الرواية الكاملة لعودة طالبان الى «المسرح العالمي»!

طالبان

أسئلة كثيرة تثيرها التطورات المتسارعة في أفغانستان، وأهمها التقدم السريع لقوات حركة طالبان، وإستيلائها على العاصمة كابل في زمن قياسي، بعد أن كان المراقبون يتوقعون دخولها في غضون شهر على الأقل، وذلك بعد 20 عاما بالتمام والكمال، من الغزو الأميركي لتلك البلاد، وإنهاء حكم الحركة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001.

اقرا ايضاً: حسن فحص يكتب لـ«جنوبية»: هكذا «احتوت» طهران حركة طالبان!

تأتي هذه التطورات في أعقاب إتفاق السلام بين طالبان والولايات المتحدة، الذي وقع في الدوحة في 29 شباط 2020، الذي قضى بإنسحاب القوات الأميركية والأطلسية من هذا البلد، والذي كان قد بدأت التفاوض بشأنه، ووقعته إدارة دونالد ترامب السابقة، وتابعت تنفيذه إدارة جو بايدن الحالية، ما يوحي بأن هذا الإتفاق، يمثل قرارا إستراتيجيا أميركيا لا رجعة فيه، وأن ما بعده لن يكون كما قبله، ما يطرح جملة من التساؤلات، عن أهدافه ومراميه السياسية والإستراتيجية، ومدى تأثيره على التطورات في المنطقة، في ظل التعثر في مفاوضات الملف النووي الإيراني، والتوتر المتصاعد في مياه الخليج، والحرب في اليمن وغيرها من القضايا، لما يمثله موقع أفغانستان الجغرافي من أهمية، وكذلك ما تمثله حركة طالبان من إتجاه سياسي وديني حركي معروف.

تأتي هذه التطورات في أعقاب إتفاق السلام بين طالبان والولايات المتحدة الذي وقع في الدوحة في 29 شباط 2020


من أهم هذه الأسئلة ماذا وراء تعويم حركة طالبان، ومن المقصود من وراء هذا التعويم؟، هل هي إيران نظرا للتاريخ المتوتر بين الطرفين، بالرغم من بعض التقاطعات بينهما في السنوات الماضية بفعل “العداء” المشترك للولايات المتحدة، أم هي روسيا بوتين، بإعتبار أن طالبان ستصبح على حدود الجمهوريات”الإسلامية”، التي كانت جزءا من الإتحاد السوفياتي السابق، الذي كان إحتلاله لأفغانستان وهزيمته هناك، أحد أهم أسباب إنهياره وتفككه، وذلك بهدف خلق بعض المتاعب، لقيصر روسيا الجديد في حديقته الخلفية، تمنعه من التمادي في أوكرانيا والشرق الأوسط؟، أم أن الأمر هو نوع من التخفف من بعض الأعباء، في منطقة هي على تخوم الصين ورميها في أحضانها، هي التي لها مشاكلها مع الإسلاميين أيضا، وبهدف التفرغ لمواجهتها، وهي التي تعتبر اليوم “المنافس” الأول لأميركا في العالم إن لم نقل “العدو” ؟

ماذا وراء تعويم حركة طالبان ومن المقصود من وراء هذا التعويم؟


بداية نقول، بأن “تعويم” طالبان إذا صح التعبير، لم يأتِ من فراغ أو برغبة أميركية كهدية، بل هو قرار براغماتي، يرجع الفضل فيه لقوة الحركة على الأرض، وتماسكها وحسن تنظيمها، الأمر الذي سمح لها بالصمود والعودة ظافرة، بعد 20 عاما على تلقيها ضربة قوية، من أعتى قوة عسكرية على وجه الأرض، وهي الولايات المتحدة الأميركية، وهو ما يحسب للحركة ويثير الإعجاب، بغض النظر عن الموقف السياسي منها.
نعود لنقول، بأن هذه الأسئلة عن تأثير عودة طالبان إلى الخريطة السياسية في المنطقة والعالم لها ما يبررها نظرا للأحداث التي مرت بها أفغانستان طوال ال 45 سنة الماضية، وتأثيرها على المنطقة والعالم، منذ أن دخلت نفق اللا إستقرار والحرب، بعد الإنقلاب الشيوعي في 27 نيسان من العام 1978 ضد نظام الجنرال محمد داوود، الذي جعل الإتحاد السوفياتي يومها، أكثر قرباً إلى المياه الدافئة في الخليج في زمن الحرب الباردة مع الغرب، حيث إستولى الحزب الشيوعي على السلطة وفرض برنامجا للحكم، إصطدم فيه مع بعض مكونات الشعب الشديد التعلق بالإسلام، وبطبيعة الحال مع المؤسسة الدينية، الأمر الذي ولد معارضة وإضطرابات لم ينجُ منها حتى الحزب الشيوعي نفسه، الذي هو في الأصل يضم جناحين، الأول جناح الشعب (خلق)، والثاني جناح الراية (برشام)، الأمر الذي أدى إلى إنقلابات وتصفيات جسدية بين الجناحين، ما إضطر الإتحاد السوفياتي للتدخل مباشرة في 27 كانون أول من العام 1979، فيما سمي بعدها بالغزو السوفياتي لأفغانستان، وظهور حركات المجاهدين الأفغان ضد هذا الغزو.

