«تقدّم إسرائيل في المنطقة يُساهم بتقدّم إيران».. علي الأمين: المعركة في مكانٍ آخر!

علي الامين

مع الحديث عن خفض التصعيد في المنطقة وتقاطع المصالح الإسرائيلية -الإيرانية، رأى رئيس تحرير موقع جنوبية الصحافي علي الأمين انه “يمكن لأي مراقب عادي، ينظر إلى واقع المنطقة العربية، وواقع منطقة الشرق الأوسط، على وجه العموم، ان يلاحظ هذا التقدم الإسرائيلي، والتقدّم الإيراني، في الوقت الذي تبدو إيران وكأنها، على الأقل، في الشعارات، أنها تُواجه إسرائيل”، لافتاً الى ان “تقدُّم إسرائيل في المنطقة العربية، يُساهم في تقدُّم إيران”، متطرقاً الى موضوع الغاز المستقدم الى لبنان، معتبراً ان “تحريكه جاء ليعكس هذا المناخ التهدوي”، ولكنه اكد اننا “سنشهد في المرحلة المقبلة مزيداً من الحراك الشعبي الذي سيأخذ أشكالاً متعددة، فقدر التغيير، هو قدر وإرادة الشعوب، قبل أي أشياء أخرى”.

وفي التفاصيل، قال الأمين في مداخلة، تمثلت بحوار أُجري معه عبر الهاتف، على أثير “راديو الكل”، تعليقاً على التهدئة في المنطقة التي تتحدث عنها أوساط أميركيةوعما ان كان هناك نقطة تقاطع بين إيران وإسرائيل: “بطبيعة الحال، هذا أمر ليس جديداً، والحديث عن تقاطع المصالح الإيرانية – الإسرائيلية، أمر يمكن لأي مراقب عادي، ينظر إلى واقع المنطقة العربية، وواقع منطقة الشرق الأوسط، على وجه العموم، يلاحظ هذا التقدم الإسرائيلي، والتقدّم الإيراني، في الوقت الذي تبدو إيران وكأنها، على الأقل، في الشعارات، أنها تُواجه إسرائيل. ورفعت شعارات: “طريق القدس”، وما إلى ذلك. لكن، نحن نلاحظ أن إسرائيل تتقدم، وإيران تتقدم. بالتالي، المعركة في مكان آخر”.

إقرأ أيضاً: علي الأمين: مسار حزب الله باستضعاف لبنان مستمر.. والرهان على الانتخابات القادمة!

أضاف: “إذاً ليست المعركة في ما بينهما. وبالتالي، واضح أن الطرفان استفادا من بعضهما البعض، سواء كانت إيران، التي استخدمت شعار “فلسطين” و”القدس”، و”المقاومة” وما إلى ذلك، وخاضت كل مواجهاتها عبر أذرعها في المنطقة العربية، سواء في سوريا أو العراق أو اليمن، وصولاً إلى لبنان. الهدف الأساسي، هو تأمين النفوذ وترسيخه في هذه الدول والمناطق؛ في المقابل، إسرائيل أيضاً استثمرت الهجوم الإيراني على المنطقة العربية، بأنها اقتحمت أكثر من موقع بعنوان: “التطبيع”، بعنوان: “العلاقات الديبلوماسية”… وحققت إسرائيل، خلال العشر سنوات الأخيرة، تقدّماً نوعياً على مستوى فتح العلاقات مع العديد من الدول العربية. وبالتالي، من هذا المنطلق، أيُّ مراقب عادي يمكن يلاحظ ويرى، بشكل واضح وحقيقي، أنَّ هناك تقاطع مصالح: تقدُّم إيران في المنطقة العربية، يُساهم بتقدُّم إسرائيل في المنطقة العربية، والعكس صحيح”.

وتابع: “تقدُّم إسرائيل في المنطقة العربية، يُساهم في تقدُّم إيران، وبالتالي، الثّمن تدفعه الدول العربية والمجتمعات العربية. وهذا، أيضاً ما هو واضح وصريح: من خلال الدمار الذي حصل، أو الذي طال هذه الدول، من العراق إلى اليمن إلى سوريا إلى لبنان، والتي أصبحت أشلاء دول، أكثر مما يمكن أن نسمّيه دولاً فعلية وحقيقية”.

