في حين كان يراهن “حزب الله” على ان حليفه البرتقالي، يحتاج الى من ينزله عن شجرة التعطيل، وان يسهل مبادرة الرئيس نبيه بري، تؤكد مصادر مواكبة لتأليف الحكومة لـ”جنوبية”، ان باسيل “طمع” في رغبة “حزب الله” بعد اشارات ايرنية- فرنسية، بضرورة تشكيل الحكومة على ابواب الاعلان عن تسوية بين اميركا وايران من بوابة فيينا والنووي.
وطمع باسيل هذا تجاوز “حدود المعقول والممكن”، في حارة حريك، والتي فوجئت بأن باسيل يريد وعداً بتبني ترشيحه الرئاسي، والضغط على سليمان فرنجية مرة ثانية لسحب ترشيحه كرمى لباسيل، لكن الجواب اتى من “حزب الله” ان الرئاسة ليست ملحة والاهم بقاء البلد.
كان يراهن “حزب الله” على ان حليفه البرتقالي يحتاج الى من ينزله عن شجرة التعطيل وان يسهل مبادرة بري
وامس ترجم غضب “الثنائي” على باسيل في مناسبتين الاولى: كلام بري ان مبادرته لن تتوقف، وهي مستمرة، وانه لن يسمح بالعبث بالدستور أو الإخلال بالتوازنات.
والثانية على لسان رئيس المجلس التنفيذي السيّد هاشم صفي الدين، الذي اعتبر «يخطئ من ظن ان تمسكنا الدائم بالمبادرات يعطيه المزيد من الوقت».
طمع باسيل بحزب الله تجاوز “حدود المعقول والممكن” والذي فوجىء بأنه يريد وعداً بتبني ترشيحه الرئاسي وسحب ترشيح فرنجية مرة ثانية!
وقال صفي الدين: «حينما نتحدث عن المبادرات، وتحديدا المبادرة التي يصر عليها الرئيس بري و«حزب الله» ومعهم كل الحريصين على اخراج البلد من مأزقه، نرى ان البعض يدفع باتجاه التيئيس فيما نحن ندفع باتجاه الامل، فهناك خطابان في لبنان».
وتابع: «البعض، ربما لا يدرك ان رهاناته التي يعتمدها ولو على حساب الناس، ووجعهم ستغرقه وتغرق البلد معا. اننا نتمسك بالمبادرات المتتالية والمحاولات التي نأمل منها ان تخرج البلد مما هو فيه، حتى لا نصل الى الارتطام بالصخرة التي اذا ارتطم بها الوضع اللبناني فسيكون لبنان امام كوارث حقيقية».
لقاء بين بري والحريري
واليوم تؤكد معلومات متقاطعة بين عين التينة وبيت الوسط لـ”جنوبية” ان المقر الاول سيشهد لقاءاً بين الرئيسين بري والحريري وسيكون الملف الحكومي حاضراً كما سيضع بري الحريري في اجواء اتصالاته والتي يقوم بها معاونه النائب علي حسن خليل.
وتفيد المعلومات ان بسبب العلاقة المتوترة بين بري وعون وباسيل على خلفية السجالات الاخيرة، طلب بري من “حزب الله” التواصل مع باسيل والضغط عليه “كما يجب” لوقف عرقلته الحكومية.
طلب بري من “حزب الله” التواصل مع باسيل والضغط عليه “كما يجب” لوقف عرقلته الحكومية
وتتمحور مطالب بري، حول منح باسيل الثقة للحكومة، مقابل ايجاد حل لتسمية الوزيرين المسيحيين المستقلين، بينما يذهب البعض، الى القول ان المشكلة في تسمية المسيحيين لوزارتي الداخلية والعدل.
وفيما تردد من مصادر تابعة لبيت الوسط، ان الحريري في صدد تقديم تشكيلة الى عون خلال ايام، لا تزال الامور متوقفة عند اللقاء المرتقب والذي سيجمع “حزب الله” بباسيل.
نصائح برتقالية لباسيل!
وفي خضم التأزم بين “حزب الله” وباسيل، تؤكد معلومات لـ”جنوبية”، ان هناك فريق حول باسيل يرى ان الخسارة تكبر بومياً مع عرقلة تشكيل الحكومة، وان الخاسر هو العهد وباسيل ويتآكل رصيد الاخير المسيحي.
إقرأ ايضاً: «حزب الله» يَحتكر البنزين بالسلاح جنوباً..ويُهدد محطات بالحريق بقاعاً!
وينصح هؤلاء باسيل، بعدم ممارسة مزيد من الضغط على “حزب الله”، لأنه “محشور”، وعند شعوره بـ”ثقل الوزن” سيرمي به في الماء!
الترسيم على الطاولة؟
من جهة ثانية، تحرّك فجأة ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان والكيان الاسرائيلي حيث وصل الى بيروت امس الوسيط الأميركي لعملية التفاوض غير المباشر في شأن ترسيم الحدود البرية الجنوبية السفير جون دوروشيه، وزار رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.
وافادت معلومات اعلامية ان هدف زيارته هو استطلاع موقف لبنان من استئناف المفاوضات بعد الجمود الذي اصابها اثر الخلاف على الخرائط الجديدة للطرفين، اضافة الى معرفة تقييم لبنان لما وصلت اليه المفاوضات حتى الان. وابلغ الرئيس عون انه سيزور اسرائيل ايضا بعد تشكيل الحكومة الاسرائيلية الجديدة برئاسة نفتالي بينيت لمعرفة موقفها من استئناف المفاوضات والطرح الاسرائيلي وسيعود الى لبنان لإبلاغ المسؤولين بالنتائج.
واوضحت المعلومات ان دوروشيه دعا الى اعتماد الليونة من الطرفين في التعاطي مع ملف المفاوضات، ولكنه لم يقدم اي التزامات محددة، واكتفى بالتنويه بموقف لبنان وتعاونه، وبحرفية ومهنية الوفد المفاوض اللبناني.
