بعدسة «جنوبية»: أسعار «الأوتوكار».. نار!

باص مدرسة
هي عودة لا تشبه سابقاتها، فـعجلات "أوتوكار" المدرسة، غير قادرة على المضي في سكة الرجوع الملغومة بعوائق حياتية، تحول دون تقدّمه بخطى ثابتة نحو لمستقبل المنشود.

يطل شهر أيلول بمصائبه على رؤوس الأهالي، كما المدارس وأساتذتها، مع بداية العام الدراسي الجديد المتخم بأزمات غير مسبوقة، خصوصاً على المدارس الخاصة، في روزنامة مدرسية سطورها مكتوبة بالمعاناة من كل حدب وصوب.

أكثر من 1600 مدرسة تضم ما يزيد عن 700 ألف طالب في مهب التحديات بين زيادة الأقساط وتحسين رواتب الأساتذة


أكثر من 1600 مدرسة تضم ما يزيد عن 700 ألف طالب، في مهب التحديات بين زيادة الأقساط وتحسين رواتب الأساتذة، أما الأهل فحائرون عن مخرج لتأمين الكتب والقرطاسية والزي المدرسي، لتأتي ضربة أسعار النقل وارتفاع أسعار المحروقات قاضية للطرفين، مع ارتفاع سعر صفيحة البنزين التي ستلامس الـ300 ألف ليرة عند رفع الدعم .

اقرا ايضا: مصير العام الدراسي بيده.. من هو عباس الحلبي وزير التربية الجديد؟


“ميزانية” منفصلة يحتاجها بدل النقل في باصات المدارس ،فالصعوبة في بدء العام الدراسي حضورياً تكمن في الوصول إلى المدرسة فالكلفة تبلغ كحد وسطي حالياً 400 ألف ليرة شهرياً أي ما يوازي قرابة 4 ملايين ليرة سنوياً، بحسب بعض اللوائح التي حصل عليها الاهل من المدارس، فيما يتراوح في بعضها ما بين 6 و 8 ملايين ليرة بحسب المنطقة و المسافة، بعد تحديد التسعيرة مع صاحب الباص، واحتساب الكلفة العامة من بنزين ومازوت وصيانة.

الصعوبة في بدء العام الدراسي حضورياً تكمن في الوصول إلى المدرسة فالكلفة تبلغ كحد وسطي حالياً 400 ألف ليرة شهرياً أي ما يوازي قرابة 4 ملايين ليرة سنوياً


وفيما اختار بعض الأهل الاستغناء عن تسجيل اولادهم في الباصات، عبر اصطحابهم مشياً او بالسيارة الخاصة في حال توفر البنزين، بانتظار بلورة الأمور، كما أن المدارس اتخذت احتياطاتها في الموضوع، و في هذا الإطار، أوضح رئيس لجنة الأهل في مدرسة الايمان في طرابلس عمار أسوم لـ”جنوبية” أن “مشكلة المحروقات تطال الجميع، في ظل صعوبة تأمينها بين الوقوف بالطوابير أو شراءها من والسوق السوداء، فالكلفة عالية نسبة إلى الرواتب ، ومرجحة للازدياد في حال تم رفع الدعم”.

اختار بعض الأهل الاستغناء عن تسجيل اولادهم في الباصات عبر اصطحابهم مشياً او بالسيارة الخاصة في حال توفر البنزين بانتظار بلورة الأمور


ولفت إلى “أن المشكلة سيعاني منها التلامذة إن كانوا يأتون بسيارات اهلهم أو بباصات خاصة أو بتلك التابعة للمدرسة”، وقال:”الباصات الخاصة في المدرسة ليست ملكاً لها ونقل الطلاب ملزّم لطرف ثالث لديه باصات وسائقين و يؤمن حاجاته من المازوت إن لم يزداد الوضع سوءاً، ومصاريف النقل مقبولة بالنسبة لكلفة المحروقات ووضع البلد، وتم تحديدها بـ 200 ألف للمناطق القريبة و 250 للمناطق المتوسطة جغرافياً و 300 للأبعد، أي بمعدل ما بين 10 و15 ألف يومياً”.

أضاف:” كلجنة أهل نقف بين سندان ومطرقة، فمن ناحية يهمنا ألا يتكبد الأهل مصاريف اضافية كبيرة سواء بالأقساط وأو المتطلبات الأخرى كالنقل، نعمل للتنسيق مع المدرسة وكادرها التعليمي لأن عدم قدرتها على تأمين مداخيلها التشغيلية، سيؤدي إلى ضغوط ما سينعكس سلباً على أداء المنظومة وعلى المردود التعليمي للتلامذة”، متمنياً ونتمنى على وزير التربية الجديد دعم المدارس الرسمية الخاصة على الأصعدة كافة لأن قطاع التربية والتعليم الذي يعول عليه بالنهوض بالبلد”.

قلق وخشية من الاهالي وبحث عن حلول بديلة لتخفيف العبء عبر تسجيل أولادهم في مدارس قريبة جغرافياً من سكنهم ببيروت لتفادي تبعات الانتقال المادية


قلق وخشية من الاهالي وبحث عن حلول بديلة لتخفيف العبء عبر تسجيل أولادهم في مدارس قريبة جغرافياً من سكنهم ببيروت لتفادي تبعات الانتقال المادية “فالمشي” أخف بحسب ميرفت منصور التي اختارت نقل ولديها إلى مدرسة قريبة للتوفيرمن فاتورة مدرسية مرهقة، أما رهيف علاء الدين فاختصر المعاناة بالقول:”شي بوجع الراس”، فكلفة النقل المدرسية سابقاً أقصاها كان 100 ألف ليرة، اما اليوم فالأسعار خيالية، في مرحلة لم يعد البحث عن جودة التعليم انما عن موقع المدرسة، حيث الذهاب سيكون رهن توفّر البنزين ومَن يستطيع شراءه من السوق السوداء.


“الأزمة” محسومة لأنّ الطلاب والأساتذة لن يستطيعوا الوصول إلى المدارس في حال تفاقمت الأمور


“الأزمة” محسومة لأنّ الطلاب والأساتذة لن يستطيعوا الوصول إلى المدارس في حال تفاقمت الأمور، و الباصات شبه فارغة ، وقدرتها الاستيعابية أقصاها بحدود الـ 50% بحكم اجراءات كورونا، ما يرتّب على باصات وكلفة محروقات إضافية، وبالتالي زيادة التعرفة، من دون اغفال أنه سيكون من الصعب على الأهالي نقل أولادهم إلى المدارس، خصوصاً في المناطق الجبلية حيث المسافات أطول من المدن، فيما البحث عن خطة للتخفيف من الأعباء غير موجودة حتى الآن.

باص مدرسة

السابق
«حزب الله» يشهر «خراطيمه» الإيرانية.. «يحكم ولا يملك»!
التالي
بالصور والفيديو: على عينك يا دولة.. استقبال قافلة «كسر الحصار» بالرصاص والقذائف واصابة منازل!