الحكومة رهن نجاح مبادرة بري.. وضغط من «حزب الله» على باسيل!

نبيه بري

مع دخول رئيس مجلس النواب نبيه بري الى خط التاليف الحكومي مجددا، في محاولة أخيرة منه للتهدئة بين فريقي بعبدا وبيت الوسط، في مستجدات الاتصالات الحكومية، الأمور لا تزال “مرهونة بخواتيمها” وفق تعبير مصادر مواكبة لهذه الاتصالات، آثرت عدم الإفراط بالتفاؤل “تحت وطأة التجارب المريرة السابقة”، موضحةً لـ”نداء الوطن”، أنّ كل ما تحقق حتى الساعة هو “تلمس بوادر نوايا جدية لإيجاد مخرج سريع للأزمة”، من دون الاستحصال على “تعهدات وضمانات نهائية في هذا الاتجاه أو ذاك خارج نطاق تسليم جميع الفرقاء بصيغة الـ24 وزيراً للتشكيلة المرتقبة”، متوقعةً أن تتبلور الصورة أكثر مع عودة الرئيس المكلف سعد الحريري إلى بيروت، حيث “سيتولى رئيس مجلس النواب نبيه بري عملية طرح أفكار محددة معه لتدوير الزوايا بينه وبين رئيس الجمهورية ميشال عون، على أن يتولى “حزب الله” دفع رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل باتجاه ملاقاة جهود بري مع الحريري عند منتصف الطريق”.

اقرا ايضا: بري يحاول «قطف الحكومة» قبل إنتخابات إيران..وماكرون «يُرشح» جوزاف عون من الإليزيه!

من جهتها، تحدثت مصادر عونية، بحسب “اللواء” عن ان التواصل بين الثنائي الشيعي والنائب جبران باسيل استقر على طلب مهلة 48 ساعة في انتظار عودة الرئيس المكلف سعد الحريري. واعتبرت المصادر ان عدم عودة الرئيس المكلف، تحمله مسؤولية تعثر المبادرة الجديدة، التي يرعاها رئيس المجلس النيابي نبيه برّي. ولاحظت مصادر متابعة لعملية تشكيل الحكومة ان ربط اعادة تفعيل الاتصالات والمشاورات لتشكيل الحكومة العتيدة بعودة الحريري إلى بيروت مبالغ فيه ويشكل محاولة من قبل الرئاسة الاولى لاعتبار الحريري بانه هو الذي يؤخر التشكيل والمشكل مرتبط به لوحده، وذلك لصرف الأنظار عن مسؤولية رئيس الجمهورية وصهره جبران باسيل المباشرة عن تعطيل تشكيل الحكومة الجديدة، كما أصبح يعرف الناس داخليا والخارج معاً.

 وقالت: المشكل سببه تجاوز رئيس الجمهورية لصلاحياته ومحاولته فرض اعراف وبدع ومطالب تعجيزية من ضمنها حصول فريقه السياسي على الثلث المعطل والقبض على وزارات وازنة، وكل ذلك من شأنه الالتفاف على المبادرة الفرنسية واستنساخ حكومة مموهة شبيهة بحكومات الوحدة الوطنية السابقة التي فشلت فشلا ذريعا في القيام بالمهمات المنوطة بها. ولذلك فإن التشبث بهذه المطالب والشروط معناه العودة إلى البداية في التشكيل.

واعتبرت المصادر ان اشاعة اجواء مؤاتية توحي بقرب حلحلة ازمة التشكيل مرده الى تردي الأوضاع العامة وفشل كل محاولات ارغام الرئيس المكلف على التنحي واخرها الرسالة الرئاسية إلى المجلس النيابي والتي اتت في غير النتائج التي توقعها العهد وليس لصالحه اطلاقا. واستندت المصادر الى سلسلة اللقاءات التي اجراها الرئيس برّي مع الرئيس المكلف والنائب باسيل كل على حدة والتي استتبعت بلقاء مطول بين النائب علي حسن خليل والنائب باسيل بالامس وتم خلاله البحث في بلورة افكار وطروحات لتذليل الخلافات وتسريع عملية التشكيل. كما جرت اتصالات بعيدة من الاضواء مع حزب الله لهذه الغاية أيضا.

 ووصفت المصادر تسريبات محددة من اوساط الرئاسة الاولى عن ارسال الرئاسة الاولى نماذج لهيكلية تشكيل الحكومة الى كل من البطريرك الماروني بشارة الراعي والرئيس بري لكي يتم ارسالها إلى الرئيس المكلف بأنها غير صحيحة وترمي إلى وضع عراقيل مفتعلة لاعاقة التشكيل باعتبارها أن مثل هذه المحاولة كانت مرفوضة منذ البداية. اما ما يحصل فهو تبادل افكار معينة للصيغة التي اقترحها بري لحكومة من٢٤ وزيرا، لا ثلث معطلا لأي طرف كان ويتم تبادل أسماء معينه لشغل حقيبتي العدلية والداخلية ضمن عدة أسماء مطروحة والتي ما تزال موضع اخذ ورد بخصوصها.