سياسة التهدئة تحاول أن ترسّخ إلى حدّ كبير موازين القوى التي تحققت حتى الآن

وعما ان كانت الحلقة الأضعف، ضمن التهدئة أو خفض التصعيد الأميركي، هي شعوب المنطقة والمستفيد إسرائيل وعلى سبيل المثال، من خلال مشروع الغاز الذي تضخّه في خط الغاز المصري العابر إلى لبنان، قال الأمين: “أكيد، أنا لا أخالفك الرأي في ما يتصل بأن سياسة التهدئة، تحاول أن ترسّخ إلى حدّ كبير، موازين القوى التي تحققت، حتى الآن، والتي تُحقِّق لإسرائيل أرجحية، ولإيران أرجحية، بطبيعة الحال، فضلاً عن النفوذ الروسي والسيطرة الأميركية والدور الأميركي المحوري في المنطقة بالتأكيد. وأيضاً مسألة الغاز، وما إلى ذلك، لندعنا نقُل، إن موضوع الغاز، تحريكه جاء ليعكس هذا المناخ التهدوي، ويلبّي المصالح الدولية. لكن هو، في الأساس، بطبيعة الحال، يجب أن ننتبه إلى أنه مشروع قديم، وليس مشروعاً جديداً. وهو بُدء فيه من أوخر التسعينيات وبداية الألفين، ووُقِّعت اتفاقيات خاصة بين مصر والأردن وسوريا ولبنان”.

ولفت الى ان هذا “المشروع أُعيد بناؤه، لأنه يلبّي حاجات ملحّة، خاصة على المستوى اللبناني، ويلبّي في نفس الوقت مطالب، أو بمعنى نظام المصالح الدولية، بطبيعة الحال. بالتالي، النقطة المحورية هي: إنه أكيد هناك استغلال لما هو قائم من قوى، ومحاولة إسقاطها على الواقع الميداني والسياسي، لكن، هذا لا يقلّل من شأن أن التحديات المطروحة، اليوم، بأنه، منذ “الربيع العربي”، حتى اليوم، كان هناك طموح وأمل بأن يحصل تغيير حقيقيّ على مستوى أنظمة الدول، وعلى مستوى تعزيز مناخات الحرية والديموقراطية. وهناك خيبة أمل، لا شك، تعرضت لها هذه الشعوب على مستوى المنطقة العربية، لكن، ذلك، برأيي، لا يقلّلُ من شأن التحديات التي، أعتقد، حتى الآن، أن الآفاق التي يطرحها النظام الإقليمي، أو النظام الدولي الحالي، على مستوى هذه الدول، هو لا يلبّي الحدّ الأدنى من احتياجات هذه المجتمعات، وبالتالي، ليس هناك إغراء حقيقيّ للشعوب، بأنه توجد إمكانية لأن تنتقل إلى مرحلة فيها استقرار، وفيها حدّ أدنى من العيش الكريم”.

هناك خيبة أمل تعرضت لها هذه الشعوب على مستوى المنطقة العربية

وشدد على ان “هذا الأمر لا يبدو قائماً، لا نراه في لبنان، ولا نراه في سوريا، ولا حتى نراه في العراق. الفساد مستشرٍ، النهب مستشرٍ، لا سياسات تنموية حقيقية… كل ذلك يعني أن الحد الأدنى المطلوب من الأنظمة والدول، أن تقوم به لا تستطيع أن تقوم به، وبالتالي، برأيي، أن هذا يفرض، مجدداً، على الشعوب العربية، على مختلف التيارات، السياسية الداعية إلى التغيير، أن تفرض مساراً جديداً على مستوى إعادة الأمور إلى نصابها، أو تغيير الواقع القائم”.

وتابع: “سنشهد في المرحلة المقبلة مزيداً من الحراك الشعبي الذي سيأخذ أشكالاً متعددة؛ ولكن هذا يفرض، أيضاً، مسؤوليات على النُّخب التغييرية، والنُّخب السياسية، التي يُؤمل أن تتقدم أكثر فأكثر، لتكون على مستوى قيادة، يعني تحويل الأمل لدى الشعوب إلى مشروع سياسي، لا بد من أنه سيأتي، سيأتي في الغد، أو بعد سنة، أو بعد سنتين… سيأتي… لكن النُّخب السياسية مُطالبة بأن تكون على مستوى المسؤولية، وعلى مستوى التحدي، وهذا أمر، إن لم تكن هي على مستوى التحدي، فإن الأيام المقبلة والسنوات المقبلة، ستفرض مثل هذا التحوّل. وتفرض بطبيعة الحال، إعادة الصراع إلى مكانة الحقيقي، إلى: بين تيارات راغبة في الانتقال إلى دول حقيقية، ودول مدنية، ودول فيها مساواة بين المواطنين، فيها عدل وفيها حقوق لشعوبها في التغيير؛ في الحرية؛ في إحداث (إيجاد) سياسات تنمية… إلخ. هذه التحديات ستفرض نفسها مهما بلغ مستوى الاستبداد، ومهما بلغت محاولات تفتيت المجتمعات، بعناوين وشعارات مذهبية أو طائفية أو فئوية، أو ما إلى ذلك، من شعارات، أعتقد أنها فقدت الكثير من بريقها، ومن قدرتها على تحريك الشارع. وبالتالي، إن التغيير هو قدر في هذه المنطقة، وهو قادم لا محالة، وسيتحقق، ليس بالضرورة في مدى قريب، إلا إنه هذا هو المسار، والتاريخ لا يعود إلى الوراء”.

