الممارسات العدوانية ضد المفتي الأمين (7): «حزب الله» يتلطى وراء سلاحه.. ويتهم «أهل المقاومة» بالتحريض على نزعه!

السيد علي الامين - قصر العدل
الكل يعلم كم غرق السلاح المقاوم في لبنان بفصائله المتعددة، في مراحل تاريخية متفاوتة وحقب زمنية متنوعة، في فتن ومشاكل الداخل عند كثير من المنعطفات، فكانت التصفيات الجسدية تمارس بهذا السلاح، ضد بعض الشخصيات المعارضة لبعض قيادات ورموز المجموعات المقاومة، ثم لاحقا الاقتتال بين مجموعات التنظيمات اللبنانية، من شيوعيين وقوميين وبعثيين وتقدميين واشتراكيين وغيرهم.

لعل الحرب الأهلية اللبنانية التي اندلعت عام 1975، هي أبرز ما تسبب به السلاح المقاوم الفلسطيني، وما قابله من مقاومة يمينية مسيحية حينها، وأخطرها كانت حرب الثنائية الحزبية الشيعية فيما بينها نهاية ثمانينات القرن الفائت، وكما يقولون : ” تنذكر ما تنعاد ” ، وتلت ذلك أحداث دموية فردية وجماعية عديدة، لم تكن آخرها أحداث 7 أيار، وفي ترهيب ثوار انتفاضة 17 تشرين، التي تهدف لتغيير السلطة السياسية الفاسدة الحاكمة الحالية في لبنان، كما لم تكن آخر تلك الأحداث، تحوُّل منطقة الرويس في قلب ضاحية بيروت الجنوبية قبل أشهر، إلى محور لمعارك ضارية سقط فيها قتلى وجرحى، بين مقاتلي أصحاب مُولِّدات اشتراك الهادي، ومقاتلي أصحاب مُولِّدات اشتراك تملكها عشائر بقاعية !! 

سلاح لمعارك داخلية 

    فالسلاح لعب دوره في العمل المقاوم ولعب دوره – أيضاً – في معارك الداخل، وانتقادات العلامة السيد علي الأمين لم تكن يوماً للسلاح الذي قام بالدور المقاوم، بل انتقد السلاح الذي لعب دوراً في معارك الداخل، وفي ترويع المعارضين ، والضغط على مخالفي الرأي في الوطن الواحد، وهو في نقده للسلاح لم يصدر منه عبارة : ” نزع سلاح المقاومة ” كما يدعي مخالفوه، لأن هذا التعبير يشتمل على نزاعات عنف خطيرة، وينطوي على دعوة مُبَطَّنة للاقتتال الداخلي بين أبناء الوطن الواحد، فهو في نقده للسلاح ينتقد السلاح المتفلت المستخدم في العنف والترهيب والترويع. 

حزب الله يساهم في استمرار بقية الأحزاب اللبنانية في العمل على التسلح 

 فليس صحيحاً أن العلامة الأمين، يُحرِّض على سلاح المقاومة أو يريد نزع سلاح المقاومة كما يقال ، والحق أن يقال – وكما يقول هو ويردد الكثيرون –  : إنه يريد حصر السلاح بالدولة اللبنانية والجيش اللبناني والأجهزة الأمنية اللبنانية الرسمية الحكومية، بطريقة تتم من خلالها الاستفادة من قدرات السلاح المقاوم تحت إمرة وقيادة الشرعية اللبنانية، فيتوقف بذلك سجال وصف بعض السياسيين لسلاح المقاومة بالسلاح غير شرعي.

إقرأ أيضاً: الممارسات العدوانية ضد المفتي الأمين (6): «حزب الله» ينخرط بالقتال ويوزع الإتهامات بالحرب الأهلية!