وكشفت مصادر متقاطعة للمعلومات ان الرئيس برّي بات جاهزاً تقريباً لبدء مسعاه بين الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري بعد عودة الاخير من الامارات المرتقبة خلال 24 او 48 ساعة، لحل الخلافات بينهما حول تشكيل الحكومة، وفق رؤية ترضي الطرفين، وبما يمنع استمرار الفراغ الحكومي الذي يقود البلاد الى مزيد من الانهيار لرفعها والانقسام السياسي والطائفي، ولا سيما بعد التسليم من كل الاطراف بأن لا ثلث ضامناً لأي طرف، وان تكون الحكومة من 24 وزيراً وان يتم التوافق بين الرئيسين على حقيبتي الداخلية والعدل من بين مجموعة اسماء للتوزير. وأشارت معلومات “اللواء” من مصادر متابعة للموضوع، ان تحرك الرئيس برّي سيتم بالتنسيق مع البطريرك الماروني بشارة الراعي، وقد جرى تواصل بينهما ليتكامل جهدهما باتجاه الرئيسين عون والحريري بحثاً عن المخرج المقبول لا سيما حول الوزيرين المسيحيين اللذين يختلف الرئيسان على تسميتهما.

كما افيد ان الحريري بدأ التحضير لوضع تشكيلة من 24 وزيراً الى الرئيس عون، بعدما يكون بري قد نجح في تدوير زوايا الخلافات. لكن مصادره تؤكد انه لن يقبل بأي صيغة يمكن ان تؤدي الى تعطيل الحكومة كوجود وزير ملك او وزيرين ملكين كما تردد لأن تجربة الوزير الملك اثبتت فشلها لا بل ضررها.

وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ”اللواء” أن هناك مناخا يتم إعداده في ملف تأليف الحكومة بإنتظار عودة رئيس الحكومة المكلف من الخارج ولفتت الى أن الجو أصبح أفضل لجهة الطلب من الحريري جديا تقديم تشكيلة جديدة سواء من قبل رئيس المجلس النيابي الملزم تطبيق موقف مجلس النواب أو من البطريرك الماروني بشارة الراعي وهو الطرف الآخر من الوساطة. وقالت أن هناك رغبة من البطريرك بالإسراع في التأليف إذ يكفي ما مر من وقت ولا بد من تقديم لائحة وزارية جديدة مستحدثة وتراعي المعايير المطلوبة في التأليف ويتم التداول بها بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف. واشارت إلى ان هذا التوجه كان في صلب البحث بين البطريرك الراعي والرئيس بري مؤكدة أن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط نقل إلى بري تمنياته بالإسراع في التشكيل، وهناك تواصل تم بين الرئيس المكلف وزعيم الاشتراكي.

وقالت أن المحركات انطلقت انما ما من اي تطور وضع على نار حامية والموضوع بكامله مرتبط بالموقف الذي يتخذه الحريري ولفتت إلى انه إذا عاد إلى بيروت وطلب لقاء الرئيس عون وتناقشا في إجراءات التفاهم على الحكومة وتركيبتها فإن ذلك يعني أن الملف قد شهد التقليعة المتوخاة اما اذا عاد وبقي مصرا على موقفه ورفض بالتالي أن يكون لرئيس الجمهورية التمثيل المسيحي إلى جانب المردة والطاشناق داخل الحكومة فإن ذلك يعني عودة العراقيل. واعتبرت أن هناك جوا قد حضر للطلب من الحريري الالتزام بالموقف الذي صدر عن مجلس النواب في ما خص تقديم صيغة إلى رئيس الجمهورية والاتفاق بشأنها. وكشفت أن هناك سلسلة اتصالات اجريت ولقاءات ورسائل مباشرة وغير مباشرة والكل تحدث عن حركة حكومية كما أن كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله اتى ليؤكد ذلك وهناك انتظار لعودة الحريري من أجل تلمس مدى استعداده للدخول في صلب النقاش المطلوب.

من جهة أخرى، تحدثت مصادر سياسية لـ “الأنباء” الإلكترونية عن أجواء تفاؤلية قد تفضي الى تشكيل الحكومة، معتبرة في الوقت نفسه ان “الوضع دقيق جداً، وأي خلل في التقديرات قد يعيد الأمور الى المربع الأول”.

وكشفت المصادر أن “عين التينة تعمل على خطين متوازيين، يتمثل الأول بالتشاور مع البطريرك بشارة الراعي في تسمية الوزيرين المسيحيين اللذين يفترض أن لا تكون لهما أي علاقة بالوزراء الذين سيسميهم الرئيس عون، والثاني عدم حصول أي خلافات على تسميات أخرى”، مشيرة إلى أنه في حال تمكن بري من تجاوز هذه العقدة وضمان موافقة عون وباسيل عليها “يمكن القول إن ثلاثة أرباع العقدة الحكومية قد حلت”.

