بالصور: «خود وأعطي».. نار الكتب المدرسية تفرض «صفقة تبادل» شعبية!

لم يكن شهر أيلول موعداً لانطلاقة مدرسية طبيعية، في ظل الظروف المعيشية التي يرزح تحتها المواطنون، فصفعة العودة الحضورية، كبّدت الأهالي ملايين يعجزون عن تأمينها، والأمر لم يقتصر على ارتفاع الأقساط وكلفة النقل والقرطاسية، بل طال لهيب نارها أسعار الكتب الخياليّة، ما زاد من الضغوط عليهم، ودفعهم للبحث عن سبل للتخفيف من تداعياتها المشؤومة.

“ما في دولار والليرة منهارة”، ومتطلبات العام الدراسي متشعّبة، بغض النظر عن اشكاليات عدّة، لكن أبرزها كان تأمين الكتب التي تحتاج إلى ميزانية “حرزانة” ،خصوصاً أنها باتت مضروبة بثماني وتسع مرات عن السنة الماضية، أما الكتب الأجنبية فهي مدعومة جزئياً والمكتبات تُسعّرها بالدولار وتتراوح بين12 و15 ألف ليرة، فيما نقابة الناشرين تعتمد نسبة 45 % من سعر الكتب، على سعر الصرف  في السوق الموازية.

اقرا ايضاً: بعدسة «جنوبية»: أسعار «الأوتوكار».. نار!

الغلاء طال الكتب، فأسعارها جنونية قياساً بالقدرة الشرائية لغالبية أهالي الطلاب، ما دفع الأهل إلى تبادل الكتب القديمة فيما بينهم، حتى أن مدارس كثيرة اعتمدت تبديل الكتب القديمة بأخرى جديدة للصفوف الأعلى، بعكس السنوات السابقة عندما كانت ترفض استخدام الكتب القديمة أو المستعملة.

لم يقتصر الأمر عند ذلك، فالمبادرات الفردية كان لها حضورها، من  منطلق “خود واعطي” للتخفيف من نار شراء الكتب، فأنشئت  مبادرات عبر مجموعات على الـ”واتسآب” و”الفايسبوك” للتشبيك بين الناس بما يشبه “بازار” لتبادل الكتب، يضع عبره جميع الأعضاء من أساتذة أو مواطنين اسم الكتاب مع دار نشره ولأيّ صفّ تابع، مع رقم هاتف للتواصل والمراجعة، فيُصار الى مبادلة كتب من حلقات تعليمية مختلفة وفق الحاجة.

تأمين الكتب يحتاج إلى ميزانية “حرزانة” بعد أن باتت مضروبة بثماني وتسع مرات عن السنة الماضية

ومن هذه المبادرات  مجموعة ” تبادل كتب مدرسية -لبنان ” على فايسبوك التي تضم المئات، التي تهدف بحسب ما أكدته إحدى المشرفات فيها سلمى يونس لـ”جنوبية”، إلى “إتاحة الفرصة للجميع في هذه المرحلة للتشبيك وعرض ما لديهم والحصول على ما يريدون من كتب لتبادلهم في ظل هذه الظروف”، مشيرة الى ان “تفاعل المنضوين في المجموعة يظهر فعالية المبادرة  للتخفيف من أعباء شراءها بأغلى الأسعار”. 

مجموعات على الـ”واتسآب” و”الفايسبوك” للتشبيك بين الناس بما يشبه “بازار” لتبادل الكتب والتخفيف من الأعباء

من جهتها،  اختارت لبنى حنيني أن تجمع المعارف من أقارب وأصدقاء في “غروب” على الواتساب  ليتبادلوا مع بعضهم الكتب، وتوسّعت لتضم غيرهم الكثيرين الذين قاموا “بعرض وشراء الكتب المستعملة  بأسعار مخفضة، أو بتبادل مجاني في حال كان الطرفين لديهم المطلوب”، مشيرة إلى أن ” الغالبية وفّرت مبلغاً بحدود مليوني ليرة لبنانية أي 70 % من فاتورة أسعار لائحة الكتب المطلوبة”.

السابق
«حزب الله» يتلاعب بعقول بيئته.. «مازوتيا»!
التالي
سمية الخشاب توجه الأهالي لعدم الاستهتار بمشكلات أبنائهم