«جلسة الحصانات» تَفرز الكتل و«تَطِير».. ورفع الدعم «هدية» لميقاتي قبل التشكيل؟

صهريج بنزين
ثلاثة ملفات خطفت الاضواء من الساحة السياسية والشعبية: تطورات الحكومة والجلسة النيابية العامة. ولكن اخطرها كان قرار رياض سلامة رفع الدعم عن المحروقات وفق معلومات ان رفع الدعم سيقدم "هدية"، من الاكثرية لنجيب ميقاتي وحكومته كي لا يكون عائقاً انتخابياً فيما بعد!

خطفت جلسة المجلس الاعلى للدفاع ظهر امس، الاضواء من اللقاء الحكومي السابع بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي.

“نجومية” “الاعلى للدفاع” الاعلامية لم تكن فقط بسبب غياب رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب، ولو برر غيابه بالـ”حجر الكوروني”، بل لان جلسته، اقرت رفع الدعم عن المحروقات، وهذا القرار بحد ذاته سيكون فتيل التفجير الاجتماعي والاقتصادي والذي إنطلقت شرارته امس.

“نجومية” “الاعلى للدفاع” الاعلامية لم تكن فقط بسبب غياب دياب ولو برر غيابه بالـ”حجر الكوروني” بل لان جلسته اقرت رفع الدعم عن المحروقات!

وللتذكير ان دياب ومنذ استقالة حكومته قبل عام، وهو يكرر انه لن يكون جزءاً من قرار رفع الدعم لعدم شعبويته، كما لا يريد ان يتحمل وز الاكثرية التي تخلت عنه و”رمته عظماً بعدما اكلته لحماً”!

المجلس الاعلى للدفاع ورفع الدعم

وفي ظل خطورة الاوضاع الاجتماعية ترأس رئيس الجمهورية العماد ميشال عون المجلس الاعلى للدفاع وركز على القضايا الاجتماعية والفلتان واتخذ اجراءات عبر دعوة القوى الامنية الى مداهمة مستودعات الادوية والمحروقات ومنع الاحتكار وتنظيم طوابير الذل امام محطات المحروقات وابرز ما تضمنه الاجتماع ابلاغ حاكم مصرف لبنان رياض سلامة انه لم يعد قادرا على دعم شراء المحروقات، فيما اكد وزير الطاقة ان الحل يكون باقتراح قانون في مجلس النواب يطلب صرف اعتمادات لكهرباء لبنان من اجل شراء الفيول لانها الحد الاوفر للمواطن حتى لو تم رفع سعر التعرفة عليه ومن الطبيعي ان يترك هذا القرار فوضى عارمة اليوم وارتفاعا جنونيا في الاسعار وربما تداعيات خطيرة مع وصول صفيحة البنزين الى 400 الف ليرة والمازوت الى 350 الف ليرة.

 وفي المعلومات ان حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ابلغ المجلس انه ليس قادرا على فتح الاعتمادات والمشكلة في التخزين والتهريب، وقد وصلنا الى الحدود في الاحتياطي الالزامي وقد استوردنا خلال شهر تموز ب840 مليون دولار محروقات وهو رقم اعلى بكثير من السنوات الماضية سائلا اين ذهبت كل هذه الكمية والامر نفسه يحصل في قطاع الدواء،علما ان الاجتماع عقد في غياب الرئيس حسان دياب.

الجلسة النيابية والانقسام الكبير!

اما بخصوص الجلسة العامة المقررة اليوم في الأونيسكو فإن كل المعطيات تؤكد أنه من غير الممكن تأمين النصاب القانوني لانطلاقها، وبالتالي فإن الرئيس برّي سيعلن تأجيلها، ويعود ذلك إلى إعلان ثلاثة كتل نيابية أساسية مقاطعتها هذه الجلسة وهي «اللقاء الديمقراطي»، «لبنان القوي» و«الجمهورية القوية» إضافة إلى نواب مستقلين، وبذلك سيكون عدد النواب الذين سيقاطعون الجلسة حوالى 53 نائباً عدا الذين اعلنوا انهم سيحضرون ولن يصوتوا وكذلك الذين لم يتخذوا أي قرار بشأن الحضور إلى الأونيسكو فيما هناك نواب آخرون خارج البلاد، في أخطر انقسام في تاريخ مجلس النواب منذ الطائف إلى اليوم.

وعلى هذا يتوقع ان يحضر الجلسة زهاء 70 نائباً لكن ثمة من يرى ان اي قرار سيصدر عن المجلس سيكون ضعيفاً.

