عندما تتدحرج «أسطورة» حزب الله!

صواريخ كاتيوشا الجنوب
من خلدة الى شويا، اخطاء تكشف خللا تنظيميا خطيرا، بدأ يعاني منه حزب الله، فمتى كانت محمولات راجمات الصواريخ، تخطىء في مسيرها وتتوه، فتدخل القرى الآهلة بالسكان؟ ومتى كان عناصر حزب الله "يعصون" قيادتهم على حد زعمهم، فيدخلون الى خلدة بموكب مسلح استفزازي لتشييع رفيقهم، وتندلع اشتباكات عشوائية مع الاهالي العرب، فيسقط قتلى وجرحى من انصار الحزب دون مبرّر.

تفاجأ اهالي بلدة شويا أمس الجمعة في قضاء حاصبيا بجنوب لبنان، اثناء متابعتهم لعمليات القصف الصباحي المتبادل بين حزب الله وقوات العدو الاسرائيلي، بوجود محمولة على متنها راجمة صواريخ تابعة لحزب الله تقف في ساحة شويا، بدا لهم انها تستعد لقصف شمال اسرائيل انطلاقا من بلدتهم، فقام شبان البلدة بالهجوم على الآلية وعناصر حزب الله فيها، فضربوهم واعتقلوهم وجردوهم من سلاحهم، لمنعهم من تنفيذ ما تصوّروا، انه سوف يكون مجزرة بحق بلدتهم، في حال ردّت اسرائيل بالطيران والمدفعية، على عملية قصف المستعمرات انطلاقا من ساحة البلدة.

تبيّن لاحقا حسب مصادر موثوقة في حزب الله، ان محمولة الصواريخ التابعة للمقاومة، دخلت عن طريق الخطأ الى البلدة، ولم يكن الهدف هو اطلاق راجمة الصواريخ  منها، انما التوقف للاتصال بالقيادة والسؤال عن كيفية الخروج من البلدة والعودة الى القاعدة، لان العناصر المواكبة غريبة عن المنطقة، وتاهوا في تضاريس وعرة لا يعرفون دروبها.

طبعا، النهاية اصبحت معروفة، تدخّل الجيش وتسلّم عناصر حزب الله الأربعة وآليتهم المحملة بالصواريخ، ليفرج عنهم لاحقا ويعودوا الى قاعدتهم سالمين.

اهتراء في التنظيم  

وعن الحوادث الامنية التي تحدث في منطقة خلدة، بين عناصر حزب الله وسرايا المقاومة من جهة، وبين السكان من العرب، وفي معلومات خاصة حصل عليها “جنوبية”، أسرها احد المقربين من حزب الله بمنطقة جبل لبنان، اكد  ان “كل ما حصل منذ عام الى الان في منطقة خلدة هو بسبب فوضى غير مسبوقة، وفشل في قيادة سرايا المقاومة، وعناصر الحزب في منطقة خلدة تحديدا”.

أسطورة التنظيم الحديدي تآكلت في عيون انصاره وبيئته لتنتهي على نسق حركة أمل وفوضى تنظيمها


هذا الفشل بحسب المصدر  “بدأ منذ العام الفائت عندما ورط عنصر غير منضبط في سرايا المقاومة “الأخ” علي شبلي، بعدما قام بضرب الشيخ عمر غصن، لينتهي الاشكال بقتل الشاب حسن غصن من العرب وحرق سنتر شبلي، مع اساءة معنوية كبيرة لحزب الله بظهوره بمظهر المعتدي”.

إقرأ ايضاً: «سطوة» حزب الله تَهتَز من خلدة إلى شويّا..وأداء حكومي «مشبوه» بين عون وميقاتي!

يتابع المصدر المقرب عينه، “وبحسب معلومات داخلية، فإن قيادة حزب الله فقدت السيطرة على جماعة خلدة، الذين اصروا على انطلاق تشييع الشهيد شبلي من بيته في خلدة، رغم مخاطر التوتر والاستنفار، وخلافا لأمر قيادة جبل لبنان، التي لم تأذن بذلك وأمرت بتشييعه الى الجنوب  دون المرور بخلدة”.

ما حصل في منطقة خلدة وشويا بسبب فوضى غير مسبوقة وفشل في قيادة حزب الله لمجموعاته


ويخلص المصدر بقوله: لقد تصرف آل شبلي وشعبة خلدة في حزب الله بشكل ارتجالي دون اوامر اليوم، وبنظرة خاطفة الى مقاطع الفيديو، تجدهم مجموعة من هواة وغير منضبطين، بتصرفهم الاستفزازي  عندما مزقوا صورة الضحية حسن غصن قرب رمال، وبقتالهم العشوائي الاستعراضي عندما ردوا على اطلاق الرصاص، وكل هذا بدون امر من القيادة”.
والخلاصة ان هاتين الحادثتين في بلدتي خلدة الى شويا، التي لا يفصل بينهما اسبوع  واحد، تظهران مدى الاهتراء التنظيمي الذي بدأ يعاني منه حزب الله، فأسطورة التنظيم الحديدي تآكلت في عيون انصاره وبيئته، لتنتهي على نسق حركة أمل وفوضى تنظيمها، بحسب احد الاعلاميين الجنوبيين، الذي يقول “ان اكبر خطأ فادح ارتكبه حزب الله هو تأسيسه لسرايا المقاومة غير المنضبطة، وفيها من جميع الطوائف، فانتقل فايروس الفوضى والتشبيح الى هيكل الحزب والمقاومة، فمتى كانت محمولات راجمات الصواريخ تخطىء في مسيرها وتتوه فتدخل القرى الآهلة بالسكان”؟!

السابق
بالصور وبطريقة سينمائية..سيدة تجتاح صيدلية في ذوق مصبح بعد رفضها بيعها الدواء!
التالي
وجهة سياحية جديدة في المنطقة.. اكتمال اكتشاف ديار النبي لوط