البطالة والقمع يُحاصران الجنوبيين..و«الصحة» تُشرّع إحتكار الأدوية!

القمع مستمر جنوباً ولا ينفك “حزب الله” في ممارسة “هوايته” في ترهيب الثوار، وها هو اليوم يعتمد على تكتيك جديد وهو التهديد المباشر والصريح لعائلة اي معارض له. ويقول معارض للحزب في قضاء صور لـ”جنوبية”: ان عائلته تتلقى يومياً تهديدات وشتائم وسباب، بسبب مواقفه المعارضة لـ”حزب الله” وسياساته القمعية.

ويشير الى ان وصلت الوقاحة باحد مسؤولي القرى، الى القول ان الماء والكهرباء سيمنعان بحجة التقنين عن المعارضين.

ويقول: لم يعد ممكناً ان يهدد “الثنائي” وخصوصاً “حزب الله” من يعارضه بلقمة عيشه، بعد تفشي البطالة والتي وصلت الى نسبة 90 في المئة مع اغلاق المدارس وخصوصاً الخاصة، وكذلك عدم قدرة من يعملون في بيروت وبالحد الادنى من الذهاب الى اشغالهم بسبب ارتفاع  كلفة النقل وعدم توفر البنزين.

اللوائح التي اعلن عنها حسن يصفها صيدلي عتيق لـ”جنوبية” بأنها تشريع وقوننة للاحتكار وتخدم المستوردين

في المقابل لا تزال تتفاعل اللوائح التي اعلن عنها وزير الصحة حمد حسن، والتي يصفها صيدلي عتيق لـ”جنوبية” بأنها تشريع وقوننة للاحتكار وتخدم المستوردين والذين سيبقون يقننون الدواء المدعوم للامراض المزمنة، وكذلك الادوية التي رُفع الدعم عنها بحجة انها ليست على سعر دولار السوق.

فهم لا يستطيعون ان يشتروا على دولار 22 الف ليرة ويبيعون على دولار 12 الف، وبالتالي الدواء غير المدعوم يختفي في السوق وسيختنق المريض والصيدلي حتى رضوخ الدولة للاحتكار، وافلات السعر حسب السوق السوداء كالبنزين تماماً!    

الأزمات تتفاقم جنوباً

ولا تزال مشاهد اقتحام بعض مقاهي و مطاعم الكورنيش البحري في مدينة صور، تؤرق عيون المغتربين من جهة و أصحاب المؤسسات السياحية من جهة ثانية.

مع العلم انَّ ثوار صور، تبرَّؤا من هذا العمل، و الشخص الذي قام بهذه الفعلة النكراء معروف بكامل هويته، و هو من اصحاب السوابق و القوى الامنية التي تواجدت أثناء وقوع الحادثة، يعرفوه جيداً والمُلفت بحسب احد شهود العيان، ان عناصر القوى الامنية كانوا يطلبون منه ان يهدأ، بدل إلقاء القبض عليه تمهيداً لمعاقبته، وخصوصاً انه تسبب بخسائر فادحة لأحد المطاعم، بعدما خرج الزبائن دون دفع الفاتورة بسبب الهلع الذي حصل.

إقرأ ايضاً: «حزب الله» يَستنفر «العصب الشيعي» على أتوستراد الجنوب..والتهريب يتصاعد بقاعاً!

وقال احد أصحاب المطاعم العريقة في مدينة صور، انه و بسبب الاوضاع الحاصلة من فلتان أمني و غلاء فاحش، سيعمد إلى إقفال مطعمه الذي يضم 75 موظف، و هو مازال مستمر في العمل فقط، لأنه حالياً و بوحود المغتربين لا يخسر و لكن بمجرد عودة المغتربين، ستحل الخسائر و سيضطر للإقفال و قطع أرزاق 75 عائلة، و ايضاً عدد من المطاعم في المدينة سيعمدون مضطرين إلى الإقفال التام.

“حزب الله” من كوكب آخر؟

“حزب الله” بدوره منفصل عن بيئته ويعيش في كوكب آخر. ويقول مصدر من بلدة زوطر الشرقية لـ”تيروس” ان “نائب حزب الله  محمد رعد لم يكترث لمصائب  الجنوبيين و مشاكلهم، من غلاء فاحش، و انهيار القدرة الشرائية لدى المواطن البسيط، و ارتفاع اسعار الدواء و الذي كان حزبه مشاركاً بهذه الكارثة عن طريق وزير الصحة الذي يمثل الحزب، و جاء إلى بلدتنا و افتتح نصب للخميني، دون مناسبة تذكر، فقط للقول بانّ حزب الله غير معني بالمشاكل اللبنانية”. 

تجارة غالونات البنزين

وبعد إلقاء القبض على عدد من السوريين في بلدة الغازية يتاجرون بغالونات البنزين في السوق السوداء، و أجري التحقيق معهم و بحسب ما تم تسريبه، اعترفوا انهم يعملون لدى (ي ح) و الذي بدور اتصل باحد عناصر شرطة البلدية و قال له بأنه يحتفظ ب 50 غالون بنزين في مكتبه ( و يسترجي حدا يجي لعندي ).  كما عُلِمَ انه تمّ تنظيم دعوى بحق شرطة البلدية من قبل المخالفين.

البقاع

ولا تزال ازمة الدواء تتفاعل بقاعاً،  ويؤكد أحد الصيادلة ل”مناشير” أن السعر الجديد يحمي الشركات وليس للصيادلة، لأن ادويتنا نفدت”، وتابع “من الطبيعي هذه الاسعار لا تناسب المواطن اللبناني لأنها لا تتوازى مع الرواتب ومداخيل المواطنين” .

انقطاع المازوت مستمر

وتصاعدت حدة انقطاع المازوت وانعكاسها على الكهرباء، حيث توقفت العديد من المولدات عن العمل، بعدما وصل سعر صفيحة المازوت الى ١٤٠ ألف ليرة في السوق السوداء، وعجز اصحابها عن تأمينها والبعض الآخر خفض ساعات التغذية ثماني ساعات في المناطق التي تخضع لانقطاع تام لكهرباء الدولة، ورفع مقطوعية الاشتراك الشهري حتى وصل ال٥ أمبير الى ٥٠٠ الف ليرة في قرى البقاعين الاوسط والشمالي.

وفي السياق نفسه أعلنت شركة كهرباء زحلة عن برنامج التقنين اربع ساعات تتوزع على مرحلتين في اليوم، وذلك لامتناع الشركات عن تزويدها بالمازوت واضطرارها لتامينه من السوق السوداء.