 فبرأي العلامة الأمين، “يمكن شرعنة سلاح المقاومة – إن صح التعبير – بتأسيس لواء في الجيش اللبناني نسميه لواء المقاومة مثلاً، ويكون هذا اللواء بقيادة وإمرة الدولة اللبنانية، ونضم فيه كل أفراد المقاومة وعناصرها وقياداتها، ليكونوا مقاتلين في لواء المقاومة في الجيش اللبناني، وفي ظل الدولة اللبنانية وبقرار الحكومة اللبنانية، ونوقف هذا الجدل العقيم الذي ما زال دائراً في لبنان بعد اتفاق الطائف  مما استدعى البحث حول استراتيجية دفاعية في حوارات متكررة، لم تؤدِ إلى نتيجة، بل كانت مضيعة للوقت وهدراً للطاقات، التي كان ينبغي أن تُصرف للقيام بإصلاحات بنيوية للاقتصاد، والاجتماع اللبناني لتجنُّب الوصول إلى الانهيار الحالي الذي وصلت إليه البلاد”.

و يخلص الى انه “حتى لا يبقى اللبنانيون في دوامة النقاش الفارغ حول شرعية سلاح المقاومة، يمكن قطع هذا الجدل، بإدخال قدرات المقاومة العسكرية والأمنية إلى تشكيلات الجيش اللبناني، كما حصل بالنسبة للأحزاب اللبنانية الأخرى  بعد أن وضعت الحرب الأهلية اللبنانية أوزارها”.

عودة الحرب الأهلية 

    وفي هذا الإطار يكون العلامة الأمين باقتراحه هذا، داعياً للحد من استخدام السلاح في منازعات الداخل، ويرفع المسؤولية عن الشيعة في تحمُّل أعباء ذلك، وبالتالي تجنيب البلاد والعباد سباق الأحزاب إلى التسلح من جديد، مما يُهدد بشبح حرب أهلية محتملة بقوة. 

 والعلامة الأمين، كما يطالب حزب الله باتخاذ هذه الخطوة، يدعو بقية الأحزاب والتنظيمات اللبنانية – كذلك – لانتهاج هذا النهج، ولا يخفى أن بقاء السلاح المتفلت، بحجة السلاح المقاوم وبالتَّلطِّي خلف السلاح المقاوم والتَّستُّر وراء السلاح المقاوم، بقاء هذا السلاح بحرية بيد حزب الله ساهم ويساهم، في استمرار بقية الأحزاب اللبنانية في العمل على التسلح، وهذه أخطر بشائر الحرب الأهلية التي يمكن أن تنفجر في أي لحظة. 

العلامة الأمين لم يدع لنزع السلاح الذي يقاوم إسرائيل  

وعندما تحدث العلامة الأمين عن السلاح الميليشياوي لم يقصد السلاح الذي قاوم إسرائيل، بل يقصد السلاح المتفلت الذي يُستخدم لفرض الخيارات السياسية في الداخل، والضغط باتجاه سيطرة جهة من الجهات، على مقدرات الدولة اللبنانية وقرار السلم والحرب في لبنان … ويقصد السلاح الذي يُستعمل في ترهيب الخصوم السياسيين ومخالفي الرأي، والسلاح الذي يُستخدم في كثير من العمليات النائية في القرى والمناطق والأحياء، لإخافة الناس واقتحام البيوت وترويع الآمنين، عند الخطابات النارية التي يُدلي بها بعض الساسة، في مناسبات يتكرر فيها مع كل خطاب سقوط قتلى وجرحى. هذا هو السلاح الميليشاوي الذي يقصده المفتي الأمين.

    ثم ادعاء أُنصار حزب الله على العلامة الأمين بالتحريض مردود من أساسه، كون اللغة التحريضية غير موجودة أساساً في قاموس مفردات الخطاب السياسي والاجتماعي للمفتي الأمين، طيلة فترة عمله السياسي والاجتماعي في لبنان منذ عودته من الحوزتين القمية والنجفية.

السابق
برّي يُحذّر اللبنانيين ويدعوهم للصمود.. وإلّا ستُقدّمون نصراً مجانياً لإسرائيل للإنقضاض علينا!
التالي
تشكيلة حكومية أخيرة سيُقدّمها الحريري لعون.. هل يخرج لبنان من المأزق الوطني الراهن؟