الممارسات العدوانية ضد المفتي الأمين (6): «حزب الله» ينخرط بالقتال ويوزع الإتهامات بالحرب الأهلية!

السيد علي الامين - قصر العدل
من المُضحكات المُبكيات في الممارسات العدوانية، حديثُ انصار حزب الله في الدعاوى القضائية الموجهة ضد داعية السلام والأمن والأمان العلامة السيد علي الأمين، واتهامه بجَرِّ لبنان إلى حرب أهلية، دون النظر بموضوعية إلى أدوات الحرب الأهلية الداخلية التي لا يمتلك العلامة الأمين شيئاً منها

لا يملك العلامة الفقيه السيد علي الأمين بجرِّ شيئا من أدوات الحروب وعناصرها، في حين كل أدوات وعناصر هذه الحرب موجودة بقوة عند كل من يتهمه بجرّ لبنان الى حرب أهلية.

حزب الله والحروب الداخلية

ومن الذي يُثير هذه التهمة في وجه المفتي الأمين؟ يُثيرها الذين أدخلوا لبنان بعد تحرير عام 2000 بمجموعة من الحروب الإقليمية، كادت أن تقوم بتفجير الوضع الداخلي اللبناني، عبر الانقسامات الحادة في الرأي بين مختلف القيادات والأحزاب اللبنانية، حول تدخلات حزب الله الخارجية، من سورية إلى العراق إلى اليمن وغيرها.

فحزب الله الذي قَدَّم قرابة ألف وخمسمئة شهيد لتحرير قسم من الجنوب اللبناني من الاحتلال الصهيوني، قَدَّم ثلاثة آلآف من أبناء الطائفة الإسلامية الشيعية اللبنانيين، قرابين على مذبح حروبه الداخلية والإقليمية، هذا عدا عن ما يزيد عن عشرة آلآف بين مُعوَّق وجريح.

إقرأ أيضاً: الممارسات العدوانية ضد المفتي الأمين(5): «حزب الله» يُرهب منتقدي المشروع الإيراني.. قضائياً!

وحزب الله الذي كان في السابق شريكاً قوياً في الحرب الأهلية اللبنانية، لمدة تُقارب العشر سنين من عمر وجوده الأول، حيث كانت له محاور رئيسية في هذه الحرب بين طرفي بيروت الشرقي والغربي، حزب الله هذا الذي كان يقول أمينه العام السيد حسن نصر الله: ” نستطيع إنهاء حالة التمرد في المناطق الشرقية بأيام لإقامة الجمهورية الإسلامية في لبنان “، وذلك في احتفال في حسينية حي السلم قبل اثنين وثلاثين سنة، وكان يقول عن حليفه الحالي الرئيس ميشال عون: ” عون حالة إسرائيلية !”.

ما هو حجم مناصري العلامة الأمين في لبنان عسكريا من حيث العُدة والعدد ليكون له دور في جَرِّ البلاد إلى حرب أهلية 

فحزب الله مع كل طروحاته الإلغائية في الدائرة اللبنانية عموماً والدائرة الشيعية خصوصاً، يتَّهم العلامة الأمين بافتعال حرب أهلية، في حين انه حروبه كانت باكورتها داخلية ضدّ ثنائيته الحالية حركة امل، التي استمرت ثلاث سنوات نهاية الثمانينات القرن الفائت مخلفة آلاف القتلى والجرحى من الطرفين، ثم خاض معركة 7 أيار في شوارع بيروت لالغاء تيار المستقبل على الساحة السنية اللبنانية، مع العلم انه ما زال العديد من الشخصيات الشيعية، من علماء دين مستقلين وأساتذة وباحثين ومفكرين ومثقفين وإعلاميين، يخشون طرح أفكارهم وآرائهم بحرية، فيا للعجب من كل ذلك ومن هذه المغالطات الفظيعة !

تساؤلات مشروعة

ثم ما هو حجم مناصري العلامة الأمين في لبنان عسكريا، من حيث العُدة والعدد ليكون له دور في جَرِّ البلاد إلى حرب أهلية داخلية، وذلك قياساً على من لديهم القدرة على خوض هذه الحرب، وهل يقود المفتي الأمين حزباً أو تنظيماً مسلحاً ليكون له القرار بحرب أهلية؟! ولو تأملنا في لبنان في الواقع التسليحي والتعبوي والتدريبي والخبرات القتالية وعدد المقاتلين، والدعم المادي الداخلي والخارجي والأرضية اللوجستية لتنظيمات لبنان، لوجدنا حزب الله الحزب الأكثر قدرة واستعداداً وأهلية لفتح باب الحرب الأهلية الداخلية، ولكن العجيب ان انصاره يوجهون الاتهام نحو داعية السلام والحوار بين الاديان العلامة الفقيه السيد علي الامين!

قَدَّم حزب الله ثلاثة آلآف من أبناء الطائفة الإسلامية الشيعية اللبنانيين قرابين على مذبح حروبه الداخلية والإقليمية 

فهل نقد المفتي الأمين لممارسات حزب الله السياسية غير الدينية وهو حقّ له، يكفي لخوض حرب أهلية، أم أنه فقط يضر بتحالفات الحزب الانتخابية وبنفوذه وبتسلطه على رقاب كل المسلمين الشيعة في لبنان؟ وهل كل انتقاد لبعض سياسات وممارسات حزب الله هو مشروع حرب أهلية ؟!

السابق
وزير الخارجية القطري يجول على الرؤساء الثلاثة: مستعدّون للمساعدة على حلّ أزمات لبنان!
التالي
وفد اقتصادي فرنسي الى لبنان غداً.. ماذا عن «اعتذار» الحريري؟