وافادت بعض المعلومات ان هناك توجهاً لتأجيل الجلسة في حال ازداد عدد النواب المقاطعين وعدم توافر النصاب لانعقادها، ولاسيما ان خمسة نواب ممن كانوا سيحضرون هم خارج البلاد، يضاف إليهم العدد الكبير من النواب الذي أعلنوا مقاطعة الجلسة عدا عن اعلان اهالي ضحايا انفجار المرفأ الاعتصام امام باحة الاونيسكو حيث تعقد الجلسة. لكن يبدو ان الرئيس بري سيعلن تأجيلها عند انعقادها وعدم توافر النصاب وليس قبل ذلك.

“حرس بري” يعتدي على اهالي شهداء المرفأ!

وليلاً وفي تطور خطير، افادت قناة “الجديد” ان “​مدنيين​ اعتدوا بالعصي على المعتصمين أمام مقر الرئاسة الثانية في ​عين التينة​”.

وانتشر فيديو مصور للمتحدث باسم أهالي الضحايا ابراهيم حطيط، روى فيه ما حصل، قائلاً: “كنا نقف بطريقة سلمية فجأة سمعنا أشخاص يسبّون ويكفرون ويضربون الشباب. حاولنا أن نعرف ما هي القصة، ولكنني لم أتمكن من تمييز شيء بعد الهرج والمرج الذي حصل. وبعدها هجم علي 3 أشخاص، وأتى بعدها آخرون وبدأوا بضربي بالعصي، قائلين لي “أنت الذي تسب الرئيس بري”، في وقت كان الجيش يقف متفرّجاً”.

إقرأ ايضاً: بعد إحراق «حزب الله» ديوانيته ورشقه بالحجارة..الشيخ الفوعاني لـ«جنوبية»: يحاول الغائي بإغتيالي!

وتوجه لرئيس مجلس النواب نبيه بري قائلاً: “رسالتك وصلت و”مردودة لعيونك”.

اللقاء السابع بين عون وميقاتي

واشاعت تصريحات الرئيس المكلف نجيب ميقاتي من بعبدا بعد اجتماعه السابع ارتياحاً لدى الأوساط المعنية بتأليف الحكومة، فبعد ان أكّد انه سيعود اليوم إلى بعبدا، وصف الأمور بأنها «تسير في المسار الصحيح»، مؤكداً «اننا وصلنا إلى مسودة تأليف حكومة».

وفي المعلومات ان الحقائب السيادية على توزيعها الحالي أي بقاء القديم على قدمه. وبقيت المالية من حصة الشيعة في حين تبقى وزارة الداخلية مع ميقاتي والاسماء كلها تتم بالتوافق بين عون وميقاتي اما توزيع الحقائب الخدماتية.

معلومات عن تقدم جدي في ملف التشكيل ويبد ان هناك من يريد ان “يخلص” ميقاتي من آخر “مربعات الدعم” ولا سيما المحروقات !

الاشغال لحزب الله، الاتصالات للمردة، الطاقة لشخصية مقربة من رئيس الجمهورية اما التربية فقد تكون من حصة الرئيس المكلف وتردد أن وزارة الصحة لا تزال موضع بحث في حين أن معلومات عن اسنادها إلى الطائفة السنية. وبقيت وزارة الشؤون الاجتماعية التي يتمسك بها الحزب الاشتراكي.

“هدية” رفع الدعم؟

في المقابل، تشير مصادر متابعة لـ”جنوبية” الى ان رفع الدعم عن المحروقات والتي كانت السلطة السياسية اكدت انه لن يتم قبل نهاية ايلول المقبل، وقبل 50 يوماً من الاعلان من “اعلى بعبدا” يطرح اكثر من علامة استفهام حول الارتجالية والتخبط وكذلك محاولات رفع المسؤولية عن حكومة ميقاتي المقبلة وخصوصاً انها ستكون حكومة الانتخابات النيابية بإمتياز.

وتشير الى ان هناك معلومات عن تقدم جدي في ملف التشكيل ويبد ان هناك من يريد ان “يخلص” ميقاتي من آخر “مربعات الدعم” ولا سيما المحروقات وان يحرره من عبء التفاوض مع صندوق النقد الدولي وما يتطلبه من شروط قاسية ومنها تحرير سعر صرف الدولار ووقف الدعم عن كل السلع والمواد الغذائية والمحروقات والادوية.

السابق
«بلطجة شبيحة».. قبيل «جلسة العار»!
التالي
«ما حصل اليوم هو الغاء للدستور».. المشنوق: مستعدّ للمثول أمام المحقق العدلي