«صيرفة» تسابق «السوق السوداء».. غبريل لـ«جنوبية»: «المركزي» لا يملك عصا سحرية لخفض الدولار!

نسيب غبريل
كل أسبوع يطلق مصرف لبنان بيانا حول المنصة الجديدة "صيرفة" التي ستسمح للتجار بشراء الدولار عبرها بسعر 12 ألف للدولار الواحد، بينما الدولار في السوق السوداء يواصل إرتفاعه ليتخطى 13 ألف ليرة علما أن أحد أهداف المنصة هو إعادة التوازن إلى السوق السوداء .فما هو السبب؟

تتواتر الأخبار عن  منصة مصرف لبنان الجديدة، التي من المفترض أن تُساهم في ضبط سعر صرف الدولار في السوق السوداء، لكن عمليا لا شيء محسوما وسعر الدولار يزيد عن 13 ألف ليرة للدولار الواحد، ما يجعل الهدف الاساسي الذي وُضعت لأجله مجرد وهم، علما أن اللغط لا يزال دائرا بين التجار عن الموعد الرسمي لإنطلاق عملها، وتحويل طلباتهم التي تقدموا بها إلى المصارف لتحويل ليراتهم إلى دولارات، فما قصة المنصة الجديدة مع سعر دولار السوق السوداء الذي يزداد إرتفاعا منذ الاعلان عن بدء عملها في بداية الاسبوع بدل أن ينخفض؟

إقرأ أيضاً: سطل اللبن «يحلب» جيوب الفقراء.. ٥٠ الف ليرة!

في البداية لا بد من الاشارة إلى أن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة أعلن يوم الجمعة “ان البنك المركزي سيقوم بعمليات بيع للدولار الأميركي للمصارف المشاركة على منصة “صيرفة” بسعر 12 ألف ليرة للدولار الواحد واستناداً الى ما تقدّم، يطلب من المشاركين الراغبين بتسجيل كل الطلبات على المنصة اعتباراً من الاثنين 31 أيار 2021 لغاية الاربعاء 2 حزيران 2021، شرط تسديد المبلغ المطلوب عند تسجيل الطلب بالليرة اللبنانية نقداً وأنه سيتم تسوية هذه العمليات يوم الخميس 3 حزيران 2021. تدفع الدولارات الاميركية لدى المصارف المراسلة حصراً”.

عمليا لا شيء محسوما وسعر الدولار يزيد عن 13 ألف ليرة للدولار الواحد

لا آثار إيجابية لـ«صيرفة»

هذه التحضيرات لإطلاق المنصة بشكل فعلي وبالتالي تعميم تأثيرها الايجابي على سعر صرف الدولار يبدو أنه بعيد المنال إلى الآن، أما الاسباب فيشرحها لـ”جنوبية” الخبير الاقتصادي نسيب غبريل فيقول:”المنصة لم تنطلق من أسبوع  كما يشاع، ولكن الحقيقة أن مصرف لبنان لم يصدر أي بيان يعلن فيه إنطلاق عمل المنصة رسميا إلا يوم الجمعة (28 أيار)، واليوم تخضع المنصة لتجارب تقنية”، لافتا إلى أن “البيان الذي أصدره المصرف المركزي الاسبوع الماضي الذي حدد سعر صرف الدولار على 12 ألف ليرة للدولار الواحد وطلب من المصارف إستقبال طلبات التجار بين 21 و 25 أيار، وأنه سيُبت بالطلبات بدءا من 27 أيار وما يحصل أن المصارف لا تزال تتحضر تقنيا إذ تنشط دوائر التقنية بالمصارف بوصل الفروع التابعة لها بهذه المنصة”.

المنصة لم تنطلق من أسبوع  كما يشاع

يشدد غبريل على أن”مصرف لبنان لا يملك عصا سحرية لخفض سعر الدولار في السوق الموازية أو السوق السوداء، لذلك فإن التوقعات من إطلاق المنصة يجب أن تكون متواضعة  وواقعية”، مشيرا إلى أنها “محاولة من المركزي لتعبئة جزء من الفراغ، الذي ولّده غياب السلطة التنفيذية الحقيقية منذ أكثر من 9 أشهر، وعدم تطبيق الاصلاحات ووضع خطة للنهوض الاقتصادي وتوقف المفاوضات مع صندوق النقد الدولي”.

أهداف المنصة

ويشرح أهداف المنصة بأنها “لجم تراجع سعر صرف الليرة في السوق الموازية (السوداء)، والحد من اللجوء إليها من قبل التجار لشراء الدولار، وإضفاء شفافية على الطلب على الدولار وايجاد سعر منطقي لسعر الصرف قدر الامكان، لأن سعر الصرف في السوق الموازية يخضع للمضاربات والتطبيقات الالكترونية”، مؤكدا أن “المنصة لا يمكنها إلغاء السوق السوداء لأن هذا الامر يتطلب خطة أوسع بكثير، أولا تأليف حكومة جديدة ووضع خطة إنقاذية شاملة، وإصلاحية تتضمن معالجة الاختلالات في المالية العامة وإعادة هيكلة القطاع العام، ومعالجة الوضع النقدي من خلال وضع آلية لتوحيد أسعار صرف الدولار في السوق اللبناني  ومعالجة التحديات الاجتماعية والمعيشية  ووضع إجراءات لتحقيق النمو الاقتصادي”.

المنصة لا يمكنها إلغاء السوق السوداء لأن هذا الامر يتطلب خطة أوسع بكثير

ويرى أن “الخطوة الاهم هي الذهاب بهذه الخطة للتفاوض مع صندوق النقد الدولي، بهدف الوصول إلى إتفاق إصلاحي وبعدها يتم الاتفاق بين الحكومة ومصرف لبنان من جهة، وصندوق النقد من جهة أخرى على آلية لتوحيد أسعار الصرف”، مشيرا إلى “أننا بحاجة إلى ضخ أموال في السوق اللبناني وهذا الامر لن يحصل قبل الوصول إلى إتفاق مع صندوق النقد”.

 ويختم:”تقلبات سعر الصرف في السوق الموازية له علاقة بالوضع السياسي المشحون والمزايدات واللامبالاة وعدم وجود حكومة”.

السابق
بالصور: سرقة سيارة في عكار بوضح النهار.. بطريقة احترافية وجديدة!
التالي
حسام الصباح يرحل باكراً ويترك مسرح النبطية وحيداً