غرَد احد مربي الابقار في الجنوب على صفحته ما يلي “شوال” علف الأبقار ٥٠ كلغ صار حقّو ٢٠٠،٠٠٠ ليرة. يعني، وبحسبة صغيرة، بيكون المزارع عندو حلّين: أو ببيع سطل الحليب ال٥ ليتر ب٣٥،٠٠٠ ليرة واللبن لحد ال ٤٠،٠٠٠ ليرة أو يسلّم رقاب بقراتو للحّام ضيعتو أو لمسلخ مدينتو وبيخلص من هالهمّ وبحّ. اذا ما حدا يلوم المزارعين على سعر الحليب واللبن ولا حدا يجادلن…
بالفعل فأن مربي الابقار في البلدات والقرى واصحاب المزارع قد بدأو بيع “سطل” اللبن خمسة كيلو غرامات ب35 الف ليرة.. والخير لقدام ،فيما كان يباع قبل أيام ب27 الف ليرة وقبلها بعشرين وعشرة وثمانية آلاف ،في حين مهدت شركات الالبان والاجبان المحلية لزبائنها، بأن اسعارها سترتفع ابتداء من الاثنين، على ان يبلغ سعر الكيلو نحو عشرة آلاف ليرة ،وبذلك يصبح سطل اللبن حجم خمسة كيلو غرامات بخمسين الفا.
اصبح المزارع المواطن والمواطن المستهلك لهذه المادة الحيوية في مركب واحد
فقد اصبح المزارع المواطن ، والمواطن المستهلك لهذه المادة الحيوية في مركب واحد، بعد رفع الدعم عن مختلف انواع الاعلاف المستوردة، وبيع الذرة المخمرة والٌفُصة المحليتين باسعار الاعلاف المستوردة من الخارج.
تعتبر بلدة عيترون في قضاء بنت جبيل، واحدة من اكبر البلدات التي تربى فيها الابقار التي يعتمد غذاؤها على الاعلاف ،بعدما اصبحت المراعي غير متوفرة الى حد كبير خصوصا في الجنوب، في ظل استصلاح معظم الاراضي وتحويلها الى بساتين.
يشير رئيس نقابة مربي الابقار في الجنوب فادي الضاوي، وهو أحد مربي الأبقار، الى ان “نسبة تربية الابقار في الجنوب تراجعت خلال الفترة القليلة الماضية اكثر من اربعين بالمئة، نتيجة الارتفاع المستمر في الكلفة واسعار الابقار الحلابة، التي يتوسط سعر الواحدة منها 25 مليون ليرة لبنانية بعدما كانت بثلاثة ملايين .
ويقول ل “جنوبية”، ان “وقت ما كان يعرف بالدعم، سجل السعر الوسطي للطن الواحد من الاعلاف المركبة مليون ونصف المليون ليرة، واحيانا كثيرة بسعر اعلى جراء فقدانه واحتكاره، وبمجرد الحديث عن رفع الدعم قبل رفعه رسميا، طار سعر الطن الى اضعاف مضاعفة واصبح يزيد على اربعة ملايين، وبالتالي فان تبعات رفع الدعم عن الاعلاف وزيادة كلفة التصنيع والاجور، ستؤدي حتما الى ارتفاع سعر الحليب والالبان والاجبان المحلية، و يضيف”: فكيلو الحليب يكلف المزارعين حاليا خمسة آلاف ومئتي ليرة ، رغم ذلك ما زلنا الى “اليوم” نسلم سطل اللبن 5 كيلو بثلاثين الفا.
إقرأ أيضاً: «حزب الله» يُعزز مُحازبيه مالياً جنوباً..والحكومة «تُعاقب» المُقيمين والمغتربين بالبنزين!
ويشير الى ان “البقرة تدر من 20 الى 30 كيلو غراما وتحتاج يوميا غذاء يتجاوز عشرة دولارات، بسبب الارتفاع القياسي باسعار العلف الموسمي، ومثالا على ذلك فان طن الٌفٌصة المنتج محليا في البقاع نحو مئتي دولار والذرة المخمرة سبعين دولارا، وأن مادة “تريتيكال” مثل الذرة المخمرة غير موجودة في الاسواق، وقد ابتلعها التجار الكبار المقتدرين ،وهذا سيؤدي ايضا الى صعوبة اضافية على مربي الابقار
لم يعد بإمكان مربي الابقار شراء الاعلاف الموسمية بعدما ارتفعت خمسة اضعاف
وكشف الضاوي ان “شركات الالبان والاجبان اللبنانية كانت تسلم سطل اللبن 2 كيلو غرام ب16 الف ليرة، وابلغت زبائنها بانه سيسلم الاثنين ب19 الف، ومعنى ذلك انه سيباع باكثر من واحد وعشرين الف ،وحكما سيصبح سطل اللبن على هذه القاعدة بخمسين الف ليرة، مضيفا “: لم يعد بأمكان مربي الابقار شراء الاعلاف الموسمية (تبن وذرة مخمرة وقش على انواعه)بعدما ارتفعت خمسة اضعاف، وهذا ما يهدد نشاط تربية الابقار والمواشي وفقدان آلاف فرص العيش.
وختم ضاوي ان “المطلوب من الدولة الدعم للمزارع ، لان كلفة تربية الابقار صارت مكلفة جدا، وكثير من المربين يبيعون ابقارهم ،فاضافة الى الكلفة الباهظة للاعلاف ،هناك كلفة علاج الابقار وادويتها المرتفعة ،وايضا وقف كل اعمال التهريب”.