مصادر عين التينة أكدت بدورها أن “العمل جاد من قبل الرئيس بري لحلحلة العقد والذهاب الى تشكيل الحكومة بأسرع وقت”، وتحدثت أيضاً عن “أجواء إيجابية قد تظهر خلال الأيام المقبلة بدليل إنتفاء الأجواء المتشنجة”، مشيرة الى أن الاتصالات التي جرت مؤخرا “ساعدت على تدوير الزوايا بشكل لافت”، متوقعة أن تولد الحكومة في غضون الأسبوعين المقبلين “إذا ما سارت الأمور في الإتجاه السليم”.

مصادر بيت الوسط أبلغت “الأنباء” الإلكترونية إستعداد الحريري للعودة فورًا متى رأى أن ظروف التشكيل أصبحت مؤاتية، وأنه بدأ يتلمس حركة جدية في هذا المجال. وحذرت المصادر في الوقت نفسه “من الكمائن والأفخاخ التي يمكن أن تظهر في اللحظة الأخيرة”، ونقلت عن الحريري أنه “في حال إستشعر بأي شيء من هذا القبيل لن يقبل به على الإطلاق وسيكون له موقف مشابه لما قاله في الجلسة النيابية الأخيرة”.

عضو كتلة المستقبل النائب عثمان علم الدين قال لـ “الأنباء” الإلكترونية قال إن “الأمور أصبحت واضحة، فأي حلحلة تحصل في الملف الحكومي يجب أن تكون ضمن الآلية التي يتمسك بها الرئيس المكلف”، وأعرب علم الدين عن أسفه “لإنشغال الرئيس عون في إدارة معركة رئاسة الجمهورية لصهره النائب جبران باسيل”.

من جهتها رأت مصادر “تكتل لبنان القوي” أن تشكيل الحكومة بعهدة الرئيسين عون والحريري “دون سواهما”.

الى ذلك، أبلغت اوساط واسعة الاطلاع الى “الجمهورية” انّ مسحة التفاؤل التي سادت امس الاول انكمشت نسبياً امس، بعدما تبين ان هذا التفاؤل المستجد لا يزال حذراً ولم يُترجم بعد الى وقائع صلبة. وكشفت هذه الاوساط “انّ هناك تساؤلات تسود في عين التينة عما اذا كانت توجد لدى المعنيين بتأليف الحكومة نيات حقيقية وصافية لتسهيل تشكيلها حتى يكون تدخّل الرئيس نبيه بري مُنتجاً، لافتة إلى “انّ الاسبوعين المقبلين سيكونان بمثابة فرصة اخيرة لاختبار النيات على حقيقتها”.

ونقلت الاوساط عن قريبين من بري تأكيدهم انّ لديه الاستعداد الكامل للتجاوب مع اقتراح السيد نصرالله، وانه لا يتوقف عند احتمال المخاطرة بحياته اذا كان تحرّكه يمكن أن يؤدي إلى نتيجة إيجابية، “ولكن المهم ان تكون هناك ارادة جدية عند طرفي الخلاف لتشكيل الحكومة”.

وتُبدي الاوساط الواسعة الاطلاع خشيتها من ان لا يكون هناك بعد قرار حاسم لدى رئيس الجمهورية والحريري بتأليف الحكومة، الاول لأنه ربما لا يريد الحريري ويأمل في أن يدفعه الى الاعتذار، والثاني لأنه ربما يتهيّب تشكيل حكومة يمكن أن تضعه في مواجهة الناس والأزمة من غير أن تحظى بالمقدار الكافي من الغطاء الدولي والخليجي الذي يسمح لها بالحصول على الدعم المالي اللازم والضروري. وأشارت الاوساط الى انّ اتجاه الأمور سيتضح بعد عودة الحريري من الخارج وتبيان موقفه من الاقتراحات المتداولة لمعالجة الازمة.

وأفادت معلومات صحيفة “الجمهورية” بأنّ حركة الاتصالات تركّزت في الساعات الاخيرة بين رئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس السابق للحكومة فؤاد السنيورة بالإنابة عن رؤساء الحكومات السابقين والرئيس سعد الحريري، فيما نشط “حزب الله” وبري على خط الاتصالات مع رئيس الجمهورية و”التيار الوطني الحر”.

وفي التفاصيل، وبالإضافة الى اللقاء الذي جمع بري والسنيورة، علمت “الجمهورية” انّ معاونه السياسي النائب علي حسن خليل زار اللقلوق ليل الاربعاء – الخميس والتقى رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، فيما تسرّبت معلومات عن إتصال طويل تمّ بين باسيل ومسؤول الارتباط والتنسيق في “حزب الله” الحاج وفيق صفا تناول بعض المخارج المطروحة لأزمة التأليف الحكومي.

السابق
ما سبب ارتفاع سعر الدولار رغم انطلاق عمل المنصة؟
التالي
هل من زيادة بأقساط المدارس قريباً؟