يؤكد متابعون للعلاقة بين “حزب الله”، و”التيار الوطني الحر” لـ”جنوبية”، ان ما يجري من تصريحات لبعض قيادي “التيار البرتقالي” تجاه “حزب الله”، وخصوصاً لجهة تحميل “الحزب” مسؤولية تغطية الفساد وتبرئته من المشاركة فيه، ليس الا من باب توزيع الادوار و”اللعبة السياسية”، ويستفيد منه الطرفان.
فمن جهة “التيار الباسيلي”، يحتاج رئيسه النائب جبران باسيل، الى معارك مستمرة ضد عدو وهمي، او خصم ما على وزن الرئيس نبيه بري، مثلاً بعد إستنفاذ التهجم المستمر على الرئيس المكلف سعد الحريري، وانكشاف لعبة التعطيل بين “حزب الله” وباسيل.
يحتاج باسيل الى معارك مستمرة ضد عدو وهمي او خصم ما على وزن بري مثلاً بعد إستنفاذ التهجم المستمر على الحريري
فمن جهة يشد باسيل عصب جمهوره المسيحي، ويواصل معاركه حتى نهاية العهد، ولحجز مقعد اساسي للمرشحين الجديين الى كرسي بعبدا.
إقرأ ايضاً: خاص «جنوبية»: 8 قتلى للجيش السوري في الغارة الاسرائيلية على حمص بينهم ضابط كبير.. وتكتم مريب!
اما في مقلب “حزب الله”، تستفيد حارة حريك من الهجوم العوني والمسيحي عليها، ايضاً لشد العصب الشيعي ولتحويل الانظار عن الفضائح المالية والانهيارات المتواصلة، التي يتحملها باسيل والرئيس ميشال عون.
بينما “حزب الله” يغطي الفشل البرتقالي ويؤمن الرافعة لعون. وبالتصويب المباشر على بري من قبل “التيار” واخره هجوم النائب زياد اسود على بري منذ ايام، واتهامه بتعطيل العهد والتحريض لافشاله، يستفيد “حزب الله” ايضاً من اتهامه من باسيل بالفساد، ليقول لبري والجمهور الشيعي ولا سيما “حركة امل”، ان الضغط عليه كبير ويجب القيام بأية خطوة لركوب موجة “مكافحة الفساد”، والتضحية بكبش محرقة من عندي بري مثلاً.
يستفيد “حزب الله” ايضاً من اتهامه من باسيل بالفساد ليقول لبري وجمهور “امل” ان الضغط عليه كبير ويجب القيام بأية خطوة لركوب موجة “مكافحة الفساد”!
وتحميل بري الفساد لا يتم فقط من الجمهور العوني او القواتي او اخرين، بل هو الطبق الرئيسي والمفضل عند جمهور “حزب الله”، الذي يُحمّل بري والحريري ووليد جنبلاط ايضاً، مسؤولية الفساد بينما يُحيّد باسيل لضرورات متعلقة بالمصلحة من “ورقة التفاهم” وليس حباً بشخص باسيل والمكروه شيعياً هو وعون، وفق المتابعون انفسهم الى درجة كبيرة.