سنشهد في المرحلة المقبلة مزيداً من الحراك الشعبي الذي سيأخذ أشكالاً متعددة

وعن تبرير بعض العرب أو بعض النُّخب السياسية العربية، العلاقة مع إيران، أو الاندفاع باتجاهها، بالمصالح الاقتصادية، وما ان أصبح الأمر المعيشي مبرراً للحديث في ما كان محظوراً، ومن أوصل شعوب المنطقة إلى مثل هذه الحالة، يرى الأمين انه “لا مشكلة في أنك تتعامل مع إيران، تتعامل مع كل دول العالم، وهذا أمر طبيعي، لكن المشكلة في الرؤية، في ما هو مشروعك؟ ماذا تريد؟ إن المشكلة على مستوى المنطقة العربية هي في غياب لهذه الرؤية/ المشروع، حتى النظام الإقليمي، العربي، نظام المصالح للدول العربية، والأنظمة على وجه التحديد، مفترض أن يتبلور ذلك برؤية وبمشروع. إنه – على الأقل – هناك شيء إسمه أمن قومي عربي؛ شيء هو حماية هذه الدول؛ شيء هو حماية مصالح الأنظمة؛ حتى هذا الأمر، لا نرى هناك رؤية. الخطورة ليست بالتعامل، الخطورة إنك يجب أن تتعامل في ضمن رؤية، ضمن منطق، ضمن مسار”.

المشكلة ليست في العلاقات مع ايران بل المشكلة بغياب الرؤية والمشروع

اضاف: “الشعب الإيراني هو شعب صديق، وليس شعباً عدوّاً والعلاقة مع إيران، بطبيعة الحال، يجب أن تكون طبيعة، ولكن متوازنة، وتنظر إلى المصالح العربية بالدرجة الأولى”، معتبراً أن “المشكلة ليست في العلاقات، بل المشكلة بغياب الرؤية والمشروع. ولا شك في أن إيران وإسرائيل، والعديد من الدول الإقليمية تريد أن تُسقط أي فكرة أو أي بذور لمشروع إقليمي، لأنها هي تدرك أنها في التعامل “بالمفرّق” (مثل ما يقولون)، في التعامل مع الدول “بالمفرّق”، هي تكسبُ أكثر؛ أما لو كان وجود حدّ أدنى من التضامن بين الأنظمة العربية (حتى لا أقول: المجتمعات العربية)، فإن الأنظمة العربية طالما أن هذا التضامن وُجد فيما يتعلق بمصالحها واستمرارها وبقائها، ما أمكن لإيران أن تحقق خطوات كما تحققها اليوم. علماً، يجب أن نقول، أيضاً: هناك نقطة أساسية: إيران أينما دخلت، نلاحظ وجود خراب. لا نلاحظ مصالح إيجابية، ولا تنمية ولا أوضاع اقتصادية ومعيشية إيجابية. لا، بالعكس، نرى انهيارات، فالدول التي تسيطر عليها إيران يمكننا أن ننظر وبشكل سريع، ونرى أحوالها كيف هي”.

قدر التغيير هو قدر وإرادة الشعوب قبل أي أشياء أخرى

وعن كيفية الإمكانية في الحديث عن تهدئة، مع غياب العدالة والمحاسبة في المنطقة، لا سيما بالنسبة لبشار الأسد وما ان كان هناك من حكام عرب سيصافحونه، قال الأمين: “الحكام العرب عندما يجدون فرصة، سيصافحونه بالتأكيد. لكن يجب أن نعترف أن بشار الأسد هو، أصلاً، سقط على المستوى العالمي والدولي، وهو ما دام هناك، وجود مصالح إسرائيلية وإيرانية وروسية، هي التي تُبقيه، وليست مصالح الشعب السوري. وهذا يجعلنا نجدد الذي قلناه في البداية: إننا نحن، لا يجب أن ننتظر الدول والسياسات الدولية: لا الأميركان ولا الفرنسيون، ولا… ولا… ولا… ولا المجتمع الدولي، إنه هو سيكون أحرص على الكرامة الإنسانية أو العدالة، أو ما إلى ذلك، في منطقتنا من شعوبها”.

وختم: “قدر التغيير، هو قدر وإرادة الشعوب، قبل أي أشياء أخرى. هذه الدول – في نهاية الأمر – تتبع مصالحها. إذا اقتضت مصالحها أن تتعامل مع بشار ستتعامل معه؛ لكن الشعوب هي المعنية بأن تقول: “نعم” أو “لا” لفلان، أو لأيّ جهة لا تراها؛ أو تراها مناسبة”.

السابق
«جروبات الواتس أب» في فيلم سينمائي من بطولة روبي
التالي
كيم كارداشيان تسخر من طلاقها على شاشة التلفزيون