“تعويم” طالبان إذا صح التعبير لم يأتِ من فراغ أو برغبة أميركية كهدية بل هو قرار براغماتي


تزامنت هذه الأحداث بدءا من الإنقلاب الشيوعي عام 1978، مع التحركات في الشارع الإيراني ضد الشاه، التي تحولت إلى “ثورة إسلامية” هي الأخرى ولكن بطابع شيعي، بعكس الإسلام الأفغاني ذي الطابع السني، وهو ما يرى فيه البعض تفسيراً لتخلي أميركا عن شاه إيران، بعكس ما حدث إبان ثورة مصدق الوطنية عام 1952، بحيث تدخل الجيش بدعم أميركي لإخمادها، وهو ما لم يحدث إبان الثورة الخمينية، بدافع من وضع الإسلام السياسي والحركي، في كل من أفغانستان السنية وإيران الشيعية، بوجه التمدد الشيوعي في المنطقة، وإرهاق الإتحاد السوفياتي، ومن ثم إستخدامهما ضد بعضهما البعض في فترات لاحقة.

بدأت أميركا بدعم حركات المعارضة الإسلامية للحكم الشيوعي في أفغانستان قبل الغزو السوفياتي لهذا البلد بحوالي 6 شهور


بدأت أميركا بدعم حركات المعارضة الإسلامية، للحكم الشيوعي في أفغانستان، قبل الغزو السوفياتي لهذا البلد بحوالي 6 شهور، وكان من الطبيعي، أن يتزايد هذا الدعم بشكل كبير بعد الغزو، ليصبح أكثر تنظيما، بحيث ظهرت حركات عدة تحت إسم المجاهدين الأفغان، دلالة على الطابع الإسلامي للقتال ضد المحتل. حدث ذلك طبعا بدعم سياسي، وسخاء مالي عربي خليجي رسمي وشعبي، حيث جيشت الناس للتبرع والتطوع، بإسم الجهاد ضد الشيوعية، حتى بات هناك فصيل يجمع المتطوعين العرب للجهاد، وأطلق عليهم أسم الأفغان العرب.


بالنسبة لإيران إنتصرت الثورة، ولكن يبدو أن حسابات الحقل الأميركي لم تطابق حسابات البيدر الإيراني، فكان التجييش ضد أميركا وإحتجاز الرهائن الأميركيين في طهران، في الوقت الذي إتجهت فيه إيران صوب العرب حلفاء أميركا، ورفعت شعار تصدير الثورة على صعيد المنطقة، ومطالبات بضم البحرين بإعتبارها جزء من إيران، ما أثار الخوف والريبة في المحيط العربي السني، إستغلته أميركا للتحريض، في الوقت الذي كانت قد نجحت بإبرام إتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل، وسط رفض عربي كان العراق رأس الحربة فيه، في هذه الأثناء حصلت سلسلة حوادث في العراق، ربطاً بإنتصار الثورة في إيران، نتج عنها إعدام السيد محمد باقر الصدر وشقيقته بنت الهدى، ما أجج الوضع أكثر، وحصلت سلسلة تفجيرات، منها محاولة إغتيال طارق عزيز في الجامعة المستنصرية في بغداد، علاوة على التوترات على الحدود بين البلدين، فكانت الحرب العراقية – الإيرانية، لتزيد التوتر في المنطقة وتؤجج المشاعر الشعبية بإسم القومية والمذهبية، وكانت أولى بذور الفتنة السنية – الشيعية المستمرة حتى اليوم، بشعارات سياسية وتترجم بالصراع الإيراني – السعودي، الذي تتأثر فيه المنطقة بأكملها، خاصة الدول الأربع التي أعلنت إيران بصفاقة سيطرتها عليها، وهي سوريا والعراق واليمن ولبنان، حيث الخراب والدمار يعم هذه الدول.

