كل الدروب تؤدي الى الفراغ الحكومي، مع إستمرار الحكومة المستقيلة في إغراق البلد في مزيد من الشلل والفوضى والتخبط، مع الاصرار على عدم القيام بأي خطوة، ولو من باب رفع العتب الحكومي والسياسي والشعبي.
في المقابل وبعد انقشاع “غبار” رسالة رئيس الجمهورية ميشال عون، والتي عقدت المشهد الحكومي اكثر وباعدت لمسافة اكبر بينه وبين الرئيس المكلف سعد الحريري، تؤكد مصادر متابعة لملف تشكيل الحكومة لـ”جنوبية” ان الحديث عن تحرك جديد لرئيس مجلس النواب نبيه بري صحيح، وانه يسعى لاعادة ما انقطع بين عون والحريري.
مصادر متابعة لملف تشكيل الحكومة لـ”جنوبية”: الحديث عن تحرك جديد لبري صحيح وانه يسعى لاعادة ما انقطع بين عون والحريري
لكن المصادر تلفت النظر الى ان الحديث المتكرر عن مساع لبري او غيره هي من باب “رفع العتب”، واعطاء جرعة امل، وان هناك جهوداَ تبذل من قبله ومن قبل غيره لوقف تمدد الفراغ وعدم تشكيل الحكومة.
وتقول ان المعطيات تؤكد انعدام اي فرصة في ظل التعنت، وعدم التجاوب من عون والحريري، واستفحال ازمة الثقة الشخصية بينهما.
“حزب الله” غير جدي في الملف الحكومي ويتلطى خلف جهود بري ومساعيه رغم علم الطرفين انها جهود لتعبئة الوقت الضائع!
وتكشف المصادر ان الاخطر من عدم وجود امل بتشكيل الحكومة، هو عدم جدية “حزب الله” في الملف الحكومي، وتلطيه خلف جهود بري ومساعيه رغم علم الطرفين انها جهود لتعبئة الوقت الضائع.
وتقول ان “حزب الله” على ما يبدو يناسبه استمرار التخبط الداخلي وتضارب القوى فيما بينها، بينما ينتظر هو ترتيب اوراقه الاقليمية والدولية وانتظار التسويات في المنطقة.
خطاب فلسطيني لنصرالله!
في المقابل يطل امين عام “حزب الله” السيد حسن نصرالله غداً في الذكرى الـ21 لتحرير الجنوب . وتؤكد مصادر متابعة لـ”جنوبية” ان كلمته ستركز على الانتصار في غزة واهمية الانجاز الفلسطيني بينما ستغيب الحكومة عن جوهر كلمته التي ستكون اقليمية ودولية وفلسطينية اكثر بالاضافة الى اطلالة عما جرى جنوباً من إطلاق صواريخ وتحركات حدودية لبنانية وفلسطينية.
ماذا بعد تعثر الحكومة؟
في المقابل، بدأت اكثر من سفارة عربية وخليجية ودولية تستفسر عن الخيارات البديلة، لعدم تشكيل حكومة جديدة، وتعثر تعويم الحكومة المستقيلة، وحقيقة ما يمكن اتخاذه من خطوات، في حال استمر ما بقي من ولاية عون، من دون حكومة اصيلة.
إقرأ ايضاً: خاص «جنوبية»: «حزب الله» يُرسِّم حدود «دويلته»..وهذه آخر «فرماناتها»!
وتؤكد مصادر متابعة، ان الاكثرية النيابية ولا سيما “الثنائي الشيعي” و”التيار الوطني الحر”، باتوا مقتنعين، ان لا حكومة جديدة، وان الرئيس المستقيل حسان دياب، لا يريد تصريف الاعمال، كما يجب، وان البلد مقبل على كارثة كبيرة.
مطلب باسيل عن الانتخابات المبكرة من باب المزايدة و”حزب الله” يعتبره خطاً احمرَ
وتشير الى ان الترويج لانتخابات مبكرة من النائب جبران باسيل هو من باب المزايدة، وخصوصاً ان هذا المطلب “خط احمر” عند “حزب الله”، والذي اشترط على الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في قصر الصنوبر في 6 آب الماضي استبعاد مطلب الانتخابات المبكرة، لانها ستكون بمثابة “غلطة الشاطر”، اي ان اجراء الانتخابات بعد حل مجلس النواب، وفي ظل حكومة مستقيلة خيار انتحاري وغير مضمون ولا يمكن القيام به.
لذلك تروج الاكثرية لخيار “الستاتيكو” وإدارة الفراغ ضمن الواقع الحالي، ومحاولة منع انحداره، الى مزيد من الانهيار، عبر استعمال بعض الهبات والقروض الدولية او اللجوء الى “خطوة كبيرة” ومتمثلة بالمس بالاحتياط الالزامي الحالي.
