الغلاء يُبدّل «ملامح» النساء.. و مساحيق الغسيل «تنهش» أياديهن!

نساء لبنان
واقع جديد فرضته الأزمة المالية على اللبنانيين الذين باتوا يتقشّفون حتّى الطعام والشراب، ويُحاولون التأقلم مع واقع معيشي صعب لم يمرّ عليهم حتى في أسوأ فترات الحرب مع اسرائيل والحرب الأهلية.

لعلّ نساء لبنان يعكسنُّ الواقع الحقيقي لما تعيشه العائلات اللبنانية، اذ تروي هند وهي ربة منزل وأم لولدين كيف استبدلت مسحوق الغسيل التي اعتادت على شرائه بعدما وصل سعره الى المئة الف ليرة، لتستبدله بآخر أقل كلفة ولكنها عانت بحساسية في يديها كلّفتها فحصية حكيم وعلاج بقيمة 500 الف ليرة.

انتظر أولادي جميعهم للإستحمام لأجمع ثيابهم المتسخة وأقوم بغسلها كلها مرة واحدة كي أوفّر

إقرأ أيضاً: أمّهات لبنان «يبكينَ» أحوالهنّ: طبخنا «بلا طعمة»!

وتقول لـ”جنوبية”: “لم اعد استخدم الغسالة الأوتوماتيك لأنها تحتاج الى كميات أكبر من مساحيق الغسيل، وتكلّفني أيضاً مصروف في الكهرباء، واستعضت عنها باستخدامي غسالة عادية انتظر أولادي جميعهم للإستحمام لأجمع ثيابهم المتسخة وأقوم بغسلها كلها مرة واحدة كي أوفّر، كما وتوقّفت عن استخدام المنعّم للغسيل اذ بات في هذا الزمن بمثابة كماليات”.

وتابعت: “الأمر نفسه يحصل في جلي الصحون مع استخدامي لمسحوق أقل سعراً ولكنه لا يزال غالٍ بالنسبة اليّ”.

كما وتطرقت الى أزمة انقطاع المياه في فصل الصيف اذ “بتنا نشتري صهريج المياه بـ40 الف ليرة”، تقول هند.

قررت السماح للشيب بأن يغزي رأسي عوضاً من أن أدفع شهرياً أكثر من 80 الف ليرة لتلوينه

فيما تلفت ريما في حديثها لـ”جنوبية” الى ان “الأزمة المالية دفعتنا حتّى لاستبدال الشامبو الذي نستخدمه لغسل شعرنا واستعضنا عنه بشامبو للجسم والشعر معاً بعدما وصل سعر الغالون الى 100 الف ليرة”، وتتابع: “حتّى الصبغة حُرمنا منها وقررنا التوقف عن صبغ شعرنا بعدما وصل سعر العلبة الى الـ39 الف ليرة، وانا احتاج علبتين في الشهر، وبالتالي بات من المستحيل تأمين تلك المواد لذلك قررت السماح للشيب بأن يغزي رأسي عوضاً من أن أدفع شهرياً أكثر من 80 الف ليرة لتلوينه”.

بتنا نخاف على فناجين الزجاج والصحون كخوفنا على اولادنا بعدما باتت اسعارها خيالية

وتتابع: “لديّ صديقات بدأن ببيع مساحيق التجميل الخاصة بهنّ عبر موقع فايسبوك خاصةً الـbrands بعدما باتت اسعارها خيالية فقررن الاستفادة منها في هذه الأزمة الخانقة واستبدالها بمساحيق محلية او سورية الصنع التي تعد أرخص سعراً”، معتبرةً ان “اللبناني سيتأقلم وهذه هي الأزمة الحقيقية التي تتربص بنا، نحن لا نريد التأقلم مع واقع لا يُشبهنا، نسير الى الخلف فيما يسير العالم الى الأمام”.

وتتطرق ريما الى الغلاء الكبير في اسعار ادوات المطبخ قائلةً: “بتنا نخاف على فناجين الزجاج والصحون كخوفنا على اولادنا بعدما باتت اسعارها خيالية، ولم يعد باستطاعتنا تجديد حتّى أطقم السكاكين والملاعق، والله أعلم الى أين ستهوي بنا الأيام”.

السابق
«أمل» تُحذّر من عرقلة مبادرة برّي الحكومية.. هل يعتذر الحريري؟
التالي
الأسعار ارتفعت 670%.. الأمم المتحدة: نصف اللبنانيين يعيشون في الفقر!