بالنسبة لإيران إنتصرت الثورة ولكن يبدو أن حسابات الحقل الأميركي لم تطابق حسابات البيدر الإيراني


أواخر الثمانينات، إنتهت الحرب العراقية – الإيرانية بهزيمة إيرانية مدوية، ونصر عراقي ما لبث أن تبدد جراء غزو الكويت أوائل التسعينات، في الوقت الذي هزم المجاهدون الأفغان الإتحاد السوفياتي، وأجبروه على الإنسحاب من أفغانستان، وما لبث أن سقط وتفكك من الداخل، وأقاموا هم دولتهم في أفغانستان، لتخلو الساحة و لينشئ النظام العالمي الجديد، قوامه القطب الواحد وهو أميركا، التي بدأت بترتيب العالم بدءا بدول أوروبا الشرقية، التي إلتحقت بالنظام السياسي الغربي، وليس إنتهاءاً بالشرق الأوسط، حيث عقدت مؤتمر مدريد للسلام بين العرب وإسرائيل، وإنخرطت في عملية سلام بين الجانبين، ما لبثت أن تلقت ضربة صاعقة بإغتيال رئيس وزراء إسرائيل إسحاق رابين، أعقبها عودة اليمين الإسرائيلي لتسلم السلطة، الأمر الذي كان إيذاناً بموت عملية السلام وتصاعد التطرف في المنطقة.


إنكفأت إيران بعد خروجها مهزومة من حربها مع العراق ووفاة مفجر ثورتها ومرشدها الأول أية الله الخميني، لتنشغل بترتيب بيتها الداخلي حتى أواسط عقد التسعينات تقريبا، وإكتفت بموطئ القدم، الذي كانت قد حصلت عليه في لبنان، عبر تأسيسها منظمة حزب الله بعد الإجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، بهدف محاربة إسرائيل وتحرير لبنان من الإحتلال، وكان لها ذلك بعد صولات وجولات من القتال مع الأطراف اللبنانية، بدءا بقوى اليسار اللبناني وإنتهاء بحركة أمل، التي دخلت معها في معارك طاحنة إنتهت بإتفاق بين إيران والنظام السوري، الذي كان قد عهد إليه تطبيق إتفاق الطائف في لبنان، فكان أن تفرد حزب الله بالمقاومة ضد الإحتلال، لتنسحب إسرائيل عام 2000، وتكسب إيران ورقة مهمة في لبنان والمنطقة، أعادتها إلى الساحة لاعبا مهما .

إنكفأت إيران بعد خروجها مهزومة من حربها مع العراق ووفاة مفجر ثورتها ومرشدها الأول أية الله الخميني لتنشغل بترتيب بيتها الداخلي


في أفغانستان فشل المجاهدون في إقامة دولة مستقرة، بسبب تشتتهم وتعدد ولاءاتهم وصراعهم على السلطة، ما جعل أفغانستان تعيش في شبه حرب أهلية بين الفصائل المختلفة، ما سمح لعنصر جديد بالدخول إلى الساحة، ألا وهو حركة طالبان، التي ظهرت إلى العلن في العام 1994، ويقال بأنها بدأت كصنيعة للمخابرات الباكستانية، وبدأت بقتال دولة المجاهدين، إلى أن دخلت العاصمة كابل في 27 أيلول 1996، الأمر الذي أزعج كل جيران أفغانستان ومحيطها، فإيران تحسست من وجود طالبان، وتميزت العلاقات بينهما بالتوتر الشديد بسبب الخلاف المذهبي، وكذلك روسيا التي تخوفت، من إمتداد نفوذ طالبان إلى دول آسيا الوسطى، أما الهند فقد رأت فيها إمتدادا، وعمقا إستراتيجيا لباكستان عدوها التقليدي .

إستيلاء طالبان على الحكم في أفغانستان سمح للمجاهدين العرب – الأفغان – بقيادة أسامة بن لادن وتنظيمه القاعدة أن يتخذوا منها مركزا وملاذا آمنا


إستيلاء طالبان على الحكم في أفغانستان، سمح للمجاهدين العرب – الأفغان – بقيادة أسامة بن لادن وتنظيمه القاعدة، أن يتخذوا منها مركزا وملاذا آمنا، بعد أن بات ملاحقا من الأميركيين بعد إنتهاء شهر العسل، بينهم من أيام الجهاد الأفغاني ضد الإتحاد السوفياتي، على خلفية حرب الخليج الأولى ضد العراق عام 1991، وإنتشار القواعد الأميركية في طول المنطقة وعرضها، حتى كانت أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001، التي غيرت مجرى التاريخ في المنطقة والعالم، وذلك عندما هاجمت القاعدة برجي التجارة العالمي في نيويورك، ومبنى وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون في واشنطن، وكانت الحرب حيث غزت القوات الأميركية أفغانستان وقضت على حكم طالبان، الأمر الذي كان بمثابة “هدية” غير متوقعة – هل كانت رسالة مقصودة ؟ – لإيران بحيث أراحها من خصم عنيد وخطير على حدودها الشرقية، ما لبث أن تبعها هدية أخرى، في أقل من سنتين على حدودها الغربية، عندما شنت الولايات المتحدة الحرب على العراق، إنتهت بالقضاء على حكم صدام حسين، العدو الأكبر لإيران الذي “جرَّعها” السم، إبان الحرب بينهما في الثمانينات .

