الموسم السياحي على «كف عفريت» جنون الدولار و إضطرابات الشارع!

سياحة في لبنان
هل سيحمل القطاع السياحي القليل من الانفراج إلى الاقتصاد اللبناني، عشية عيد الاضحى المبارك ومجيء المغتربين إلى لبنان، أم ان إستقالة الرئيس سعد الحريري وقطع الطرقات سيمنع هذا الانفراج؟ إلى الان لا شيء مضمونا وإن كان أعداد الواصلين إلى مطار بيروت تبشر بالخير.

ليست المرة الاولى التي يُصاب بها القطاع السياحي في لبنان بنكسة، فالازمات تحيط به من كل حدب وصوب منذ سنوات، لاسيما منذ بدء مقاطعة السياح العرب عن زيارة لبنان منذ العام 2013 وصولا إلى الانهيار الاقتصادي الذي حصل في العام 2019، وإنفجار بيروت الذي أدى إلى تدمير آلاف المؤسسات السياسية في بيروت. يوم الخميس الماضي تلقى القطاع السياحي صفعة جديدة، مع إعتذار الرئيس سعد الحريري عن تأليف الحكومة، و الارتفاع الجنوني في سعر الدولار في السوق السوداء، ما يجعل السؤال عما إذا بإمكان هذا القطاع، إدخال القليل من الانتعاش إلى الإقتصاد اللبناني كما كان متوقعا، مع توافد المغتربين إلى ربوعه مه بداية شهر تموز الحالي، أم أن الاحتجاجات و قطع الطرقات ستزيد الطين بلة وستتبخر معها كل الامال التي وضعها اللبنانيون على هذا القطاع لهذا الصيف؟

إقرأ أيضاً: البطالة والقمع يُحاصران الجنوبيين..و«الصحة» تُشرّع إحتكار الأدوية!

يجيب نقيب أصحاب الفنادق بيار أشقر على هذا السؤال بالقول أن “ما يحصل في لبنان بالاساس خطأ، والخلافات السياسية هي أساس المشكلة، وهي التي تدفع السائح العربي والخليجي لعدم المجيء إلى لبنان”، لافتا إلى أن “القطاع السياحي في لبنان لا يتكل في الوقت الراهن إلا على المغتربين اللبنانيين القادم من الخليج أو افريقيا، والذين يملكون النقد النادر، وهم لا يغيرون وجهتهم مهما تفاقمت الاحداث السياسية في لبنان”.

الاشقر لـ”جنوبية”: خسائر جسيمة في حجوزات تمت على سعر دولار ١٢ الف ليرة

ويرى أن “حدوث مظاهرات وأعمال عنف يمكن أن تؤثر سلبا على مجيء المغتربين إلى لبنان، أما إرتفاع الدولار وإنقطاع البنزين فهي بالنسبة لهم أمر يمكن تدبره وتعودوا عليه، والمطار يستقبل الاعداد الكافية منهم، ولذلك فزيارتهم يمكن ان تشكل حركة إنعاش للبلد”. 

في المقابل يطلق الاشقر صرخة بإسم المؤسسات السياحية في لبنان، ويشرح “أن التطورات السياسية التي حصلت وإرتفاع سعر الدولار وإجبارنا على وضع أسعارنا بالليرة اللبنانية، بتنا نقع في خسائر، لأن الحجوزات التي تمت لدينا في شهر حزيران هي على سعر دولار 12 ألف بينما سعر الدولار اليوم هو 23 ألف ليرة وما فوق”، لافتا إلى أن “كل المواد علينا شرائها بأسعار أعلى ومادة المازوت من السوق السوداء، ولذلك بتنا نصلي أن لا تأتي الحجوزات التي تمت في الاشهر الماضية، كي لا نقع في خسائر لأنه لا يمكننا فك إرتباطنا مع هذه الحجوزات”.

ويختم:”للأسف الحل في الوضع السياسي، و المشكلة ليست اقتصادية لوحدها وحين يرتاح البلد سياسيا يمكن للقطاع السياحي ان ينتعش أسوة بالقطاعات الاخرى، وكل المشاكل التي نعانيها اليوم سببها سياسي”.

بيار الاشقر

لننتظر الايام المقبلة

يوافق وزير السياحة السابق أواديس كيدنيان على أن “القطاع السياحي في لبنان يمكن أن يحرك المياه الراكدة في لبنان”، لافتا لـ”جنوبية” أن “الاحتجاجات في الشارع وقطع الطرقات بالإضافة إلى نفاذ مادة المازوت والبنزين، سيدفع المغتربين والسياح العراقين إلى إعادة النظر في مجيئهم إلى لبنان”.

كيدنيان لـ”جنوبية”: قطع الطرقات ونفاذ المحروقات يدفع بالمغتربين والسياح لإعادة النظر في مجيئهم

ويشير إلى أنه “سيكون عندها إتكالنا على السياحة الداخلية من قبل اللبنانيين المقيمين، الذين لا يمكنهم السفر إلى الخارج، و اليوم الصورة رهن الايام المقبلة وما ستحمله من تطورات مقبلة، وإذا تخطينا إستقالة الرئيس الحريري التي هي عمليا أمر كبير، ولم تحصل تداعيات كبيرة على الارض، عندها يمكن الرهان على إنفراج ما سيحمله القطاع السياحي إلى لبنان”.

أواديس كيدانيان
السابق
عون يرفض توقيع قانون الشراء العام.. كرمى لـ«بواخر» باسيل!؟
التالي
«الإتحاد الأوروبي» يُمدد عقوباته على «حزب الله» ومنظمات إيرانية وتركية!