدي لإفراز مستويات أعلى من الإنسولين بعد تناول الطعام، مما يزيد من تخزين الدهون في الجسم، ويعرضك لخطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني.
5- تأثير قلّة النوم على الغدد الصماء
إنتاج الهرمونات يعتمد على نومك، فإنتاج هرمون التستوستيرون، الذي يحتاج لنوم 3 ساعات متواصلة بدون إنقطاع، كما أنه يؤثر أيضاً على إنتاج هرمون النمو، وخاصةً لدى الأطفال و المراهقين، وهذه الهرمونات هي التي تساعد على بناء العضلات، وإصلاح الخلايا والأنسجة.
6- تأثير قلّة النوم على الرغبة الجنسية
قلّة النوم والتوتر الناتج عنه يؤدي لفقدان الرغبة الجنسية، وعدم القدرة على ممارسة العلاقة الزوجية، بالإضافة إلى نقص هرمون التستوستيرون، الذي سبق وأوضحنا أن إنتاجه يحتاج للنوم، فنقص هذا الهرمون يؤدي لعديد من المشاكل، وخاصةً للرجال، فقد يسبب ضعف الإنتصاب وربما العقم.
7- تأثير قلّة النوم على الجلد
قد تعاني من شحوب الجلد وانتفاخ العينين، بعد عدة أيام من الأرق، كما أن الحرمان من النوم سيؤدي لظهور التجاعيد، والهالات السوداء، لأن قلّة النوم تؤدي إلى زيادة إنتاج هرمون التوتر والإجهاد الكورتيزول، الذي يكسر في الكولاجين المسؤول عن الحفاظ على نضارة البشرة وشبابها.