تحولت البلدان الأربع التي لطالما تبجحت إيران بالسيطرة عليها إلى خراب ودمار في كل من لبنان وسوريا والعراق واليمن


هذه ” الهدايا ” الأميركية لإيران – إذا صح التعبير – معطوفة على إنتصار حزب الله في لبنان عام 2000، وغياب حافظ الأسد في سوريا، مع ما كان له من وزن إقليمي إفتقدته سوريا مع وريثه بشار، إضافة إلى تضعضع العالم العربي جراء التطورات في المنطقة، ولاحقا غياب ياسر عرفات عن المشهد، كلها عوامل زادت من قوة إيران، وجعلت منها قوة محورية في المنطقة، في الوقت الذي كانت فيه تواصل العمل بتؤدة وصمت، في برنامجها النووي وتطور من صناعتها العسكرية، الأمر الذي سمح لها بالتمدد عبر أذرعها في كل من العراق ولبنان وفلسطين، خاصة بعد إنقلاب حركة حماس، على السلطة الفلسطينية في غزة ووضع اليد عليها، ما أكسبها موطئ قدم إضافي لتأتي التطورات في لبنان مع إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، الذي صدر القرار الإتهامي في قضيته عن المحكمة الدولية، بإتهام ذراعها حزب الله به، لتأتي هذه التطورات وتعطيها مكاسب إضافية خاصة بعد حرب 2006، التي صمد فيها حزب الله، وبعدها جاءت أحداث الربيع العربي، لتعطيها فرصة التدخل في سوريا واليمن، ما أتاح لها قوة جديدة، ومرة أخرى لم تتطابق حسابات الحقل الأميركي مع حسابات البيدر الإيراني، الذي توسع وبات يجمع المزيد من الأوراق، بهدف إستغلالها في المفاوضات النووية مع أميركا، ولو على حساب الدم العربي، والتي توجت بالإتفاق النووي عام 2015، قبل أن يأتي دونالد ترامب ويلغيه، ويعيد الأزمات إلى مربعها الأول، هذه الأزمات التي تمتد، على طول الأرض العربية وعرضها وعلى حساب مستقبلها، بحيث تحولت البلدان الأربع التي لطالما تبجحت إيران بالسيطرة عليها، إلى خراب ودمار في كل من لبنان وسوريا والعراق واليمن.

يبدو أن المفاوضات تسير حتى الآن على الأقل في طريق مسدود وتبدو إيران في مأزق نتيجة العقوبات القاسية


واليوم وهي تستأنف التفاوض، مع الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة جو بايدن، يبدو أن المفاوضات تسير حتى الآن على الأقل في طريق مسدود، وتبدو إيران في مأزق نتيجة العقوبات القاسية، التي أعادت فرضها عليها إدارة ترامب، فضلاً عن الضربات المتعددة التي طالتها في الداخل والخارج، من إغتيال قاسم سليماني في العراق، إلى إغتيال العالم النووي فخري زاده داخل إيران، في أكبر إختراق أمني، وكذلك ما قيل عن سرقة إسرائيل لأرشيف الملف النووي، وغيرها من الحوادث الداخلية، وآخرها الإضطرابات التي حدثت مؤخرا بسبب نقص المياه، ما يشي بأن الوضع الإيراني ليس على ما يرام، ما يؤثر بطبيعة الحال على الموقف التفاوضي، ويؤدي إلى الأفق المسدود حتى الآن على الأقل، وهو ما يظهر في الإنسداد السياسي في المنطقة، سواء في لبنان أو اليمن أو سوريا وحتى العراق، فهل يكون تعويم طالبان جزءا من الضغوطات ومحاولة الإحتواء التي تمارسها الولايات المتحدة ضد إيران، وماذا سيكون تأثير عودة طالبان إلى المشهد السياسي العالمي على المنطقة التي تعاني الأزمات، و هل تكون عودتها فعل توازن بوجه إيران يعيد بعض الإستقرار إلى المنطقة، أم ستكون مشروع أزمة جديدة في منطقة حبلى بالأزمات؟. أسئلة كثيرة مطروحة، نترك للأيام أن تقدم أجوبة عليها، علها تكون شافية وحاسمة وواضحة.

السابق
70% of Lebanese Won’t be Able to Get by After Subsidies are Lifted!
التالي
«المجرم نفسه».. «جنوبيون للحرية»: لتوحيد كل الجهود لاقتلاع هذه السلطة !