«كان غير شكل الزيتون» جنوباً.. الإنتاج يهبط والأسعار ترتفع!

زيت الزيتون

موسم الزيتون هذا العام في المناطق الساحلية الجنوبية، لا يشبه غيره من المواسم السابقة، لناحية عدم وفرة انتاج الزيتون، التي لم تصل الى عشرة بالمئة، في تسعين بالمئة من الكروم، ما فرض ارتفاعا اضافيا في سعر كيلو الزيتون الاخضر وصفيحة الزيت الموعودة بعد اسابيع، بعدما بدأت المعاصر تحريك حجارتها.

اقرا ايضاً: عراضات «حزب الله» المازوتية مستمرة جنوباً..وأسعار الإشتراكات تكوي جيوب البقاعيين!


لا يجد المزارعون في تلك المناطق سببا رئيسا لتراجع “الحملان”، فيستسهلون فكرة قديمة تصاحبهم منذ زمن بعيد “بأن الزيتون كل سنة شكل” وهذا ما يرفضه المختصون في الشأن الزراعي، الذين يعيدون الاسباب الى امور واسباب علمية مختلفة وظروف مناخية.
واللافت هذا العام ان غالبية المزارعين على الساحل الجنوبي، لم يقصدوا كرومهم، تمهيدا لبدء موسم القطاف، الذي ينطلق عادة في اوائل تشرين اول من كل عام، بعدما شكل لهم الموسم صدمة وذهول كبيرين، فبعدما كانوا يقطفون على سبيل المثال في الموسم السابق ٣ آلاف كيلو، لم يحصلوا هذا الموسم على خمسين من كروم مغروسة بالزيتون تزيد مساحتها على العشرين دونما.
يؤكد المزارع  محمد عز الدين ان الموسم الحالي، هو موسم غير عادي، ولم تمر مواسم مثله، وقد وصل الى حدود “المُحل”، وقال “:ان هناك اسبابا مناخية ادت الى تدني الانتاج بنسبة تفوق التسعين بالمئة، الى جانب اعتقاد سائد لدى المزارعين بان شجرة الزيتون لا تعطي كل موسم ذات الكمية”.
وأشار عز الدين ان “نسبة الزيتون المتدنية جدا على الساحل الجنوبي، ستؤدي حتما الى ارتفاع سعر الزيتون الاخضر والزيت، تماشيا مع جنون اسعار كل المواد والانتاج الزراعي”.
يعاكس المهندس الزراعي علي قاسم نظرية الكثير من المزارعين حول تراجع الانتاج هذا الموسم، ويقول ل “جنوبية” أن “شجرة الزيتون، تحتاج الى رعاية دائمة، على مدار العام ابتداء من التقليم وحراثة الارض، وصولا الى رش المبيدات الحشرية لكافة الامراض ومنها “عين الطاووس” والفطريات”.
وأضاف قاسم”: فيما يخص الموسم الحالي، وتحديدا في المناطق الساحلية، فأن السبب الرئيس في قلة الانتاج بنسبة عالية جدا، تعود الى ظروف مناخية، حدثت في شهر نيسان اثناء”تلسين” الزيتون، تمثلت بالرياح الخمسينية وارتفاع درجات الحرارة “شلهوبة”، ادت الى القضاء على زهر الزيتون، الذي سقط تباعا على الارض.
ويؤكد قاسم أن “المزارعين القليلين، الذين لجأوا الى رش اشجار الزيتون قبل هذا التاريخ، بمبيد حشري وفطري ومغذي ورقي، ان كرومهم تزهو وتكثر فيها ثمار الزيتون، كما كل المواسم السابقة وأفضل”، مضيفا “لا يجوز من المزارعين التعاطي مع شجرة الزيتون، على انها تُعطي ولا تٌعطى، فهي بحاجة عالية من الرعاية والاهتمام”.
وفي الضفة الاخرى المتعلقة بمونة المواطنين من الزيتون والزيت وكلفتها المرتفعة، بدأت تظهر الاسعار المرتفعة للزيتون الاخضر، وتفاوت سعره بين بلدة واخرى، ويبدأ سعر الكيلو من 35 الف ليرة ليتخطى الخمسين الفا، في عدد من البلدات المشهورة بالزيتون، على قاعدة ان كل شيء غالي، من الحراثة الى التقليم وحتى اجور عمال القطاف وغالبيتهم من النساء، حيث تصل اجرة العامل الى حدود المئة الف ليرة”.
وفي منطقة بنت جبيل، التي يوجد فيها كميات زيتون افضل من المنطقة الساحلية، يؤكد المزارع علي ياسين “اننا نبيع الزيتون الاخضر حاليا ب 35 الف ليرة، لكن صفيحة الزيت لم يتحدد سعرها، كون المعاصر، لم تبدأ عملها، و المزارعون لم يذهبوا الى حقولهم، ويقتصر نشاطهم على جني الزيتون الاخضر”، متوقعا ان يلامس ثمن صفيحة الزيت مئة دولار اميركي”.


 

السابق
هل يُرفع الحدّ الأدنى للأجور الى 5 ملايين؟
التالي
إيران وأذربيجان أعقد من أزمة ممرات