أمّهات لبنان «يبكينَ» أحوالهنّ: طبخنا «بلا طعمة»!

الازمة الاقتصادية في لبنان
نمط حياةٍ جديد فرضته السلطة الحاكمة على الشعب اللبناني الذي لم يكبّله يوماً لا حروب ولا حتّى ضائقة مالية، بل لاطالما كان قادراً على التأقلم وإيجاد الحلول البديلة في سبيل الإستمرار واللحاق بالزمن الذي وعلى ما يبدو بات هو والسلطة عليه.

منذ أن بدأت دلائل انهيار النظام المالي في لبنان بالظهور عام 2019، دخل معها اللبناني بدايةً في فترة الإنكار علّ وعسى ان تحصل “عجيبة” وتُعيد أموال المودعين أو تُشكّل حكومة وتحظى برعاية خليجية تُعيد ضخّ السيّاح في لبنان وينتعش معها القطاع الخدماتي والسياحي الذي بات معدوماً اليوم إلّا ان أمراً كهذا لم يحصل، لا بل باتت الأزمة المالية وجهاً الى وجه مع المواطن الكادح الذي لم يعد لديه رفاهية اتخاذ قرار آخر سوى العيش “يومك يومك”، محاولاً إيجاد الحلول المؤقتة بانتظار ان تتفق السلطة الحاكمة على تشكيلة حكومية قادرة على حلّ الأزمات المتراكمة تباعاً.

إقرأ أيضاً: يوميات لبناني في زمن الازمة..ألبسة مستعملة و«تقنين» في اللحوم والأجبان والحلويات!

من هنا، ولمعرفة الواقع الذي باتت تعيشه الطبقة المتوسطة في لبنان والتي تلاشت الى ان أصبحت كتلك الفقيرة، يمكن لأي شخص مسامرة الأمهات أو ربّات المنازل اللواتي يعكسن بصورة واقعية كيف يعيش اللبناني وأولاده وأقاربه في ظل أسوأ أزمة مالية تعصف بلبنان منذ القرن التاسع عشر حسب تعبير البنك الدولي اليوم الثلاثاء.

نُقنن حتى أكلنا وشربنا نبحث عن أرخص أنواع المواد الغذائية الى ان بتنا لا نعرف روائح طبخنا

تقول ريما وهي ربّة منزل وأم لأربعة أولاد في حديث لموقع “جنوبية”: “بتنا نُقنن حتى أكلنا وشربنا، نبحث عن أرخص أنواع الزيت، الحليب، الجبن، الى اننا لم نعد نعرف روائح طبخنا الذي تعوّدنا على تقديمه بأجود المواد وأفضلها، بتنا نُكثر من اعداد السلطة من بعض المنتوجات المتواضعة التي زرعناها في حديقتنا، نستبدل الخيار بالحشائش الموجودة بشكل دائم كالخس والنعنع”.

لا ننسى المعكرونة التي باتت طبختنا المتكررة مع توافرها بكثرة في معظم المنازل كونها توزّع مع الإعاشات

اضافت: “كنا نشتري سابقاً 4 الى 5 فراريج في الشهر ونقوم بتفريزها ، امّا اليوم بتنا نشتري فروجين ونقوم باقتسام الفروج على طبختين او 3 طبخات. كنا نستخدم رزّ هندي في الكبسة مثلاً اليوم بتنا نقوم بخلطه مع رز المصري للتوفير، ايضاً لا ننسى المعكرونة التي باتت طبختنا المتكررة مع توافرها بكثرة في معظم المنازل كونها توزّع مع الإعاشات”.

وتابعت في عينين دامعتين: “كنا سابقاً نقوم يومياً بتحضير تروقية من الفول المدمّس اليوم وبعدما وصل سعر المجمع الى 8 آلاف ليرة، بتنا ننتظر اجتماع العائلة كاملةً لنقوم بتحضيره ، فيما غابت عن عصرونياتنا وصبحياتنا المكسّرات والشيبس وغيرها بعدما بات سعر الكيلو خيالي وللأغنياء فقط او لمن يقبض بالدولار”.

وتروي أخرى كيف تعلمت صنع “المايونيز مثلاً في المنزل ببيضة واحدة وخل وزيت نباتي بعدما وصل سعر العلبة الجاهزة صغيرة الحجم 16 الف ليرة”، وتتحدث ايضاً كيف باتت تشتري 5 ليتر من الحليب البقري الذي وصل سعره الى الـ30 الف ليرة لتصنع منه “لبنة وجبنة ولبن منزلي عوضاً عن شراء قالب جبنة العكّاوي منفرداً بـ30 الف ليرة”.

يواجه اللبنانيون خطراً محتملاً في الأشهر القريبة القادمة مع رفع الدعم بشكل كامل

هكذا أصبح حال العائلات اللبنانية، بتوقيت دولار يبلغ سعر صرفه 13000 ليرة في السوق السوداء، فيما يواجه اللبنانيون خطراً محتملاً في الأشهر القريبة القادمة مع رفع الدعم بشكل كامل عن الدواء، المحروقات والمواد الغذائية، فيما لا تزال القوى السياسية تتناهش الحصص الوزارية والحقائب التي يدّعون انها تمثّل “حقوق الطوائف” التي باتت ورعاياها بلا حقوق ولا من يحزنون!

السابق
دعاوى قضائية بحق سلامة في فرنسا.. ومحاميه يُبرر!
التالي
جنبلاط يُناشد «الرفاق والمناصرين».. ويدعوهم لترك الزجل!